كشف مسؤولون عسكريون أوكرانيون عن تدهور أحوال القوة العسكرية لكييف، والتي كانت تعتبر في السابق متفوقة على روسيا، بعد عام من الحرب التي أدت إلى إخراج العديد من المقاتلين الأكثر خبرة من ساحة المعركة، حسبما قالت صحيفة Washington Post الأمريكية، الأربعاء 15 مارس/آذار 2023.
وقدَّر مسؤولون أمريكيون وأوروبيون أن ما يصل إلى 120 ألف جندي أوكراني قُتلوا أو جُرحوا منذ بدء الغزو الروسي، مقارنة بنحو 200 ألف على الجانب الروسي، الذي يضم جيشاً أكبر بكثير ولديه سكان يُقدَّرون بثلاثة أضعاف ما لدى أوكرانيا.
وتعاني القوة الأوكرانية نقصاً أساسياً في الذخيرة، وضمن ذلك قذائف المدفعية وقذائف الهاون، وفقاً لأفراد جيش في الميدان.
حيث قال قائد كتيبة في لواء الهجوم الجوي 46، والذي لم تُحدَّد هويته إلا من خلال اسم كوبول، تماشياً مع البروتوكول العسكري الأوكراني: " إن الشيء الأكثر قيمة في الحرب هو الخبرة القتالية".
وقال مسؤول أمريكي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن الوضع في ساحة المعركة الآن قد لا يعكس الصورة الكاملة للقوات الأوكرانية، لأن كييف تدرب القوات للهجوم المضاد القادم بشكل منفصل وتتعمد منعهم من القتال الحالي، وضمن ذلك الدفاع عن باخموت.
فيما وصف مسؤول حكومي أوكراني رفيع المستوى، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، عدد الدبابات التي وعد بها الغرب بأنه عدد "رمزي". وأعرب آخرون بشكل خاص عن تشاؤمهم من أن الإمدادات الموعودة قد لا تصل حتى إلى ساحة المعركة في الوقت المناسب.
يُعد هذا التحليل أقل تفاؤلاً، بكثير من التصريحات العلنية للقيادة السياسية والعسكرية في أوكرانيا.
حيث وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عام 2023 بأنه "عام النصر" لأوكرانيا. فيما روّج رئيس مخابراته العسكرية، كيريلو بودانوف، إمكانية أن يقضي الأوكرانيون عطلة هذا الصيف في شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا بشكل غير قانوني من أوكرانيا قبل تسع سنوات.
الواقع على الأرض مختلف
ويتخوف القائد كوبول من خوض معركة بالجنود الذين جُنِّدوا حديثاً والذين لم يسبق أن ألقى أحدهم قنبلة يدوية قط، وقد تخلوا عن مواقعهم بسهولة تحت النيران، وكانوا يفتقرون إلى الثقة في التعامل مع الأسلحة النارية.
انسحبت وحدته من سوليدار بشرق أوكرانيا في الشتاء بعد أن حاصرتها القوات الروسية التي استولت على المدينة فيما بعد. استذكر كوبول كيف تخلى مئات الجنود الأوكرانيين في وحدات تقاتل إلى جانب كتيبته عن مواقعهم، حتى مع تقدم مقاتلي مجموعة فاغنر المرتزقة الروسية.
بعد عام من الحرب، قال كوبول إن كتيبته لم تعد كما في السابق. من بين نحو 500 جندي، قُتل ما يقرب من 100 في القتال وجُرح 400 آخرون، مما أدى إلى تغير كامل فيها. قال كوبول إنه كان المحترف العسكري الوحيد في الكتيبة، ووصف الأمر بأنه كان كفاحاً من أجل قيادة وحدة مؤلفة بالكامل من قوات عديمة الخبرة.
وصف كوبول النقص الحاد في الذخيرة، وضمن ذلك عدم وجود قذائف هاون بسيطة لمدافع MK 19 أمريكية الصنع.
واجهت أوكرانيا أيضاً نقصاً حاداً في قذائف المدفعية، وهو ما سارعت واشنطن وحلفاؤها لمعالجته، حيث هيمنت المناقشات حول كيفية دعم المخزونات الأوكرانية على الاجتماعات اليومية بشأن الحرب في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض. أبقت جهود واشنطن أوكرانيا مستمرة في قتالها، لكن معدلات الاستخدام مرتفعة للغاية، والندرة مستمرة. وقال كوبول إن كييف بحاجة إلى التركيز على إعداد أفضل للقوات الجديدة بطريقة منهجية.