أصدرت المحكمة الجنائية الدولية، الجمعة 17 مارس/آذار 2023، مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بتهمة المسؤولية عن "جرائم حرب" تم ارتكابها في أوكرانيا.
واتهمت المحكمة بوتين بالتورط في ترحيل الأطفال، وقالت إن لديها أسباباً معقولة للاعتقاد بأنه أصدر أوامر بشكل مباشر لارتكاب هذه الأفعال.
وجهت المحكمة الجنائية أيضاً تهماً للمفوضة الروسية لحقوق الطفل، ماريا لفوفا بيلوفا.
من جانبه، قال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان الجمعة، إن مئات الأطفال الأوكرانيين نُقلوا من دور الأيتام ودور رعاية الأطفال إلى روسيا.
وأضاف خان: "كثير من هؤلاء الأطفال، بحسب ادعائنا، تم عرضهم للتبني في روسيا الاتحادية".
على الرغم من مذكرة التوقيف بحق بوتين، فإن المحكمة الجنائية الدولية ليس لديها سلطات للقبض على المشتبه بهم، ويمكنها فقط ممارسة الولاية القضائية داخل البلدان التي وقَّعت على الاتفاقية التي أنشأت المحكمة، وروسيا ليست من الدول الموقعة على هذا الاتفاق.
في أول تعقيب، قالت الخارجية الروسية إن "قرارات الجنائية الدولية لا معنى لها، بما في ذلك من الناحية القانونية".
رئيس الصين إلى موسكو
يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت الصين وروسيا أن الرئيس الصيني شي جين بينغ سيتوجه إلى روسيا الأسبوع المقبل، لإجراء محادثات مع الرئيس فلاديمير بوتين، فيما تسعى بكين للترويج لخطة لإنهاء الحرب الطاحنة في أوكرانيا، رغم أنها قوبلت بفتور من الجانبين.
تأتي زيارة شي التي تستمر في الفترة من 20 إلى 22 مارس/آذار بعدما نشرت الصين الشهر الماضي خطة من 12 نقطة من أجل "حل سياسي للأزمة الأوكرانية" وبعدما دعا دبلوماسي صيني كبير أمس الخميس، لإجراء مفاوضات في اتصال مع وزير الخارجية الأوكراني.
وتحث الخطة على حماية المدنيين وأن تحترم روسيا وأوكرانيا سيادة كل منهما.
لكن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي يقولان إن جهود بكين للوساطة لا تتمتع بالمصداقية، بعدما أحجمت عن إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا، الذي تصفه موسكو بأنه "عملية عسكرية خاصة".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ون بين، إن من بين أهداف زيارة شي لروسيا، وهي الأولى له في نحو أربع سنوات، الترويج "للسلام" دون أن يشير صراحة إلى حرب أوكرانيا.
وأضاف أن الزعيمين سيتبادلان وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية الرئيسية، فضلاً عن تعزيز الثقة الثنائية وتوطيد الشراكات الاقتصادية.
وقال الكرملين في بيان، إن شي وبوتين سيناقشان "القضايا الراهنة من أجل مواصلة تطوير علاقات الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي بين روسيا والصين"، دون أن يأتي البيان أيضاً على ذكر أوكرانيا.
وأشارت بعض التقارير الإعلامية إلى أن شي سيجري مكالمة هاتفية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعد زيارته لروسيا. ولم تؤكد بكين الترتيب لهذا الاتصال.
أعلنت الصين وروسيا عن شراكة "بلا حدود" في فبراير/شباط 2022 عندما زار بوتين بكين للمشاركة في افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، قبل أيام من نشر عشرات الآلاف من قوات بلاده في أوكرانيا، مطلقاً بذلك أكبر صراع تشهده أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وتواصل بكين وموسكو منذ ذلك الحين إعادة التأكيد على متانة العلاقات بينهما. وارتفع حجم التجارة الثنائية منذ الغزو، كما أن الصين هي أكبر مشترٍ للنفط الروسي الذي يمثل مصدراً رئيسياً للإيرادات لموسكو.
ولم تقبل أوكرانيا بمقترحات بكين بالنظر إلى أنها لا تنص على ضرورة انسحاب روسيا لما وراء الحدود القائمة منذ انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991، إلا أنها قالت لاحقاً إنها منفتحة على "أجزاء من الخطة".
رحبت روسيا بمبادرة بكين، وقالت إنها ستجري "دراسة مستفيضة" للخطة، لكنها قالت في الوقت نفسه إنها لا ترى مؤشراً على حل سلمي في الوقت الحالي.