هزت أرجاء العاصمة السورية دمشق، في وقت متأخر من ليلة الأربعاء 29 مارس/آذار 2023، أصوات انفجارات عنيفة، ناجمة عن غارة إسرائيلية جديدة، جاءت بعد أسبوع فقط من استهداف إسرائيلي لمطاري حلب والنيرب في محافظة حلب السورية.
وأفادت وكالة الأنباء السورية "سانا" على حسابها بـ"تويتر"، بأن الدفاعات الجوية السورية تصدت لـ"عدوان إسرائيلي" استهدف محيط دمشق، في الساعات الأولى من الخميس.
في وقت لاحق، نقلت وكالة سانا عن مصدر عسكري، قوله إن "إسرائيل نفذت عدواناً جوياً بعدد من الصواريخ استهدف بعض النقاط في محيط مدينة دمشق، وأدى إلى إصابة عسكريين اثنين بجروح ووقوع بعض الخسائر المادية".
من جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن القصف الإسرائيلي استهدف مواقع في منطقة دمشق، وقد تحركت سيارات الإسعاف إلى المنطقة، وسط معلومات عن سقوط قتلى وجرحى.
فيما تناقلت وسائل إعلام سورية وفلسطينية فيديوهات، قالت إنها تُظهر انفجارات نتيجة القصف.
قصف متكرر ضد دمشق
يأتي ذلك بعد أسبوع تقريباً من غارة جوية إسرائيلية استهدفت مطاري حلب الدولي، والنيرب؛ "ما أدى إلى وقوع بعض الأضرار المادية في المطارين"، بحسب ما أعلنته وزارة الدفاع في النظام السوري، الأربعاء 22 مارس/آذار 2023.
كان ذلك ثالث قصف إسرائيلي يستهدف مطار حلب خلال ستة أشهر، فيما نقلت وكالة الأنباء الألمانية، عن مصادرها، أن 5 صواريخ إسرائيلية استهدفت المطارين.
وتشنّ إسرائيل منذ سنوات، هجمات على ما تصفها بأهداف مرتبطة بإيران في سوريا، حيث تنامى نفوذ طهران منذ أن شرعت في دعم رئيس النظام السوري بشار الأسد في الحرب.
وكان مطار دمشق الدولي تعرَّض، في يونيو/حزيران الماضي، لقصف إسرائيلي أخرجه عن الخدمة، وذلك للمرة الأولى منذ بدء الهجمات الإسرائيلية على سوريا عام 2011.
في الفترة نفسها تسبَّب قصف صاروخي مماثل في توقف مطار حلب الدولي مؤقتاً.
وقبل أشهر أعلن نظام بشار الأسد عن مقتل 5 أشخاص وإصابة 15 آخرين، جراء هجوم إسرائيلي بالصواريخ، استهدف عدة نقاط وسط العاصمة السورية دمشق ومحيطها، من بينها مبنى يقع فيما يعرفه سكان دمشق بـ"المربع الأمني".
وكالة أنباء النظام "سانا"، نقلت عن مصدر عسكري- لم تسمه- قوله إن إسرائيل شنت "عدواناً جوياً برشقات من الصواريخ من اتجاه الجولان السوري المحتل، مستهدفةً بعض النقاط في مدينة دمشق ومحيطها".
أشارت الوكالة إلى أن من ضمنها "أحياء سكنية مأهولة بالمدنيين"، وأكد المصدر العسكري للوكالة وفاة 5 وإصابة آخرين، بينهم حالات حرجة، فضلاً عن حدوث أضرارٍ مادية لحقت بعدد من الأحياء في دمشق ومحيطها.
وبحسب تقارير، فإن إسرائيل تهدف من خلال قصف المطارين إلى منع طائرات إيرانية من استخدامهما لنقل أسلحة إلى حزب الله اللبناني ومجموعات مسلحة موالية لإيران.
ومنذ منتصف مارس/آذار 2011، شنّت إسرائيل مئات الغارات على سوريا، تقول إن الهدف منها منع إيران من ترسيخ وجودها العسكري هناك.