قال مسؤول بالبيت الأبيض إنه جرى إبلاغ المسؤولين الأمريكيين باعتزام أوبك خفض إنتاج النفط قبل إعلان الأحد 2 أبريل/نيسان 2023 الذي فاجأ الأسواق، لكنهم لا يعرفون سبب اتخاذ القرار.
جون كيربي، منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي، قال في تصريحات للصحفيين: "تلقينا تنبيهاً". ورداً على سؤال بشأن التقارير التي تفيد بأن التخفيضات مرتبطة بإخفاق الولايات المتحدة في إعادة ملء احتياطي البترول الاستراتيجي بسرعة، قال كيربي: "أقول فقط إنني لا أستطيع حتى التكهن بسبب اتخاذ هذا القرار".
تخفيضات مفاجئة
في حين أعلنت السعودية ومنتجو نفط آخرون في تحالف "أوبك+"، الأحد، تخفيضات طوعية في إنتاجهم من الخام بما يصل إلى نحو 1.16 مليون برميل يومياً، في إجراء مفاجئ قالوا إنه يهدف إلى دعم استقرار السوق.
كان من المتوقع إلى حد بعيد، أن تلتزم المجموعة بالتخفيضات المتفق عليها بالفعل والبالغة مليوني برميل يومياً حتى نهاية العام الحالي، عندما تجتمع اللجنة الوزارية التي تضم السعودية وروسيا عبر الإنترنت غداً الإثنين.
ترفع قرارات الأحد إجمالي حجم التخفيضات من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وروسيا وحلفاء آخرين إلى 3.66 مليون برميل يومياً، وفقاً لحسابات رويترز، بما يعادل 3.7% من الطلب العالمي.
جون كيربي أضاف أن التخفيضات لا يُنصح بها؛ نظراً إلى الضبابية في السوق، مضيفاً أن الولايات المتحدة أوضحت ذلك لـ"أوبك". وقال إن البيت الأبيض يركز على المستهلكين وليس حجم الإنتاج، وسيواصل العمل مع المنتجين والمستهلكين لضمان النمو وخفض الأسعار للمستهلكين.
انتقادات سابقة
وسبق أن انتقدت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأحد 2 أبريل/نيسان 2023، التخفيضات المفاجئة في إنتاج النفط التي أعلنتها السعودية ودول أخرى في "أوبك+"، وقالت إنها "غير منطقية".
قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي: "لا نعتقد أن التخفيضات منطقية في هذا التوقيت بالنظر إلى حالة عدم اليقين التي تكتنف السوق، وقد أوضحنا ذلك".
حيث تستهدف التخفيضات الإضافية بمقدار 1.16 مليون برميل يومياً دعم استقرار السوق، ويرى محللون أنها ستساعد في صعود أسعار النفط الخام من أدنى مستوياتها في 15 شهراً، والتي لامستها في منتصف مارس/آذار. ونفذ المنتجون بالفعل اتفاقاً في وقت سابق، بخفض الإنتاج مليوني برميل يومياً حتى نهاية العام الجاري.
قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي: "نركز على الأسعار للمستهلكين الأمريكيين، وليس البراميل، وقد انخفضت الأسعار بشكل كبير منذ العام الماضي، بأكثر من 1.50 دولار للغالون من ذروتها الصيف الماضي". وأضاف: "سنواصل العمل مع جميع المنتجين والمستهلكين، لضمان دعم أسواق الطاقة للنمو الاقتصادي وخفض الأسعار للمستهلكين الأمريكيين".
وفقاً لنادي اتحاد السيارات الأمريكي (إيه.إيه.إيه)، بلغ متوسط أسعار البنزين بأنحاء الولايات المتحدة نحو 3.50 دولار للغالون، الأحد. ويمثل ذلك انخفاضاً 30% عن أعلى مستوى بلغه في يونيو/حزيران الماضي حين تجاوز خمسة دولارات للغالون.
اضطراب أسعار النفط
في سياق متصل قالت وكالة الطاقة الدولية، الإثنين، إن التخفيضات المستهدفة لإنتاج النفط التي أعلنتها مجموعة أوبك+ في مطلع الأسبوع، تثير خطر تفاقم اضطراب السوق ودفع أسعار النفط للأعلى وسط ضغوط تضخمية.
ذكرت الوكالة، ومقرها باريس، في بيان: "أسواق النفط العالمية كانت تتجه بالفعل إلى شح في النصف الثاني من عام 2023 مع احتمال ظهور عجز كبير في المعروض".
جاء في البيان: "تخفيضات أوبك+ الجديدة تثير خطر تفاقم تلك الاضطرابات ورفع أسعار النفط في وقت تضر فيه الضغوط التضخمية القوية بالمستهلكين المعرضين للخطر في جميع أنحاء العالم".
يذكر أنه في أكتوبر/تشرين الأول 2022، اتفقت "أوبك+"، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء بقيادة روسيا، على تخفيضات في الإنتاج قدرها مليونا برميل يومياً من نوفمبر/تشرين الثاني حتى نهاية العام، مما أغضب واشنطن، إذ يؤدي شح المعروض إلى ارتفاع أسعار النفط.
كما قالت الولايات المتحدة حينئذ، إن العالم بحاجة إلى أسعار أقل؛ لدعم النمو الاقتصادي، ومنع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من كسب مزيد من الإيرادات لتمويل حربه على أوكرانيا.