زار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مدينة ماريوبول الواقعة في جنوب شرق أوكرانيا، التي سيطرت عليها القوات الروسية وأعلنت روسيا عن ضمها لأراضيها، فيما قالت وسائل إعلام رسمية روسية، الأحد 19 مارس/آذار 2023، إن بوتين التقى بالقيادة العليا لعمليته العسكرية في أوكرانيا.
مدينة ماريوبول التي زارها بوتين على نحو مفاجئ، تقع في منطقة دونيتسك، التي تسيطر عليها القوات الأوكرانية منذ مايو/أيار 2022، وهذه هي الزيارة الأولى من نوعها لبوتين إلى المدينة بعد ضمها لروسيا.
وكالة "تاس" الروسية نقلت عن الكرملين أن بوتين سافر إلى ماريوبول بطائرة هليكوبتر، وتحرك وهو يقود سيارة في عدة مناطق بالمدينة، مع التوقف والتحدث إلى السكان.
في حين نقل موقع "روسيا اليوم" عن المكتب الصحفي للكرملين قوله إن بوتين تفقد أيضاً الخط الساحلي في ماريوبول بمنطقة "نادي اليخوت"، و"مبنى المسرح" ومناطق أخرى بالمدينة.
كانت ماريوبول التي سقطت في يد روسيا بعد واحدة من أطول المعارك وأكثرها دموية، أول انتصار كبير لروسيا بعد أن فشلت في الاستيلاء على كييف، وركزت بدلاً من ذلك على جنوب شرق أوكرانيا.
تحوّلت ماريوبول الواقعة على بحر آزوف إلى بقعة مشتعلة بعد أسابيع من القتال، وقالت منظمة الأمن والتعاون وأوروبا إن قصف روسيا المبكر لمستشفى للولادة في ماريوبول كان جريمة حرب.
كان الكرملين قد أعلن، في نهاية سبتمبر/أيلول 2022، عن ضم 4 مناطق في أوكرانيا تحتلها القوات الروسية، إلى الأراضي الروسية، وهي: لوغانسك، ودونيتسك، وخيرسون، وزاباروجيا، فضلاً عن سيطرة موسكو على شبه جزيرة القرم الأوكرانية، منذ العام 2014.
كان الرئيس الروسي قد وصل إلى شبه جزيرة القرم، السبت 18 مارس/آذار 2023، في زيارة بمناسبة الذكرى التاسعة لضمها إلى روسيا، وعرض التلفزيون الرسمي مقطعاً قصيراً يُظهر بوتين مرتدياً ملابس غير رسمية، ويسير برفقة مجموعة من المسؤولين.
من جانبها، تقول أوكرانيا إنها ستحارب لطرد روسيا من القرم وجميع الأراضي الأخرى التي سيطرت عليها موسكو خلال الحرب المستمرة منذ أكثر من عام.
في سياق متصل، ذكرت وسائل إعلام رسمية روسية، الأحد 19 مارس/آذار 2023، أن بوتين التقى بالقيادة العليا لعمليته العسكرية في أوكرانيا، بما في ذلك رئيس هيئة الأركان العامة فاليري جيراسيموف، المسؤول عن حرب موسكو في أوكرانيا.
وكالة "تاس" أفادت بأن الاجتماع عُقد في مركز قيادة روستوف-أون-دون في جنوب روسيا.
تأتي زيارة بوتين لماريوبول ولقاؤه بقادة العملية العسكرية، بعد يومين من إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسي، إضافة إلى أخرى استهدفت ماريا أليكسييفنا لفوفا بيلوفا، مفوضة شؤون الطفل في الكرملين.
المحكمة قالت في بيان إن مذكرة التوقيف صدرت باعتبار بوتين "مسؤولاً عن جريمة الحرب المتمثلة في الترحيل غير القانوني للأطفال، من المناطق المحتلة في أوكرانيا إلى روسيا".
رفضت روسيا قرار الجنائية الدولية، وأكدت أنه "لا يمثل شيئاً" بالنسبة للبلاد، وقال دميتري بيسكوف، متحدث الرئاسة "الكرملين"، إن روسيا "لا تعترف باختصاص المحكمة الجنائية الدولية القضائي".
يُذكر أنه في 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة، وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.