تسرب أكثر من مليون لتر من المياه المشعة من مفاعل نووي في ولاية مينيسوتا بأمريكا، وثار غضب السكان الذين يعيشون بالقرب من محطة للطاقة النووية، بسبب عدم تنبيه المسؤولين لهم إلى قضية تسرب المياه المشعة إلا بعد أشهر من حدوثها.
صحيفة The Independent البريطانية ذكرت السبت 18 مارس/آذار 2023، أن المسؤولين أكدوا علناً لأول مرة، يوم الخميس 16 مارس/آذار 2022، أن نحو مليون و500 ألف لتر تقريباً من المياه التي تحتوي على التريتيوم، وهو نظير مُشِع للهيدروجين، تسرّبت من محطة مونتايسلو للطاقة النووية التابعة لشركة Xcel Energy في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
يقع مصنع Xcel Energy على ضفاف نهر المسيسيبي على بعد نحو 35 ميلاً (56.3 كيلومتر) من مينيابوليس، ويقع أقرب حي على بعد نحو ميل (1.6 كيلومتر) من المصنع.
تساءل السكان الذين يعيشون بالقرب من المحطة عن سبب انتظار المسؤولين العموميين لما يقرب من أربعة أشهر، قبل إخبارهم عن هذا التسرب الهائل للمياه المشعة.
دانييل فيور، أحد سكان مدينة مونتايسلو، قال في تصريح لمحطة الأخبار المحلية KSTP: "هل حدث ذلك في نوفمبر/تشرين الثاني؟ كان من الأفضل أن نعرف ذلك، لأننا نعيش بجوار محطة الطاقة. يجب أن يعرف الجمهور ما يحدث. لكننا لم نعرف أي شيء".
كذلك أعرب سكان آخرون عن إحباطهم من إبقاء المعلومات مخفية عنهم، وقالت سالي بيرتيوم: "هذه هي المرة الأولى التي أسمع فيها عن هذا. أنا أعيش بالقرب من المصنع. أتمنى أن يأتوا لتفقُّد آبارنا".
كذلك رأت شاري شارب أورافيتز أنه كان من المفترض على السلطات الأمريكية إخبار السكان بقضية التسرب عندما حدثت.
رسالة طمأنة
من جانبها، قالت شركة الطاقة، في بيان صحفي، إنَّ "المياه المُتسرّبة محتواة بالكامل في موقع المحطة"، مضيفةً أنَّ "المياه المُشِعة لم تُكتشَف خارج المنشأة أو في أي مياه شرب محلية، ولا تشكل الحادثة أي خطر على الصحة والسلامة على المجتمع المحلي أو البيئة".
من جانبهم، قال مسؤولون إنهم انتظروا للحصول على مزيد من المعلومات حول التسريب قبل الإعلان عنه، ونقلت الصحيفة عنهم القول: "الآن بعد أن صار لدينا جميع المعلومات حول مكان حدوث التسرب، وكمية تسرب المياه الجوفية، وأنَّ المياه الجوفية المُشِعة قد تجاوزت الموقع الأصلي، فإننا نشارك هذه المعلومات".
بحسب الصحيفة البريطانية، فإن شركة Xcel Energy أخطرت لجنة التنظيم النووي وولاية مينيسوتا، في 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، وهو اليوم نفسه الذي تأكّد فيه وجود تسريب، وجاء التسريب من أنبوب ماء بين مبنيين، وحتى الآن استعادت الشركة 25% من التريتيوم المُسرّب.
أوضحت الشركة أيضاً أنَّ المياه تحتوي على مستويات من التريتيوم أقل من عتبات السلامة الصادرة عن لجنة التنظيم النووي، فيما تراقب وكالات الدولة أعمال معالجة شركة Xcel Energy.
يُعد التريتيوم نظيراً مُشِعاً للهيدروجين، وينتج طبيعياً في البيئة، وهو منتج ثانوي شائع لعمليات المحطة النووية، ووفقاً للجنة التنظيم النووي، ينبعث منه شكل ضعيف من إشعاع "بيتا" الذي لا يسافر لمسافات بعيدة ولا يمكنه اختراق جلد الإنسان، وتقول لجنة التنظيم إن الشخص الذي شرب الماء من التسريب سيحصل على جرعة منخفضة فقط.