وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس 30 مارس/آذار 2023، مرسوماً رئاسياً بشأن التجنيد الإجباري في الربيع، والذي سيبدأ بتاريخ 1 أبريل/نيسان ويستمر حتى 15 يوليو/تموز، ومن المقرر خلال هذه الحملة استدعاء 147 ألف روسي تتراوح أعمارهم بين 18 و27 عاماً، وليسوا في الاحتياط، ويستوفون متطلبات قانون "التجنيد والخدمة العسكرية"، حسب ما نشرته وسائل إعلام روسية.
ويأتي هذا في وقت يستمر فيه القتال في مدينة باخموت، التي باتت رمزاً للمعركة بين الروس والأوكرانيين للسيطرة على منطقة دونباس الصناعية، بفعل طول المعركة الجارية حولها والخسائر الفادحة التي لحقت بالطرفين.
وتقدمت القوات الروسية في الأشهر الأخيرة في شمال المدينة وجنوبها، فقطعت عدداً من طرق الإمدادات الأوكرانية، وسيطرت على القسم الشرقي منها، فيما أعلن مستشار الرئاسة الأوكرانية سيرغي ليشتشنكو أن كييف لم تعد تسيطر سوى على ثلث مدينة باخموت التي تشهد معارك عنيفة منذ أشهر في شرق أوكرانيا.
وقال ليشتشنكو، خلال مؤتمر صحفي بثه حساب الرئاسة على تليغرام، إن "أوكرانيا تسيطر على ثلث باخموت، كما أكد المراقبون الدوليون"، لكنه نفى أن تكون القوات الروسية تحاصر المدينة مثلما سبق أن أكد مسؤول محلي موالٍ لروسيا.
حملة تجنيد في روسيا
وبموجب المرسوم الجديد، قرّر بوتين تسريح "الجنود والبحارة والرقباء والمراقبين، الذين انتهت خدمتهم العسكرية، من الخدمة العسكرية". كما أوضح أندريه كارتابولوف، رئيس لجنة مجلس "الدوما" للدفاع، في وقت سابق، أنه لن يتم إرسال المجندين للخدمة في مناطق جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين ومقاطعتي زاباروجيا وخيرسون.
وقال بوتين خلال لقائه مع أعضاء مجلس حقوق الإنسان: "من بين 300 ألف من المقاتلين الذين تمت تعبئتهم، 150 ألفاً موجودون في منطقة العمليات، أي النصف. من بين هؤلاء الـ150 ألفاً الموجودين في التشكيلات نصفهم فقط، أي 77 ألفاً، موجودون مباشرة في الوحدات القتالية، والبقية في الصف الثاني أو الثالث، يؤدون بشكل أساسي وظائف قوات الدفاع الإقليمية، أو يخضعون لتدريب إضافي في منطقة العمليات".
ويأتي هذا بعد أن كشفت تقارير إعلامية روسية محلية متعددة أنَّ وزارة الدفاع الروسية تخطط لتجنيد 400 ألف جندي متعاقد آخر خلال العام الجاري 2023، بحسب ما أفاد موقع Business Insider الأمريكي.
وأفادت إذاعة Radio Free Europe، أن من المتوقع أن تبدأ حملة التوظيف في 1 أبريل/نيسان المقبل، وقد أبلغت وزارة الدفاع بالفعل حكومات الكيانات الفيدرالية الروسية بحصص التجنيد التي يتعين عليها الوفاء بها.
على سبيل المثال، طُلِب من منطقتي سفيردلوفسك وتشيليابينسك الحصول على 10 آلاف توقيع بحلول نهاية عام 2023، وفقاً لموقع Ura.Ru الإخباري الموالي للكرملين.