كشف الأمين العام الأسبق للجامعة العربية عمرو موسى عن مبادرة عربية طُرحت في آخر اجتماع للجامعة العربية قبل غزو العراق عام 2003 بأيام، لإنقاذ بغداد من الغزو، وكانت تتعلق بمصير الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، لكنها أغضبت الوفد العراقي وتسببت باضطراب في القمة المنعقدة آنذاك، مؤكداً في الوقت نفسه، أن موقف الجامعة كان الاعتراض على كل ما حدث.
وتحدث موسى في برنامج "قصارى القول" على قناة روسيا اليوم، بمناسبة الذكرى 20 لغزو العراق، الأربعاء 22 مارس/آذار 2023، عن "مبادرة الشيخ زايد، الذي كان يريد إيجاد مخرج عربي للأزمة التي كانت تدور في العراق".
وأضاف موسى أن الشيخ زايد تقدم بمبادرة مهمة سلمت إلينا في مؤتمر القمة في شرم الشيخ برئاسة البحرين وأرسل الخطاب إلى الملك حمد الذي أحاله إليه وقرأه واطلع عليه وقرر توزيعه على الوفود العربية فورياً.
كما كشف موسى أن "المخرج بأن يكون الرئيس العراق الراحل صدام حسين في ضيافة دولة عربية وضمان سلامته من هذه الدولة، هذا كان الباب لعمل عربي مشترك ومبادرة عربية تنقذ العراق من الغزو"، مشيراً إلى أن "المبادرة أدت إلى غضب الوفد العراقي واضطراب في القمة المنعقدة، وتقرر أن نتناقش على المبادرة بطريقة غير علنية ورفعت الجلسة وحصلت نقاشات حول كيفية إدارة الموضوع".
تأييد كبير للمبادرة
وواصل موسى حديثة لافتاً إلى أن "المبادرة كان لها تأييد كبير شكك البعض في إمكانية حصولها أو قبول صدام لها، إنما لم تأخذ الفرصة لتطويرها والحديث فيها؛ لأن الأمور كانت خطيرة وأن الغزو سيحصل خلال أيام"، معرباً عن أسفه لأن "المبادرة لم تناقش كما يلزم ولم نصل إلى اتفاق".
الأمين العام الأسبق للجامعة العربية شدد على أن "المبادرة لم تهمل إنما كان يجب أن نخدمها أكثر، وأن يتبناها آخرون من الرؤساء، نحن لم نرِد انفجار الموقف".
كما أوضح موسى أن "موقف الجامعة العربية كان الاعتراض على كل ما حدث، وصرحت قبل الغزو بأن هذا سيفتح أبواب جهنم على المنطقة، وتردد هذا التصريح في أركان العالم الأربعة".
وأكد موسى أنه كان يحذر دائماً من النتائج الخطيرة التي تترتب على الغزو، لافتاً إلى أن الجامعة كانت واضحة في موقفها والنقاشات سواء العلنية أو الرسمية والاجتماعات.