في تصعيد محتمل للخلاف الدبلوماسي بين روسيا والولايات المتحدة، قال جهاز الأمن الاتحادي الروسي، الخميس 30 مارس/آذار 2023، إنه اعتقل الأمريكي إيفان جيرشكوفيتش، مراسل صحيفة وول ستريت جورنال؛ للاشتباه في قيامه بالتجسس لمصلحة واشنطن.
وبالتزامن اعترفت أوكرانيا بأن روسيا حققت بعض المكاسب داخل مدينة باخموت في شرق البلاد، بينما أصرت على أنها تُلحق بالمهاجمين الروس خسائر أكبر مما تتكبده قواتها في الدفاع عن المدينة.
فيما أصبحت باخموت، وهي مدينة تعدين صغيرة، موقعاً لأدمى معارك المشاة في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية مع سعي القوات الروسية إلى تحقيق أول انتصار لها منذ منتصف عام 2022 في هجوم ضخم شنته في الشتاء.
اعتقال مراسل
يمكن أن يكون لاعتقال جيرشكوفيتش تأثير على العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة وعلى التغطية الدولية لروسيا والحرب، وسيكون جيرشكوفيتش أرفع شخصية أمريكية تعتقلها روسيا بعد نجمة كرة السلة بريتني جرينر، التي ألقت السلطات الروسية القبض عليها عقب وصولها إلى موسكو وبحوزتها زيت الحشيش قبل غزو أوكرانيا بأسبوع. وأطلق سراحها في صفقة لتبادل السجناء بين البلدين في ديسمبر/كانون الأول.
وقال جهاز الأمن الاتحادي الروسي، في بيان، إنه "أوقف الأنشطة غير القانونية للمواطن الأمريكي جيرشكوفيتش المولود عام 1991، وهو مراسل في مكتب صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية بموسكو ومعتمد لدى وزارة الخارجية الروسية ويشتبه في قيامه بالتجسس لصالح الحكومة الأمريكية" ولم يتسنَّ الحصول على تعليق من الصحيفة.
وجاء في البيان أن جيرشكوفيتش كان مكلفاً من "الجانب الأمريكي" بجمع معلومات عن "أنشطة إحدى المؤسسات" الدفاعية. ولم يعرض البيان أي دليل.
وتنصح السفارة الأمريكية في إرشادات السفر التي تصدرها، والتي حدَّثتها آخر مرة في فبراير/شباط، المواطنين الأمريكيين بعدم السفر إلى روسيا؛ بسبب خطر الاعتقال التعسفي، وتقول إن على المواطنين الأمريكيين الذين يعيشون أو يسافرون داخل روسيا المغادرة فوراً.
وحظرت موسكو فعلياً جميع وسائل الإعلام الروسية المستقلة منذ بداية الحرب، لكنها واصلت اعتماد بعض المراسلين الأجانب. وأصبحت الصحافة مقيدة بشدة بالقوانين التي تفرض عقوبات طويلة على أي شخص ينتقد الحرب علناً.
معارك مشتدة في باخموت
وتتخذ أوكرانيا موقفاً دفاعياً منذ يقرب من خمسة أشهر، لكنها تقول إنها تعتزم شن هجوم مضاد قريباً، فيما قالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية في تقرير في وقت سابق: "قوات العدو حققت درجة من النجاح في تحركاتها الرامية إلى اقتحام مدينة باخموت".
وأضافت: "المدافعون عنا يسيطرون على المدينة ويصدون العديد من هجمات العدو".
ولم يذكر التقرير تفاصيل عن المكاسب الروسية، فيما قال معهد دراسات الحرب إن القوات الروسية والمرتزقة التابعين لمجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة استولوا على أراضٍ في جنوب المدينة وجنوب غربها خلال اليومين الماضيين، واحتلت فاغنر مصنع معادن في شمالها هذا الأسبوع.
وتتقدم القوات الروسية ببطء داخل باخموت في قتال شوارع عنيف مستمر منذ أسابيع، وبدا قبل شهر أن كييف ستتخلى على الأرجح عن المدينة، لكنها قررت منذ ذلك الحين البقاء والقتال من أجلها على أمل كسر قوة المهاجمين.
وقالت نائبة وزير الدفاع حنا ماليار على أحد مواقع التواصل الاجتماعي إن الخسائر كانت حتمية، لكن "خسائر العدو أكبر بعدة مرات"، فيما قال المتحدث باسم الجيش الأوكراني سيرهي تشيرفاتي للتلفزيون الرسمي: "تبقى باخموت مركز النشاط العسكري… الوضع هناك لا يزال ساخناً".
ومع حلول فصل الربيع، السؤال الملحّ الآن هو: إلى أي مدى يمكن أن تستمر روسيا في هجومها، ومتى سترد أوكرانيا أو هل ستفعل ذلك أصلاً؟
وهناك دلائل على أن حملة روسيا تتباطأ. وانخفض عدد هجماتها اليومية على خط المواجهة، والتي تعلنها هيئة الأركان العامة الأوكرانية، بمقدار النصف تقريباً خلال الأسابيع الأربعة الماضية.