تواصلت الاشتباكات العنيفة، الإثنين 17 أبريل/نيسان 2023، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لليوم الثالث على التوالي منذ أن بدأ القتال السبت الماضي، بينما ارتفعت حصيلة القتلى من المدنيين إلى 97 قتيلاً على الأقل وإصابة 365 آخرين، منذ اندلاع الاشتباكات، وفقاً لنقابة الأطباء السودانية.
إذ تجددت الاشتباكات حول القصر الجمهوري وفي محيط مبنى القيادة العامة للقوات المسلحة بالعاصمة الخرطوم، وسط تضارب الأنباء حول السيطرة على القصر الجمهوري، مع استمرار القتال في المطار الدولي ومدينة أم درمان وجنوب الخرطوم، وذلك بعد انتهاء مهلة لوقف القتال مدة ثلاث ساعات بدأت عند الراعية من مساء الأحد، وذلك للسماح بعمليات الإجلاء الإنسانية التي اقترحتها الأمم المتحدة.
فيما أظهرت صور أقمار صناعية حديثة التقطتها شركة ماكسار، حجم الدمار الذي لحق بمطار الخرطوم الدولي، حيث تظهر أعمدة دخان تتصاعد من طائرات مدنية متوقفة في مدرج المطار.
كما رصدت الأقمار الصناعية مشاهد للدمار الذي لحق بالجسور ومحطة القطارات ووزارتي الدفاع والطاقة.
واندلعت اشتباكات السبت بين وحدات في الجيش موالية لرئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي.
وهذه الاشتباكات هي الأولى منذ أن اشترك البرهان وحميدتي في الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير عام 2019، بسبب خلاف حول دمج قوات الدعم السريع في الجيش، في إطار مرحلة انتقالية نحو الحكم المدني.
وفي الساعات الأخيرة من الأحداث بالسودان، دارت حرب من البيانات بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، حيث أكدت قوات الدعم السريع السودانية أنها حققت انتصارات وصفتها بالكاسحة عقب المعارك التي خاضتها يومي السبت والأحد.
وعبر حسابها على فيسبوك قالت في بيان: "نتج عنها السيطرة على مقر القوات البرية وبرج وزارة الدفاع والقصر الجمهوري ومحيطه، إضافة للسيطرة على رئاسات الفرق العسكرية بولايات دارفور، والاستيلاء على عتادها وآلياتها العسكرية، فضلاً عن الاستيلاء على أكثر من 200 دبابة، وإسقاط ثلاث طائرات مقاتلة".
البيان أضاف أنه تم أسر وانضمام العشرات من كبار ضباط وضباط صف القوات المسلحة، وأشارت قوات الدعم السريع إلى أنها تدعم العملية السياسية التي ستقود إلى تحول ديمقراطي حقيقي.
في المقابل، قال الجيش السوداني في بيان إن "الموقف العام مستقر جداً، وجرت اشتباكات محدودة مع الميليشيا المتمردة حول محيط القيادة العامة واستهداف بعض المباني التابعة للقيادة، في محاولة لتشتيت الجهود وتغطية الهزائم المتلاحقة".
وأضاف البيان: العدو لجأ إلى أسلوب استهداف الأفراد بالقناصة من أعلى بعض البنايات جارٍ رصدها والتعامل معها، والقوات مستمرة في إدارة الموقف بثبات واتزان ومهنية عالية، حيث تمكنت من استعادة السيطرة على مطار مروي، والسيطرة على قيادة قطاع كردفان، ومعسكر الري المصري بالشجرة.
وعلى صعيد متصل، دعا الجيش السوداني مقاتلي قوات الدعم السريع إلى الانضمام لصفوف الجيش، وذلك في بيان للناطق الرسمي باسم الجيش السوداني، فجر الإثنين.
البيان حثّ جميع منتسبي قوات الدعم السريع "للمسارعة بالانضمام إلى القوات المسلحة لخدمة بلادهم بين صفوفها"، و"ألا يكونوا مطية لخدمة أهداف وأجندة لشخص واحد"، وذلك في إشارة إلى الجنرال "حميدتي".
وحاول البيان طمأنة مقاتلي الدعم السريع، مؤكداً أن الجيش "لن يستغنى عن خدماتهم بالتسريح، لأن البلاد لا زالت في أشد الحاجة لسواعد أبنائها مجتمعة".
ونقلت رويترز عن شهود قولهم إن الجيش السوداني أصبح له اليد العليا على ما يبدو في صراع دموي على السلطة مع قوات الدعم بعد أن استهدف الجيش قواعدها بضربات جوية.
ارتفاع حصيلة ضحايا الاشتباكات
ارتفعت حصيلة ضحايا الاشتباكات إلى 97 قتيلاً وعدد كبير من الجرحى، وفق ما أعلنت نقابة أطباء السودان الإثنين، دون أن تؤكد وزارة الصحة أو جهة رسمية سودانية هذه الأرقام.
وجاء في بيان للنقابة أن "ما لا يقل عن 97 شخصاً قتلوا منذ اندلاع الاشتباكات في البلاد، السبت"، موضحاً أن الحصيلة لا تشمل كل القتلى، إذ إن الكثيرين منهم لم ينقلوا إلى المستشفيات بسبب صعوبات التنقل. وأضاف البيان أن "365 شخصاً أصيبوا" أيضاً.
وتبادل الجيش وقوات "الدعم السريع" اتهامات ببدء كل منهما هجوماً على مقار تابعة للآخر، بالإضافة إلى ادعاءات بالسيطرة على مواقع تخص كلاً منهما، فيما وصف الجيش "الدعم السريع" بـ"المتمردة"، في خلاف بدأ بتحريك الأخيرة لقواتها نحو عدة مدن سودانية دون إذن من قيادة المؤسسة العسكرية.
وكان التوتر بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وزعيم قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي"، استحال مواجهات عنيفة السبت، بعد تصعيد في الخلافات السياسية في الأسابيع الأخيرة.