بوليتيكو: “الناتو” يخطط لتسريع الانتشار العسكري على حدوده مع روسيا.. وهذا ما يخشاه الحلف من أعضائه

عربي بوست
تم النشر: 2023/03/19 الساعة 07:04 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/03/19 الساعة 07:04 بتوقيت غرينتش
جنود بولنديون ورومانيون يقفون بجانب مركبات عسكرية وعلم الناتو/ Getty Images

يعتزم حلف شمال الأطلسي "الناتو" وضع خطط جديدة لتسريع جهوده الخاصة بنشر معدات عسكرية وعشرات الآلاف من القوات على طول حدوده الشرقية مع روسيا، بحيث يمكن أن توفر المساعدة خلال فترة قصيرة، وسط توقعات بألا يفي جميع الأعضاء بوعودهم بالمساهمة في هذه الخطط.

مجلة  "بوليتيكو" الأمريكية قالت السبت، 18 مارس/آذار 2023، من أجل تحقيق ذلك فإنه يجب على "الناتو" إقناع الدول الأعضاء بالمساهمة في الخطة بعدة عناصر مختلفة، بما في ذلك الجنود، والتدريبات، والبنية التحتية الأفضل، والأهم من ذلك توفير كميات كبيرة من الأسلحة والمعدات والذخيرة باهظة الثمن.

ونقلت المجلة عن أحد كبار المسؤولين العسكريين في  حلف الناتو: "أعتقد أننا بحاجة إلى العديد من القوات لمواجهة روسيا، مع ضرورة وجود المزيد من القوات التي تكون في حالة استعداد".

مراحل الانتشار

فيما ذكر مساعد الأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي لسياسة الدفاع، هينريتش براوس، أن المرحلة الأولى، والتي قد تتكون من حوالي 100 ألف جندي، على استعداد للتحرك في غضون 10 أيام، من بولندا والنرويج ودول البلطيق (إستونيا ولاتفيا وليتوانيا)، كما أنها قد تشمل أيضاً مجموعات قتالية متعددة الجنسيات، والتي أنشأها التحالف بالفعل في الجناح الشرقي.

دبابات ألمانية خلال مناورة عسكرية في ليتوانيا/Getty Images
دبابات ألمانية خلال مناورة عسكرية في ليتوانيا/Getty Images

ولفتت المجلة إلى أنه في ظل شعور بعض الدول الأعضاء بالقلق بالفعل بشأن مخزوناتها من الذخائر، فضلاً عن زيادة حاجة أوكرانيا إلى المزيد من القذائف والأسلحة من الحلفاء، فإن "الناتو" سيواجه خطر ألا يفي جميع حلفائه بوعودهم بالمساهمة في خططه الجديدة.

كما رأت المجلة أن هذا الأمر قد مثَّل تحدياً لـ"الناتو" في الماضي، كما أنه يمثل تحدياً يخشى الخبراء من أن يصبح مشكلةً مستمرةً للتحالف الغربي، مع دخول الغزور الروسي لأوكرانيا عامه الثاني.

عملية تخزين الأسلحة

وبحسب المجلة، فإنه رغم وضع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي خططاً للحصول على المزيد من الأسلحة بشكل سريع، فإن عملية إعادة التخزين ستستغرق وقتاً لا محالة.

المجلة توقعت أن يتعارض ذلك مع تطلعات "الناتو"، إذ سيقدم القادة العسكريون هذا الربيع خطط الدفاع الإقليمية المحدثة، التي تهدف لتوضيح كيفية حماية الحلف لمواطنيه البالغ عددهم مليار نسمة. 

وأضافت المجلة أن أعداد القوات المتوقع نشرها ستكون كبيرة، حيث يتحدث المسؤولون عن الحاجة إلى إرسال ما يصل إلى 300 ألف جندي من قوات الناتو، من أجل نجاح الخطة الجديدة، وهذا يعني الحاجة إلى الكثير من التنسيق بين الأعضاء.

تدريبات مشتركة بين ليتوانيا وأعضاء آخرين من حلف الناتو، أرشيفية/ موقع الناتو
تدريبات مشتركة بين ليتوانيا وأعضاء آخرين من حلف الناتو، أرشيفية/ موقع الناتو

كما أشارت المجلة إلى أن قوات المرحلة الثانية ستقوم بدعم هؤلاء الجنود، كما تكون جاهزة للانتشار من دول مثل ألمانيا في فترة تتراوح بين 10 إلى 30 يوماً.

واعتبرت "بوليتيكو" أن هذه العملية قد تكون صعبة، لأن التحرك بسرعة كبيرة يتطلب وجود الكثير من الأشخاص والمعدات والتدريب، وكذلك الكثير من المال، مشيرة إلى أنه سيتعين على بعض الجيوش تكثيف جهود التجنيد، كما أنه على العديد من الحلفاء زيادة الإنفاق الدفاعي، فيما سيتوجب على الجميع شراء مزيد من الأسلحة والذخيرة والمعدات، وذلك في حال تمكّنت البلدان من العثور على شركات لإنتاج الرصاص عالي الجودة بسرعة.

الناتو يواجه اختباراً صعباً 

ووفقاً للمجلة، فإنه بمجرد انتهاء "الناتو" من وضع الخطط العسكرية الجديدة، فإنه سيُطلب من الدول الأعضاء المشاركة فيها، وتوفير القوات والطائرات والسفن والدبابات للمساهمة في أجزاء مختلفة من الخطط. 

وسيواجه "الناتو" اختباراً هذا الصيف، عندما يجتمع زعماء الدول الأعضاء في ليتوانيا، بحسب المجلة.

إذ قال مسؤول عسكري كبير في "الناتو" للمجلة: "سنطلب من الدول ما نحتاجه لجعل الخطط قابلة للتنفيذ، وذلك بناءً على النتائج التي توصّلنا إليها"، معرباً عن اعتقاده أن "الجزء الأصعب هو شراء المعدات".

المجلة أشارت إلى أن بعض حلفاء الناتو أقروا بالفعل بأن تلبية احتياجات الحلف تتطلب إنفاقاً أكثر بكثير، كما أن مسألة مدى الجاهزية تمثل نقاشاً مثيراً للجدل فيما يتعلق بالإنفاق الدفاعي.

كما سيواجه الحلف مشكلة أخرى فيما يتعلق بمدى توازن مشاركة الدول في الخطط، إذ يتوقع المسؤولون والخبراء أن تأتي غالبية القوات عالية الجاهزية من حلفاء أوروبيين، ولكن هذا يعني أن العواصم الأوروبية ستحتاج إلى تكثيف الجهود، بينما ستكون لدى واشنطن الفرصة للتفكير في كيفية مواجهة التحديات التي تواجهها من الصين، حسب "بوليتيكو".

وتعهّد قادة الناتو عام 2014 بإنفاق 2% من ناتجهم الاقتصادي على الدفاع، في غضون عقد من الزمن، ولكن في القمة المقبلة، المقررة في يوليو، سيتعين على الزعماء تحديد هدف جديد.

تحميل المزيد