قال سفير بريطاني سابق في فرنسا إنَّ زيارة الدولة التي كان سيجريها الملك تشارلز إلى فرنسا، والمأدبة التي ستُقَام له في قصر فرساي، كانت ستحمل "أصداء" من الثورة الفرنسية، بحسب ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية، السبت 25 مارس/آذار 2023.
حيث رأى بيتر ريكيتس، مبعوث بريطانيا في فرنسا من 2012 إلى 2016، أنَّ توقيت مأدبة العشاء كان سيئاً؛ إذ كانت ستُقَام وسط احتجاجات واسعة النطاق ضد خطط الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لتغيير نظام التقاعد ورفع سن التقاعد من 62 إلى 64 عاماً.
أُعلِن تأجيل الزيارة، الجمعة 24 مارس/آذار، مع استمرار التمرد. وأصيب 441 شرطياً الخميس، 23 مارس/آذار، في احتجاجات عنيفة، واضطر رجال الإطفاء الفرنسيون إلى إخماد 903 حرائق. وأُلقِي القبض على إجمالي 457 شخصاً، ويمكن في المقابل إجراء الزيارة في بداية الصيف.
إذ كان من المقرر أن يزور الملك وزوجته الملكة مدينة بوردو، يوم الثلاثاء 28 مارس/آذار، لكن المتظاهرين أشعلوا النيران في بوابتها الأمامية، التي تعود إلى القرن الثامن عشر في وقت سابق من هذا الأسبوع؛ لذا كان هناك قلق من أنَّ المتظاهرين قد يستهدفون قصر فرساي، حيث تقرر إقامة مأدبة العشاء.
زيارة تعيد للأذهان صورة الثورة الفرنسية
كانت مظاهر زيارة الدولة للملك تشارلز وسط اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين والشرطة بشأن التغييرات لتعيد للأذهان صورة الثورة الفرنسية في القرن الثامن عشر.
فقد أدت الثورة حينها على مستويات المعيشة، مقارنة بإسراف بلاط لويس السادس عشر، إلى إطاحة النظام الملكي وإنشاء جمهورية وإعدام زوجته ماري أنطوانيت وآخرين.
وقال اللورد ريكيتس: "حقيقة وجود هذه الاحتجاجات العنيفة التي يبدو أنها آخذة في الازدياد جعلت، على وجه الخصوص، إقامة مأدبة في فرساي فكرة سيئة جداً، عكس ذلك أصداءً مختلفة من الماضي وحتى الثورة".
بدورها، قالت سيلفي بيرمان، السفيرة الفرنسية السابقة لدى المملكة المتحدة، إنَّ صور الملك تشارلز وهو يسافر عبر باريس ومظاهر الأُبّهة المرتبطة بزيارة الدولة "لم تكن لتترك أثراً جيداً".
أضافت بيرمان، التي كانت سفيرة بين عامي 2014 و2017، أنه سيكون من المحبط أن تضطر حكومة ماكرون إلى تأجيل الزيارة؛ إذ من المقرر وصول تشارلز يوم الأحد، 26 مارس/آذار، وسط تحسن العلاقات بين البلدين.
الاضطرابات تسود فرنسا
أبرمت فرنسا وبريطانيا صفقة بقيمة 500 مليون جنيه إسترليني، في وقت سابق من شهر مارس/آذار، لتمويل مركز احتجاز في شمال فرنسا، ضمن خطوة لمنع اللاجئين الذين يحاولون عبور القنال في قوارب صغيرة.
كما صرحت بيرمان لبرنامج Today على إذاعة BBC Radio 4 "لم يكن العشاء في فرساي ليُعطي حقاً صورة جيدة في الوقت الذي تسود فيه الاضطرابات في فرنسا".
فيما قال قصر باكنغهام، في بيان الجمعة، 24 مارس/آذار: "تأجّلت زيارة الملك وزوجته الملكة إلى فرنسا. ويتطلع أصحاب الجلالة بشدة إلى فرصة زيارة فرنسا بمجرد تحديد التاريخ المناسب".
بينما أعرب قصر الرئاسة الفرنسية (الإليزيه)، في بيان، عن أمله في الترحيب بالملك "في ظروف تتوافق مع علاقاتنا الودية"، وإعادة جدولة الزيارة "في أقرب وقت ممكن".