أعلنت جماعة الإخوان المسلمين، الأحد 19 مارس/آذار 2023، انتخاب الدكتور صلاح عبد الحق قائماً بأعمال المرشد العام للجماعة، خلفاً للراحل إبراهيم منير، الذي توفي بلندن في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
وبحسب بيان لجماعة الإخوان، فإن مجلس الشورى العام انتخب عبد الحق قائماً بأعمال المرشد العام للإخوان المسلمين، ليصبح بذلك هو المسؤول الأول بالجماعة، مشيراً إلى أن عبد الحق حصل على تأييد مجلس الشورى المصري والعالمي للإخوان بإجماع الأصوات كقائد جديد للجماعة.
البيان أوضح أنه تم انتخاب هيئة إدارية عليا جديدة لإدارة شؤون الجماعة في نهاية يناير/كانون الثاني 2023.
وقال القائد الجديد للإخوان المسلمين، وفقاً للبيان، إن أولوياته في المرحلة المقبلة هي إعادة التعريف بالجماعة وتعزيز مكانتها ولمّ شملها، والاهتمام بملف المعتقلين وأسرهم، وتمكين الشباب لإدارة المرحلة.
كما أكد عبد الحق أن الجماعة تهدف إلى أن ينال الشعب المصري حريته فيختار ما يريد، وأنها لن تكون أداة لصراع داخلي، وستكون دائماً في خدمة قضايا الأمة، مشدداً على أن خط الجماعة السلمي واضح منذ انطلاقتها ولن تحيد عنه.
وأوضح عبد الحق أن الإخوان جزء وفصيل مهم من الشعب المصري "لا ينفصل عنه؛ يهتم لهمومهم ويألم لآلامهم.. ومن مد إلينا يداً فلن تضيع ولن يجد منا إلا الشهامة والوفاء".
وتابع: "نحن على خطى حسن البنا، نريد أن نتحدث إلى الجميع، وأن نتصل بالجميع، وأن نجمع شتات الجميع".
من هو صلاح عبد الحق؟
ولد عبد الحق في القاهرة عام 1945، والتحق بالجماعة عام 1962، بعد تأثره بأفكار مؤسس الجماعة حسن البنا، وهو في المرحلة الثانوية – عن طريق طلاب الإخوان المسلمين السوريين الذين قدموا للتعليم في الجامعات المصرية بعد إعلان الوحدة بين مصر وسوريا عام 1958م، ثم التحق بصفوف الجماعة عام 1962م.
يعد صلاح عبد الحق أحد القيادات التاريخية في جماعة الإخوان، حيث اعتُقل في قضية 1965م وهو في سن العشرين، وكان -آنذاك- في السنة الثالثة بكلية الطب، ودخل شقيقاه معه أيضاً إلى السجن الحربي.
واجه في سجنه الاعتقال والتعذيب الشديد؛ لإجباره على الاعتراف بحمل السلاح، وهو ما رفضه رفضاً تاماً ليستمر في السجن حتى عام 1974م.
وقد رافق في محنته كلاً من الدكتور محمد بديع المرشد العام للإخوان، والدكتور محمود عزت.
وقضية 1965 هي التي اتهم فيها نظام جمال عبد الناصر الراحل سيد قطب بمحاولة إحياء نشاط الجماعة مرة أخرى، والتي أُعدم على إثرها قطب وبعض قادة الإخوان الآخرين.
والتحق عبد الحق، بالجامعة قبل دخول السجن، لكنه انقطع عن الدراسة إلى حين خروجه، واستأنف تحصيله العلمي، بجامعة عين شمس، وتخرج بدرجة البكالوريوس عام 1976، من كلية الطب، بتخصص الأمراض الجلدية، ثم أكمل الماجستير عام 1982 في التخصص ذاته.
وعقب سنوات من العمل في مصر، سافر صلاح مع عائلته إلى السعودية، للعمل طبيباً للأمراض الجلدية، وهو متزوج من ابنة أحد كبار دعاة الإخوان، وهو الشيخ عبد الرحمن رأفت الباشا.
وشغل العديد من المواقع في جماعة الإخوان المسلمين، وتولى مسؤولية "المنتدى الإسلامي العالمي للتربية" لأكثر من 15 عاماً. وتم اختياره عضواً بمجلس الشورى العام لجماعة الإخوان، وممثلاً عن رابطة الإخوان المسلمين المصريين في الخارج، في فترة قيام الراحل إبراهيم منير، بمنصب القائم بأعمال المرشد.
وكانت أزمة كبيرة قد نشبت داخل "الإخوان" بعد اعتقال القائم بأعمال المرشد، محمود عزت، في 28 أغسطس/آب 2020.
وظل عزت يقود الجماعة قرابة سبع سنوات منذ الانقلاب العسكري في صيف 2013، بينما تولى قيادة الجماعة خلفاً له إبراهيم منير، الذي أصبح حينها قائماً بعمل المرشد العام.