الرئيس الصيني سيجتمع بزيلينسكي بعد لقاء بوتين.. “وول ستريت”: يخطط للوساطة لإنهاء الحرب في أوكرانيا

عربي بوست
تم النشر: 2023/03/13 الساعة 15:43 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/03/13 الساعة 15:43 بتوقيت غرينتش
الرئيس الصيني شي جين بينغ

قالت  صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية، في تقرير نشرته الإثنين 13 مارس/آذار 2023، إن الرئيس الصيني شي جين بينغ يخطط للحديث مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لأول مرة منذ بداية الحرب، وسيكون الاجتماع على الأرجح بعد زيارته لموسكو من أجل لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وذلك وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.

حيث قال بعض هؤلاء الأشخاص إن اللقاءين المنتظرين مع الرئيس بوتين والرئيس زيلينسكي -الذي يُتوقع أن يعقد معه الرئيس شي اجتماعاً افتراضياً- يعكسان جهود بكين نحو الاضطلاع بدور أكثر فاعلية في الوساطة لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

جهود للرئيس الصيني لإنهاء الحرب في أوكرانيا

يفكر شي في زيارة بلاد أوروبية أخرى في إطار رحلته إلى روسيا، مع أن المسار الكامل لرحلته لم يتأكد بعد، وفقاً لهؤلاء الأشخاص.

الرئيس الصيني شي جين بينغ مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين/رويترز

سوف تمثل المحادثات المباشرة مع زيلينسكي، إذا حدثت، خطوة كبيرة ضمن جهود بكين للاضطلاع بدور صانع السلام في أوكرانيا، وهو دورٌ قوبل بالشك حتى الآن في أوروبا. كذلك سوف تعزز أوراق اعتماد بكين بوصفها قوة عالمية وسيطة، وذلك بعد اضطلاعها بدور في سير التقدم الدبلوماسي المفاجئ بين السعودية وإيران.

كذلك سوف تكون هذه الرحلة الخارجية أول زيارة للزعيم الصيني بعد فوزه بولاية ثالثة في منصبه لأول مرة في تاريخ في الصين. وتأتي في إطار محاولات شي جين بينغ، البالغ من العمر 69 عاماً، لترسيخ مكانته بوصفه رجل دولة عالمياً، ومن أجل الانخراط في مزيد من التنافس المتصاعد مع الولايات المتحدة وحلفائها.

في المقابل، لم ترد وزارة الخارجية الصينية فور إرسال طلب إليها للتعليق.

لكن من جهة أخرى، قال بعض الأشخاص إن جزءاً من هذه اللقاءات المخططة للرئيس الصيني يستهدف استغلال الزخم الناتج عن الاتفاق السعودي – الإيراني لاستئناف العلاقات بعد قطيعة دامت لسبع سنوات. بشرت هذه الاتفاقية بصعود بارز في نفوذ الصين في الشرق الأوسط، الذي هيمنت عليه الولايات المتحدة في الماضي بوصفها وسيط القوة الرئيسي.

تدخلات الصين في أزمات الشرق الأوسط 

جسَّدت جهود مد الجسور بين البلدين المرة الأولى التي تتدخل فيها الصين تدخلاً مباشراً في الخلافات السياسية في الشرق الأوسط، وكانت المرة الأولى التي تنجح في التوسط للوصول إلى مثل هذه الاتفاقية.

الرئيس الصيني شي جين بينغ
الرئيس الصيني شي جين بينغ

جاءت أول الجهود الطموحة للصين لتأدية دور صانع السلام العالمي في مطلع القرن الحالي، عندما أطلقت محادثات سداسية الأطراف لتقليص برنامج كوريا الشمالية للتسليح النووي مقابل الحصول على مساعدات. باءت المحادثات، التي ضمت الولايات المتحدة، بالفشل في 2008 عندما انسحبت كوريا الشمالية برغم اعتمادها الشديد على الدعم الاقتصادي من بكين.

سيكون تحقيق تقدم في أوكرانيا مهمة أكبر من الاتفاق السعودي – الإيراني، لاسيما نظراً إلى أن كلا الجانبين في الحرب يعتقد أن هناك الكثير الذي ينبغي إنجازه على أرض المعركة. فلم يقدم أي منهما أية إشارة إلى وقف القتال.

مع ذلك، لدى بكين اهتمام فعلي بإنهاء الصراع؛ إذ إن الحرب وضعت بكين في موقف محفوف بالمخاطر، وأجبرت الرئيس شي على الموازنة بين شراكة الصين "غير المحدودة" مع روسيا وعلاقته الشخصية الوثيقة مع بوتين، وبين تزايد التوتر وانعدام الثقة مع الولايات المتحدة وحلفائها.

صحيحٌ أن الصين تعترف بأوكرانيا دولة ذات سيادة، فضلاً عن أن الرئيسين الصيني والأوكراني تحدثا عبر الهاتف للاحتفال بمرور 30 عاماً على العلاقات بين البلدين قبل أسابيع من بدء الهجوم الروسي، لكن بكين امتنعت عن إدانة التحرك العسكري الروسي في أوكرانيا، الذي رفضت وصفه بـ "الغزو". ليست هناك أية معلومات معروفة تفيد بأن الرئيس الصيني تحدث منذ بداية الحرب مع نظيره الأوكراني. على الجانب الآخر، تحدث شي جين بينغ مع بوتين عدة مرات عبر الفيديو وفي اجتماعات مباشرة وجهاً لوجه منذ بداية الحرب.

باخموت
معارك محتدمة في باخموت شرق أوكرانيا – رويترز

الصين شريك تجاري لأوكرانيا

كانت الصين أكبر شريك تجاري لأوكرانيا قبل الحرب، فقد كانت تستورد 30% تقريباً من حبوب الذرة التي تنتجها الدولة التي تقع في شرق أوروبا. كذلك استثمرت الصين في مشروعات البنية التحتية في أوكرانيا، برغم أن مشروعاً واحداً منها على الأقل -وهو خط سكك حديدية يربط مطار كييف الرئيسي بوسط المدينة- أُلغي في أعقاب مزاعم فساد.

الرئيس الصيني شي جين بينغ – رويترز

في سياق متصل، تقلصت التجارة بين الصين وأوكرانيا بنسبة 60% في عام 2022 مقارنة بالعام السابق، لتصل إلى 7.6 مليار دولار. وفي غضون ذلك، ارتفع حجم التجارة بين موسكو وبكين بنسبة 29% تقريباً مقارنة بالعام السابق، لتصل إلى 190 مليار دولار، وذلك وفقاً لبيانات صينية رسمية. 

إذ إنه وفي ظل تراجع مبيعات النفط والغاز الروسيين إلى أوروبا، برزت الصين بوصفها مشترياً كبيراً. وبدأت روسيا أيضاً في زيادة استخدامها اليوان الصيني.

تحميل المزيد