عثر فريق مشترك من الخبراء من المركز المصري لتسجيل الآثار المصرية، وجامعة "توبنغن" الألمانية، على مجموعة نادرة من رموز الأبراج الفلكية المصرية القديمة، التي يعود تاريخها إلى حوالي 2000 عام، في معبد إسنا بالأقصر جنوب مصر.
موقع Business Insider الأمريكي، نقل الجمعة 31 مارس/آذار 2023، عن الدكتور دانيال فون ريكلينغهاوزن، عالم المصريات في جامعة توبنغن، الذي شارك في المشروع، قوله إن هذه المجموعة واحدة من ثلاث مجموعات كاملة من علامات الأبراج المصرية القديمة المكتشفة في معابد مصرية.
من جانبه، قال مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر، في إفادة لصحيفة Arab News، إن المعبد يشتهر بسقفه المزين بالرموز الفلكية، لكن بعض رموز الأبراج لم تُكتشف في البعثات الأثرية السابقة.
بعد الكشف عن هذه الرموز الجديدة، تأكد علماء الآثار من أن المعبد يحتوي على مجموعة كاملة من 12 علامة مصرية من الأبراج الفلكية، من برج الحمل إلى برج الحوت، بحسب ما نقلته صحيفة Arab News عن رئيس فريق الخبراء المصريين هشام الليثي.
ريكلينغهاوزن أشار إلى أن علامات الأبراج الفلكية استُخدمت لتزيين المقابر الخاصة والتوابيت، وأضاف أنها كان لها أهمية كبيرة في النصوص الفلكية، مثل علامات الأبراج المنحوتة على قطع الفخار، موضحاً: "مع ذلك فهي نادرة في زخرفة المعابد".
اكتُشفت هذه الرموز في معبد إسنا، وهو معبد مصري قديم يعود تاريخه إلى العصر اليوناني الروماني، واكتمل بناؤه عام 250 بعد الميلاد، وفقاً لموقع Egypt Independent، واستغرق بناؤه 400 عام.
يُشير الموقع الأمريكي إلى أن الكثير من هذه الرموز الفلكية يسهل تمييزها، ومن ضمنها علامة برج القوس، الذي يُصوَّر في شكل حصان بجذع بشري، ولكن الفارق أنه في العصور المصرية القديمة كان هذا الحصان يحمل أيضاً ذيلاً مسنناً وجناحين، فيما من السهل تمييز برج العقرب أيضاً، المصوَّر في شكل عقرب محاط بالنجوم.
هذه الرموز كانت مخفاة تحت كومة من الأتربة تراكمت على مدار ألفي عام تقريباً، وهذا حافظ عليها بدرجة كبيرة، وبحسب بيان صحفي من جامعة "توبنغن" الألمانية، فإنه ظهر في أحد النقوش، التي اكتُشف في جولة سابقة من أعمال الترميم، كيف صور المصريون المجموعة النجمية بنت نعش الكبرى The Big Dipper برجل ثور، تربطها إلى وتد إلهة في شكل فرس النهر.
أضاف البيان أيضاً أن هذه المجموعة النجمية اعتُبرت واحدة من تجسيدات الإله الشرير ست، الذي قتل شقيقه أوزوريس، ويُظهر النقش إلهة فرس النهر وهي تمسك بست لمنعه من الوصول إلى أوزوريس في العالم السفلي.
يُذكر أن مصر أعلنت، في مارس/آذار 2023، عن اكتشاف آخر مثير، إذ قالت وزارة السياحة والآثار المصرية، إنها عثرت على تمثال "أبو الهول" جديد، خلال أعمال حفر أثرية جنوبي البلاد، ضمن مقصورة من الحجر الجيري، ترجع إلى العصر الروماني، والتي شيد بها معبد للإله حورس.
تعكس تماثيل أبو الهول المصرية الملوك برأس إنسان وجسد أسد كإشارة لقوته، وتمثال أبو الهول في الجيزة هو أكثرها شهرة، ويرجع تاريخ نحته في صخر المنطقة نفسها إلى عصر الأسرة الرابعة (حوالي 2613-2494 ق.م.) ما يجعله الأقدم، وفق موقع وزارة الآثار المصرية.