اعتبر محللون سياسيون أتراك أن زيارة وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، المرتقبة إلى مصر، السبت 18 مارس/آذار 2023، "خطوة على قدر كبير من الأهمية لما لها من تداعيات مستقبلية إيجابية على مسار تطبيع" العلاقات بين البلدين، بعد فترة من القطيعة تلت الإطاحة بالرئيس المصري الراحل محمد مرسي من سدة الحكم في عام 2013.
كانت وسائل الإعلام التركية قد أعلنت أن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، أعلن زيارة مصر، السبت؛ تلبية لدعوة من نظيره سامح شكري، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ أكثر من عقد. وأفادت وزارة الخارجية التركية، الجمعة، أن تشاووش أوغلو سيلتقي خلال الزيارة الرسمية نظيره سامح شكري.
ترحيب بزيارة تشاووش أوغلو إلى القاهرة
في حين اعتبرت الخارجية المصرية، أن الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، إلى القاهرة السبت، بمثابة تدشين لاستعادة العلاقات بين البلدين. جاء ذلك على لسان المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد، وفق بيان للوزارة، مساء الجمعة.
الدكتور أحمد أويصال مدير مركز "أورسام" للدراسات السياسية والأكاديمي التركي، قال في تصريحات خاصة لـ"عربي بوست"، إن زيارة وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إلى مصر هي زيارة مهمة للغاية، مشيراً إلى أنها أحد مظاهر تطور العلاقات المصرية التركية، وأن الظرف السياسي قد تغيّر عما كان عليه قبل سنوات، مشدداً على أن كورونا والحرب الروسية في أوكرانيا كانتا من الدوافع التي دفعت تركيا إلى تحسين علاقاتها مع الدول العربية والإسلامية.
أشار كذلك في تصريحاته إلى أن تركيا مدت يدها إلى ثلاث دول عربية، وهي الإمارات التي مسكت بيد تركيا بكل قوة، ثم تلتها السعودية والتي رحبت ودعمت الانفتاح السياسي مع تركيا، ثم كانت مصر والتي تباطأت في البداية ثم عادت وانفتحت في التقارب مع مصر، وذلك على حد قوله.
الأكاديمي التركي قال كذلك في تصريحات خاصة لـ"عربي بوست"، إن الإعلام المصري في بعض الأحيان يردِّد مقولة إن "تركيا ركعت لمصر"، لكن هذه الدعاوى غير صحيحة، فتركيا دعمت تحركات الشعوب العربية، ولكن مع مرور الوقت وجدت أنه يجب عليها تحسين علاقاتها مع الدول العربية وأن الخلافات الخاصة بالأنظمة العربية وشعوبها هي أمور داخلية، ولا حاجة لتدخل تركيا في شؤون الدول الداخلية، مشيراً إلى أن الأحداث أثبتت أن تركيا باتت قوية في الملف السوري، وكذلك في ملف حصار قطر، وكذلك في حرب أرمينيا وأذربيجان، وكان لها دور سياسي واضح وبصمة واضحة في هذه الملفات؛ ما جعل هناك أهمية لتحسين الأوضاع مع مصر.
تنسيق في ملفات ليبيا وغاز المتوسط
أويصال قال كذلك إن مصر تحتاج لتركيا في ملفات كثيرة مثل الملف الليبي وملف غاز المتوسط، وإن تركيا قادرة على تقديم الكثير لمصر في هذه الملفات حال اكتمال تطبيع العلاقات بالكامل بين الدولتين.
أما المحلل السياسي التركي جواد غوك، فقد قال في تصريحات خاصة لـ"عربي بوست" إن زيارة وزير الخارجية التركي إلى مصر هي زيارة تاريخية وإن اللقاء المرتقب بينه وبين وزير الخارجية المصري سوف يناقشان فيه القضايا المشتركة وقضايا المنطقة بشكل عام، مشيراً إلى أن هناك اهتماماً تركياً كبيراً بهذه الزيارة، على حد قوله.
مرحلة جديدة أو إشارة البدء لتطوير العلاقات بين البلدين
أشار جواد غوك كذلك إلى أن تركيا تنتظر من مصر خطوات جادة أخرى لتسريع تطبيع العلاقات، مثل تحديد موعد تعيين سفراء للبلدين؛ وهو ما يمكن أن يتم تحديده في زيارة السفير التركي إلى مصر، على حد قول المحلل السياسي التركي.
جدير بالذكر أن وزارة الخارجية التركية، قالت الجمعة، إن تشاووش أوغلو سيلتقي خلال الزيارة الرسمية نظيره سامح شكري. ومن المنتظر أن يتناول الوزيران العلاقات التركية المصرية بكافة أوجهها، ويتبادلا وجهات النظر حيال قضايا إقليمية ودولية.
في حين تعد زيارة تشاووش أوغلو، الأولى التي يجريها وزير خارجية تركي إلى مصر، منذ 11 عاماً.
من جهتها، أكدت الخارجية المصرية أن وزير خارجية تركيا سيزور القاهرة السبت، لإجراء محادثات مع شكري. وفي 27 فبراير/شباط 2023 أجرى شكري زيارة تعزية وتضامن إلى تركيا عقب كارثة الزلزال، والتقى تشاووش أوغلو.
يشار إلى أن مصر أرسلت مساعدات إنسانية إلى تركيا من أجل متضرري الزلزال الذي ضرب 11 ولاية جنوبها في 6 فبراير/شباط الماضي، وأسفر عن خسائر كبيرة في الأرواح ودمار هائل.