أدانت ثلاث دول عربية، السبت 25 مارس/آذار 2023، إحراق نسخة من المصحف الشريف في الدنمارك، الجمعة، ووصفته بـ"العمل التحريضي والاستفزاز الخطير لمشاعر المسلمين خلال شهر رمضان"، حيث أقدم أنصار مجموعة يمينية دنماركية متطرفة على حرق نسخة من المصحف والعلم التركي في العاصمة كوبنهاغن.
جاء ذلك في بيانات صادرة عن وزارات الخارجية في قطر والأردن والمغرب، حيث وصفت الخارجية الأردنية في بيانها الحادثة بأنها "عمل تحريضي وعنصري مرفوض، يستفز مشاعر المسلمين، خاصةً في شهر رمضان المبارك".
الخارجية الأردنية اعتبرت أن "إحراق المصحف الشريف فعل من أفعال الكراهية الخطيرة، ومظهر من مظاهر الإسلاموفوبيا المحرضة على العنف والإساءة للأديان".
وذكرت الخارجية الأردنية أنه "لا يمكن اعتبارها (حادثة إحراق المصحف) شكلاً من أشكال حرية التعبير مطلقاً"، داعيةً إلى "ضرورة وقف مثل هذه التصرفات والأفعال غير المسؤولة، التي تؤجج العنف والكراهية، وتهدد التعايش السلمي".
وجددت الوزارة دعوتها المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته بالتصدي لهذه الأفعال، باعتبارها "مسؤولية جماعية يجب على الجميع الالتزام بها".
"استفزاز خطير لمشاعر المسلمين"
من جانبها، قالت الخارجية القطرية في بيانها، إن "هذه الواقعة الشنيعة تعد عملاً تحريضياً، واستفزازاً خطيراً لمشاعر أكثر من مليارَي مسلم في العالم، لا سيما في شهر رمضان المبارك"، محذرةً من أن "السماح بتكرار التعدي على المصحف الشريف بذريعة حرية التعبير يؤجّج الكراهية، ويهدّد قيم التعايش السلمي، ويكشف عن ازدواجية معايير مقيتة".
الخارجية القطرية جدَّدت رفضها التام لكافة أشكال خطاب الكراهية المبني على المعتقد أو العرق أو الدين، والزّج بالمقدسات في الخلافات السياسية.
كما حذَّرت من أن "حملات الكراهية ضد الإسلام، وخطاب الإسلاموفوبيا شهدا تصعيداً خطيراً باستمرار الدعوات الممنهجة لتكرار استهداف المسلمين في العالم".
وفي بيانها، دعت الخارجية القطرية المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته لنبذ الكراهية والتمييز والتحريض والعنف، وأكدت أهمية إعلاء مبادئ الحوار والتفاهم المشترك، مشددة على دعم دولة قطر الكامل لقيم التسامح والعيش المشترك، وحرصها على إرساء مبادئ الأمن والسلم الدوليين عن طريق الحوار والتفاهم.
"تصرفات تحريضية"
في السياق، قالت الخارجية المغربية إن المملكة تدين إحراق نسخة من المصحف الشريف في كوبنهاغن، واصفةً الحدث بأنه "فعل شنيع" وعمل استفزازي يمسّ بمقدسات ومشاعر أكثر من مليار مسلم، خاصةً في شهر رمضان.
ودعا المغرب السلطات الدنماركية إلى إنفاذ القانون بكل حزم، للتصدي لمثل هذه التصرفات التحريضية غير المسؤولة، وعدم السماح بتكرارها تحت أي ذريعة.
والجمعة، أقدمت مجموعة متطرفة على حرق العلم التركي والمصحف الشريف أمام سفارة أنقرة، في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن.
ونَفَّذ الاعتداء المتطرف أنصارُ مجموعة تدعى "Patrioterne Gar Live Patriots Live" في الدنمارك، حيث تم بث الاعتداء على الهواء مباشرة عبر حساب المجموعة على منصة فيسبوك.
كما رفع منفذو الاعتداء لافتات معادية للإسلام، مرددين شعارات مسيئة له، وأقدموا على حرق العلم التركي.
تركيا تدين الحادث
إلى ذلك، أدانت وزارة الخارجية التركية حادثي الاعتداء على المصحف الشريف والعلم التركي.
وقالت الوزارة في بيان السبت "ندين بأشد العبارات الهجوم الدنيء على كتابنا المقدس القرآن الكريم، وعَلَمنا المجيد، في الدنمارك"، مؤكدة أن السماح لمثل هذه الممارسات تحت اسم حرية التعبير مرفوض رفضاً قاطعاً.
يُذكر أن زعيم حزب "الخط المتشدد" الدنماركي اليميني المتطرف، راسموس بالودان، قام في 21 يناير/كانون الثاني الماضي، بإحراق نسخة من المصحف الشريف قرب السفارة التركية في ستوكهولم، وسط حماية مشددة من الشرطة. وبعدها بأيام، أقدم على حرق نسختين من المصحف الشريف أمام السفارة التركية في كوبنهاغن، وأمام أحد المساجد.