قال الجيش السوداني إنه يمتلك معلومات لعملية "التآمر ومؤشرات قوية بتورط أطراف إقليمية ومحلية"، في الصراع الذي دخل يومه الرابع بين القوات المسلحة وقوات "الدعم السريع"، لافتاً إلى أنه سيفصح عن تلك المعلومات "في الوقت المناسب".
وأضاف الجيش في بيان صدر عن القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية، الثلاثاء 18 أبريل/نيسان 2023، أن الموقف العام مستقر "عدا مناوشات محدودة بمحيط منطقة القيادة والمطار"، لافتاً إلى أن المرحلة الثانية بدأت فجر اليوم وتهدف لتأمين المناطق المحيطة بالقيادة العامة وصولاً لوسط الخرطوم.
هدنة هشّة
يأتي ذلك بينما أفسد إطلاق نار كثيف الهدنة الهشة التي كان من المفترض لها أن تستمر 24 ساعة بين الجيش بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات "الدعم السريع" التي يقودها حليفه السابق الذي بات ألدَّ أعدائه، محمد حمدان دقلو (حميدتي).
وبدأت الهدنة في وقت سابق، الثلاثاء، تحت وطأة ضغوط أمريكية على الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية لوقف القتال الذي تسبب في أزمة إنسانية.
وتردد دوي إطلاق كثيف للنيران في خلفية بث مباشر لقنوات تلفزيونية عربية من الخرطوم بعد دقائق من السادسة مساء بالتوقيت المحلي، وهو التوقيت المتفق عليه لبدء سريان وقف إطلاق النار، وفق رويترز.
ونقلت الوكالة عن شهود أن قوة برية كبيرة تابعة للجيش دخلت العاصمة الخرطوم من الشرق، بينما كانت الطائرات الحربية تحلق في سماء المدينة.
وحمّل الجيش السوداني مسؤولية خرق الهدنة لقوات الدعم السريع "المتمردة"، مشيراً إلى أن قوات الفرقة الخامسة بالجيش "تصدت لمحاولة اقتحام فاشلة غرب الأبيض وكبّدت الميليشيا المتمردة خسائر فادحة".
ضغوط أمريكية
وعرقل الصراع، الذي اندلع بين قائد الجيش وقائد قوات الدعم السريع قبل أربعة أيام، خطة مدعومة دولية للانتقال نحو حكم مدني بعد أربعة أعوام على الإطاحة بنظام الحكم الاستبدادي لعمر البشير في أعقاب احتجاجات شعبية وبعد عامين على انقلاب عسكري.
والثلاثاء، أعلن الجيش السوداني أن قائدي طرفي الصراع في السودان اتفقا على وقف إطلاق النار لمدة 24 ساعة، وذلك في أعقاب نداءات وجهها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إليهما بشأن المعارك المحتدمة في الخرطوم والتي شهدت حادثة إطلاق نار على موكب دبلوماسي أمريكي.
حيث صرح الفريق أول ركن شمس الدين كباشي، وهو عضو في مجلس السيادة الحاكم، لقناة العربية بأن وقف إطلاق النار سيبدأ في السادسة مساء بالتوقيت المحلي (16:00 بتوقيت غرينتش) ولن يتجاوز مدة الأربع والعشرين ساعة المتفق عليها.
في وقت سابق الثلاثاء، بحث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، مع رئيس مجلس السيادة السوداني، قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وقائد "قوات الدعم السريع" محمد حمدان دقلو "حميدتي"، الحاجة الملحة لوقف إطلاق النار في السودان.
جاء ذلك في بيان نشرته وزارة الخارجية الأمريكية فجر الثلاثاء، عقب اتصالين هاتفيين منفصلين أجراهما بلينكن مع قائد الجيش البرهان وقائد قوات الدعم السريع حميدتي.
كما أوضح البيان أن بلينكن شدد في الاتصالين على "الحاجة الملحة للتوصل إلى وقف إطلاق للنار، للسماح بتقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين من القتال، ولمّ شمل الأسر السودانية، والتأكد من سلامة المجتمع الدولي في الخرطوم".