وصل 6 وزراء خارجية عرب إلى محافظة جدة غربي السعودية، مساء الجمعة 14 أبريل/نيسان 2023؛ لحضور "اجتماع تشاوري"، وذلك بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السعودية دون أن تحدد جدول الاجتماع، غير أن قطر أعلنت الثلاثاء، أنه "للتباحث حول سوريا".
حيث أفادت وكالة الأنباء السعودية، بأن وليد الخريجي نائب وزير الخارجية، استقبل الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، لدى وصوله إلى مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة. كما استقبل الخريجي، بالمطار ذاته، كلاً من وزراء الخارجية المصري سامح شكري، والأردني أيمن الصفدي، والعماني بدر البوسعيدي، والكويتي سالم عبد الله الجابر الصباح، والعراقي فؤاد حسين.
وزراء عرب في السعودية لمناقشة ملف سوريا
وفق الوكالة، وصل الوزراء من "أجل المشاركة في الاجتماع الوزاري التشاوري بين دول الخليج ومصر والأردن والعراق".
في المقابل لم تقدم الرياض تفاصيل بشأن دول الخليج المشاركة في الاجتماع، غير أن مجلس التعاون الخليجي، يضم كلاً من السعودية والإمارات وقطر والكويت وسلطنة عمان والبحرين.
يأتي الاجتماع مع تنامي التوجه لإعادة سوريا لمحيطها العربي، وفق ما يذكره مراقبون، وبعد يومين من زيارة أجراها وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، لجدة، تلبية لدعوة نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان وذلك لأول مرة منذ 2011، والخروج ببيان مشترك يؤكد بدء إجراءات إعادة الخدمات القنصلية.
كان المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، قد قال سابقاً في إحاطة إعلامية، إنّ عقد الاجتماع الخليجي العربي، في جدة، الجمعة؛ لـ"التباحث حول سوريا".
فيما تم تجميد عضوية سوريا في منظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية عام 2011، على خلفية قمع النظام للاحتجاجات الشعبية المطالبة بالتغيير.
انعقاد القمة العربية في السعودية
تأتي تلك التطورات قبيل نحو شهر من انعقاد القمة العربية في الرياض، ووسط أحاديث عربية رسمية عن أهمية عودة سوريا عربياً، ونقاشات بشأن مبادرة أردنية في هذا الصدد.
وفيما تقيم 10 دول عربية بينها الإمارات والجزائر، علاقات رسمية معلنة مع نظام بشار الأسد في سوريا، تراجع 8 دول أخرى، بينها السعودية، الوضع في ضوء الالتزام بقرارات جامعة الدول العربية.
بينما يرفض فريق ثالث من 3 دول بينها قطر، استئناف العلاقات مع دمشق؛ في ظل عدم تحسن الوضع السوري منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية عام 2011، بحسب رصد الأناضول.
في سياق متصل فقد زار وزير الخارجية في نظام بشار الأسد، فيصل المقداد، الأربعاء 12 أبريل/نيسان 2023، السعودية، في خطوة من شأنها أن تطبع العلاقات بين نظام الأسد والرياض، بعد انقطاع العلاقات بين الجانبين منذ أكثر من عقد، بسبب المقاطعة العربية للأسد نتيجة قمعه العنيف للاحتجاجات.
وكالة الأنباء السعودية "واس" قالت إن نائب وزير الخارجية السعودي، وليد بن عبد الكريم الخريجي، استقبل المقداد في مطار الملك عبد العزيز بمحافظة جدة، مضيفةً أن المقداد يزور المملكة بدعوة من وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان.
الوكالة أفادت بأن الزيارة شهدت "عقد جلسة مباحثات تتناول الجهود المبذولة للوصول إلى حلٍّ سياسي للأزمة السورية يحافظ على وحدة سوريا وأمنها واستقرارها، وتسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة في سوريا".
نقاش حول عودة سوريا للجامعة العربية
كان وزير الخارجية السعودي قد قال في وقت سابق، إن "هناك إجماعاً عربياً على عدم استمرار الوضع الراهن في سوريا"، وشدد على "أهمية معالجة الجانب الإنساني فيها، ووجود مسار واضح مع دمشق بشأنه".
كذلك قال بن فرحان إن هناك "إجماعاً عربياً على أن الوضع الراهن في سوريا يجب ألا يستمر، ولا بد من إيجاد توجه مختلف، وهذا التوجه لم نتوصل له بعد".
يذكر أنه في بداية أبريل/نيسان 2023، نقلت وكالة رويترز عن ثلاثة مصادر مطلعة، قولها إن السعودية تعتزم دعوة رئيس النظام بشار الأسد لحضور القمة العربية التي تستضيفها الرياض في مايو/أيار المقبل، وهي خطوة من شأنها إنهاء عزلة نظام الأسد الإقليمية رسمياً.
سيمثل حضور الأسد المُحتمل للقمة العربية، أهم تطور في إعادته إلى الصف العربي منذ عام 2011 عندما تم تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية، وقاطعته العديد من الدول الغربية والعربية بسبب حملته الوحشية على الاحتجاجات والعنف الذي أدى إلى حرب أهلية طويلة الأمد.
يُذكر أن السعودية قطعت علاقاتها مع نظام الأسد في العام 2012، وحينها قررت إغلاق سفارتها بدمشق وطرد سفير النظام.