قرر الأسرى الفلسطينيون، مساء الأربعاء 22 مارس/آذار 2023، تعليق خطوة الإضراب الجماعي المفتوح عن الطعام، وذلك بعد مفاوضات مع إدارة السجون نتج عنها وقف الإجراءات العقابية والتعسفية ضد الأسرى.
وقالت الحركة في تصريح مقتضب، إن ممثلي الأسرى خاضوا جولة مفاوضات صعبة وشاقة مع إدارة سجون الاحتلال، انتهت بوقف الإجراءات العقابية والتعسفية التي قررها المتطرف "بن غفير"، مما جعل الأسرى يوقفون خطوة الإضراب.
كان من المقرر أن يشرع 2000 أسير بسجون الاحتلال في إضراب "بركان الحرية أو الشهادة"، الخميس، أول أيام رمضان، تتقدمهم قيادة الحركة الوطنية الأسيرة والأسرى القدامى، رفضاً لقرارات وإجراءات إدارة السجون بتوجيه من وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.
من جانبه، أوضح رئيس نادي الأسير فارس قدورة، أن "قيادة الحركة الأسيرة الفلسطينية توصلت إلى اتفاق مع وفد ممثل عن جهاز الأمن العام الإسرائيلي (شاباك)، وإدارة مصلحة السجون الإسرائيلية، وممثلين عن مكتب مستشار الأمن القومي لرئيس الحكومة الإسرائيلية تساحي هنغبي".
وقال قدورة في تصريح لـ"الأناضول"، إن "الحركة الأسيرة أظهرت حزماً وعزماً ووحدة، ومن خلالها تمكنوا من المحافظة على إنجازاتهم، ودرء كل الأخطار التي كانت تهددهم في الآونة الأخيرة".
وأشار إلى أن الاتفاق "يتعلق بعلاج العديد من الإشكاليات والحفاظ على إنجازات الأسرى، وانتظام استخدام الهواتف العمومية للأسيرات والأسرى والأطفال وإخراج بعض الأسرى المعزولين من العزل، واستخدام بعض الأدوات الكهربائية في سجن عوفر، وغيرها".
وأضاف أن الاتفاق تضمن أن أي إجراءات تتخذ بحق الأسرى في المستقبل، لا بد أن تكون من خلال المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر "الكابينت"، وليس من خلال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، "أي إنهم لن يكونوا رهائن لمزاج وانفعالات بن غفير"، على حد قوله.
فيما قال مسؤول مكتب الشهداء والجرحى والأسرى في حركة حماس القيادي زاهر جبارين، إن الأسرى الأبطال يحققون نصراً جديداً يحطمون به غطرسة السجّان، ويبرهنون من جديد بأنهم أصحاب حق والأقدر على الصمود وانتزاع الحقوق.
وأضاف جبارين: "بعزيمة وإرادة وثبات يمضي أسرانا نحو المنون، لا يهابون بطشاً ولا جبروتاً ولا قهر سجان، مع نفحات شهر الخير والبركات شهر النصر والفتوحات رمضان المبارك، يحققون نصراً جديداً".
وتابع: "وحيّا أسرانا الأبطال، وأبناء شعبنا الفلسطيني الأبي وفصائل مقاومتنا الباسلة وأحرار العالم؛ لوقوفهم سداً منيعاً في وجه الاحتلال وسجانيه".
وأكد أن "الأسرى ليسوا وحدهم ولن يُتركوا لقمة سائغة للاحتلال وسجانيه، والمقاومة الباسلة وأبناء شعبنا يراقبون سلوك الاحتلال ولن يتوانوا لحظة واحدة في نصرة الأسرى والذود عنهم".
ومنذ 14 فبراير/شباط، ينفذ الأسرى "عصياناً" ضد إجراءات وتعليمات إدارة السجون الإسرائيلية، تمهيداً لخوضهم إضراباً مفتوحاً عن الطعام اعتباراً من اليوم الأول في شهر رمضان.
وتشمل الإجراءات ضد الأسرى التي سبق أن أعلنها بن غفير، "التصديق على مشاريع قوانين عنصرية، أبرزها إعدام الأسرى وحرمانهم من العلاج"، وفق نادي الأسير الفلسطيني.
كما تشمل "التحكم بكمية المياه التي يستخدمونها، وتقليص مدة الاستحمام، وتزويدهم بخبز رديء، ومضاعفة عمليات الاقتحام والتفتيش، ومضاعفة عمليات العزل الانفرادي، وتصعيد عمليات نقل قيادات الحركة الأسيرة".
ويبلغ عدد الأسرى في السجون الإسرائيلية 4800 أسير، بينهم 170 طفلاً، و29 أسيرة، بحسب بيانات "نادي الأسير".