كشفت ثلاثة مصادر وبيانات صدرت الثلاثاء، 11 أبريل/نيسان 2023، أن روسيا بدأت في نقل صادرات وقود إلى إيران عبر السكك الحديدية للمرة الأولى في وقت سابق هذا العام، لتنويع إمداداتها من المنتجات النفطية، بعدما عزف المشترون الدوليون عن التجارة مع موسكو.
وتوثق روسيا وإيران العلاقات بينهما لدعم اقتصاديهما، وتقويض العقوبات الغربية التي تعتبرها موسكو وطهران غير مبررة.
ويتزامن هذا التعاون مع زيارات متبادلة رفيعة المستوى، وتنسيق أكبر في المواقف السياسية، وهو ما برز خلال العام الماضي، عبر زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لموسكو، في يناير/كانون ثاني، وزيارة بوتين لطهران في يوليو/تموز الماضي، ولقائه مع المرشد علي خامنئي، الذي أعرب عن دعمه للموقف الروسي تجاه الغرب، وحرب أوكرانيا.
وتكشف تلك التطورات عن قفزة في مسار العلاقات الإيرانية الروسية، تتموضع خلالها طهران في مربع موسكو ضد الغرب، وتمضي أكثر في سياسة التوجه نحو الشرق، نظراً لصعوبة وقوفها بشكل أحادي في مواجهة الضغوط الغربية، وفي ظل تلك المستجدات يتناول موقع أسباب، المتخصص في التحليلات السياسية والاستراتيجية، آفاق التعاون الإيراني الروسي، ومدى إمكانية تحوله إلى شراكة استراتيجية بين البلدين.
تُعد إيران في المنظور الروسي لاعباً محورياً وفاعلاً أساسياً في ملفات الشرق الأوسط وجنوب القوقاز وبحر قزوين وآسيا الوسطى، وهي ملفات حيوية لموسكو، كما تمتلك طهران بموقعها الجغرافي الاستراتيجي أحد أكبر الاحتياطات العالمية من الغاز، بنحو 18%، وتتحكم نسبياً في حركة الملاحة بمضيق هرمز، الذي تمر عبره نحو 40% من إمدادات النفط عالمياً، كما لدى طهران مشروع إقليمي يصطدم مع مصالح الغرب، وبالأخص الولايات المتحدة، وهو ما يصب في صالح روسيا.
في المقابل، يرى المنظرون الإيرانيون أن بلدهم عانى عبر تاريخه من مأزق جيوسياسي، يتجلى في لعنة الجغرافيا، وضعف قدرته على الدفاع عن حدوده الشاسعة، التي تآكلت بمرور الوقت، وافتقاده إلى حليف استراتيجي من القوى العظمى، ما تركه فريسة لخصومه، وولّد شعوراً دائماً بانعدام الأمن، وذلك بعكس إسرائيل وتركيا على سبيل المثال، اللتين استندت عقيدتهما الخاصة بالأمن القومي إلى التحالف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة للأولى، ومع حلف الناتو للثانية.
وقد عزز الانسحاب الأمريكي في عهد ترامب، خلال عام 2018، من الاتفاق النووي، عدم ثقة إيران في الغرب، ودفعها لترسيخ علاقاتها مع الشرق، وبالأخص الصين وروسيا، بهدف الخروج من العزلة الدولية، وتنمية حركة التجارة، والحصول على أسلحة وتكنولوجيا متطورة، فضلاً عن تعزيز العلاقة بعضوين دائمين في مجلس الأمن، يمكن أن يستخدما حق النقض لعرقلة فرض عقوبات جديدة على إيران.