قال يفغيني بريغوجين، رئيس مجموعة مرتزقة "فاغنر" الروسية، الأحد 13 مارس/آذار 2023، إن لديه طموحات لتحويل شركته العسكرية الخاصة إلى "جيش ذي أيديولوجية" للنضال "من أجل العدالة في روسيا"، وذلك في وقت تسعى فيه المجموعة لتجنيد المزيد من العناصر في صفوفها.
بريغوجين ذكر في مقطع مصور نُشر عبر تطبيق تيليغرام أنه "بعد السيطرة على أرتيوموفسك (باخموت)، سنبدأ في تحديث (خططنا) على وجه الخصوص، سنبدأ في تجنيد أشخاص جدد من المناطق".
أضاف بريغوجين: "يجب على مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة أن تتحول من مجرد أفضل جيش خاص في العالم قادر على الدفاع عن الدولة إلى جيش ذي أيديولوجية. وهذه الأيديولوجية هي النضال من أجل العدالة".
كان بريغوجين قد أشار يوم الجمعة 10 مارس/آذار 2023، إلى أن مجموعة فاغنر فتحت مراكز تجنيد في 42 مدينة، في إطار سعيها لتجديد صفوفها، بعد أن تكبدت المجموعة خسائر فادحة في القتال من أجل الاستيلاء على باخموت.
يُعد بريغوجين الآن أحد أبرز القادة الروس الذي يقودون الحرب في أوكرانيا، وسُجن بريغوجين سابقاً وقضى تسع سنوات في السجن بتهمة السرقة والسلب في الشوارع في الثمانينيات، وقد خرج من الظل ليأخذ مكانة رفيعة منذ غزو روسيا لأوكرانيا في 24 فبراير شباط 2022.
لكن مكانته العامة ونفوذه السياسي وولعه بانتقاد كبار ضباط الجيش وأي شخص آخر في طريقه أثار غضب البعض في الحكومة الذين يريدون كبح جماحه.
تجدر الإشارة إلى أن بريغوجين على خلاف مع قادة الجيش الروسي، بما في ذلك وزير الدفاع سيرغي شويغو ورئيس هيئة الأركان العامة فاليري جيراسيموف.
سبق أن شكك رئيس مجموعة فاغنر علناً مراراً في كفاءة وزارة الدفاع الروسية وكبار مسؤوليها، مشيراً إلى "غيرة" الوزارة من "نجاحات" فاغنر، متهماً إياها بتعمد التسبب في عقبات أمام مجموعته، بما في ذلك قطع إمدادات الذخيرة.
يُنظر إلى دخول بريغوجين المجال السياسي دون موافقة صريحة من الكرملين على أنه تحدٍ للنظام، الذي وضعه الرئيس فلاديمير بوتين منذ أن اختاره الرئيس الروسي الراحل بوريس يلتسن خلفاً له في 1999، ونفى بريغوجين مراراً أن يكون لديه أي طموحات سياسية.
إلا أن بريغوجين، وفي موقف يتسم بالغرابة، أعلن السبت 11 مارس/آذار 2023، عزمه الترشح لمنصب رئيس أوكرانيا عام 2024، مشيراً إلى أنه في حال فوزه بالانتخابات سيكون كل شيء على ما يرام ولن يكون هناك حاجة للقذائف.
بريغوجين قال في فيديو نشر على تليغرام: "أقدم إعلاناً سياسياً. بالنظر إلى كل شيء من حولي، لدي طموحات سياسية. قررت الترشح عام 2024 لمنصب رئيس أوكرانيا".
وأضاف بريغوجين أنه يتوقع أن يتنافس لنيل هذا المنصب مع الرئيسين السابق بيترو بوروشينكو والحالي فولوديمير زيلينسكي.
يُذكر أن مجموعة "فاغنر" بدأت عملياتها في عام 2014 في شبه جزيرة القرم، بعد إثارة روسيا لمسألة انتفاضة انفصاليين موالين لها في شرق أوكرانيا، وعملت المجموعة، منذ ذلك الحين، في سوريا وعبر إفريقيا وفي مناطق أخرى بأوكرانيا، وتوجه لها اتهامات بارتكاب أعمال وحشية وجرائم حرب.