وصف نشطاء، داخل إقليم كشمير وخارجه، خبر استثمار شركة العقارات الإماراتية "إعمار" في الجزء الذي تديره الهند من الإقليم بـ"الخيانة الكاملة"، وفق تقرير لموقع Middle East Eye البريطاني، الأحد 9 أبريل/نيسان 2023، في ظل القمع المستمر للمسلمين في الإقليم من السلطات الهندية.
وفق الموقع البريطاني، يرى كثيرون أن كشمير ستواجه مصيراً مشابهاً لمصير فلسطين، بعد أن سحبت بعض الدول العربية والإسلامية دعمها لقضية سكان الإقليم المسلمين لتعزيز العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية مع الهند.
استثمار الإمارات في كشمير
في مارس/آذار، كشف الرئيس التنفيذي لشركة إعمار في الهند عن خطط لبناء مركز تجاري ومجمع مكاتب في سري نكر، عاصمة إقليم جامو وكشمير الخاضع للإدارة الهندية. وقال أميت جين إن هذا الاستثمار الذي تبلغ قيمته 60 مليون دولار سيوفر من حوالي 7000 إلى 8000 فرصة عمل.
كما قال الحاكم مانوج سينها، أرفع جنرال عسكري في المنطقة، متحدثاً باسم الحكومة الهندية، إن هذا الإعلان يمثل "يوماً تاريخياً" لكشمير، وإن "قادة أعمال إماراتيين دُعوا للاستثمار في جامو وكشمير ولأن يصبحوا "شركاء"".
يُشار إلى أن إقليم كشمير مقسم إلى مناطق تديرها الهند وباكستان والصين، واتُهمت الحكومة الهندية بارتكاب مئات الآلاف من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والقتل خارج نطاق القضاء في الإقليم، وبقمعها الوحشي لنضال المواطنين الكشميريين لنيل حريتهم.
"خيانة" لشعب كشمير
يقول الناشط الحقوقي الكشميري إرشاد محمود، المدير التنفيذي لمركز السلام والتنمية والإصلاحات، ومقره إسلام أباد، لموقع Middle East Eye: "أنا مصدوم جداً. هذه خيانة كاملة لشعب الإقليم الذي تحتله الهند ولنضاله".
كما أضاف: "ما كان عليهم أن يفعلوا ذلك. فهذه الخطوة تعزز موقف الهند، وتعترف بأن كشمير أراضٍ هندية وتقوض نضالنا تماماً. الإمارات بفعلتها أرسلت رسالة إلى شعب الإقليم الخاضع للهند بأنها لا تهتم بحقوقهم وتطلعاتهم".
بينما قال ناشط آخر، ألطاف حسين، الذي يدير معهد كشمير للعلاقات الدولية، إن "الرسالة التي تحاول الهند إيصالها إلى الكشميريين هي أنه لا أحد معكم، وحتى الإمارات تستثمر معنا. يرغبون في التأثير سلباً على نضال الكشميريين". وأكد حسين أنه لا سلام في جامو وكشمير، وأن الهند "ترتكب انتهاكات حقوقية كثيرة".
"تحذير للعالم العربي"
فيما قال فهيم كياني، من حملة كشمير البريطانية، إن الاستثمار الإماراتي في الجزء الخاضع لسيطرة الهند من كشمير مثال على القوة الناعمة الهندية، وتحذير للعالم العربي.
كما قال كياني لموقع Middle East Eye: "الهند حققت نجاحات كبيرة في دول الخليج… وإن أبدت الإمارات اهتماماً بالاستثمار في الإقليم، فهو بفضل ما يسمى بقوة الهند الناعمة في العالم العربي".
أضاف كياني: "هذه مشكلة كبيرة لا للمسلمين فقط وإنما للإنسانية أيضاً، لأن الهند تحكمها أيديولوجية لا تساوي بين الهندوس وغيرهم. ومن مصلحة العالم العربي أن ينتبه إلى ذلك سريعاً".