قرر رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان عبد الفتاح البرهان، ونائبه محمد حمدان دقلو "حميدتي"، السبت، 11 مارس/آذار 2023، تكوين لجنة مشتركة من القوات النظامية والحركات المسلحة لمتابعة الأوضاع الأمنية في البلاد. وبعد لقاء جمعهما في قصر "الضيافة" بالعاصمة الخرطوم، وأكد تفاصيله بيان صادر عن مجلس السيادة الانتقالي، قال البيان إن البرهان وحميدتي تناولا خلال الاجتماع "سير العملية السياسية وضرورة المضي قدماً في الترتيبات المتفق عليها".
كما قال البيان كذلك: "استعرض اللقاء الأوضاع السياسية والأمنية في البلاد وقرّرا تكوين لجنة أمنية مشتركة من القوات النظامية وأجهزة الدولة ذات الصلة وحركات الكفاح المسلح (الموقعة على اتفاق سلام) لمتابعة الأوضاع الأمنية بالبلاد"، وفق المصدر نفسه.
أنباء عن خلافات بين البرهان وحميدتي
اللقاء جرى بعد ساعات من تأكيد الجيش، في بيان، التزامه بالعملية السياسية الجارية حالياً، والتقيد الصارم بالاتفاق الإطاري الذي يفضي إلى توحيد المنظومة العسكرية وتشكيل حكومة مدنية. جاء ذلك وسط أنباء عن خلافات بين البرهان وحميدتي بشأن "الاتفاق الإطاري" ودمج قوات الدعم السريع، بحسب وسائل إعلام محلية.
كان "حميدتي" نفى في 8 مارس/آذار 2023 وجود خلاف مع الجيش، وقال: "لا يمكن أن نختلف مع الجيش، خلافنا مع المتشبثين بالسلطة". وفي 8 يناير/كانون الثاني 2023 انطلقت المرحلة النهائية للعملية السياسية بين الموقّعين على "الاتفاق الإطاري" المبرم في 5 ديسمبر/كانون الأول 2022، بين العسكريين والمدنيين، للتوصل إلى اتفاق يحل الأزمة في البلاد.
التزام جيش السودان بالعملية السياسية
في سياق متصل، فقد جدد الجيش السوداني، السبت، التزامه بالعملية السياسية والاتفاق الإطاري الذي يفضي إلى توحيد المؤسسة العسكرية وتشكيل حكومة مدنية لحين إجراء انتخابات. جاء ذلك في بيان صادر عن المتحدث باسم القوات المسلحة العميد نبيل عبد الله، اطلعت عليه الأناضول.
قال عبد الله: "تؤكد قواتكم المسلحة وقيادتها، التزامها بمجريات العملية السياسية الجارية والتقيد الصارم والتام بما تم التوافق عليه في الاتفاق الإطاري الذي يفضي إلى توحيد المنظومة العسكرية وقيام حكومة بقيادة مدنية فيما تبقى من المرحلة الانتقالية لحين قيام الانتخابات بنهايتها".
أضاف أن "مزايدة البعض على مواقف القوات المسلحة وهي أول من بادر بالخروج من العملية السياسية (4 يوليو/تموز 2022)، والحديث عن عدم رغبة قيادتها في إكمال مسيرة التغيير والتحوّل الديمقراطي في محاولات مكشوفة للتكسب السياسي والاستعطاف، لن تنطلي على فطنة وذكاء الشعب ووعي ثوار وثائرات وشباب بلادنا".
قوى الحرية والتغيير ترحب ببيان الجيش
في وقتٍ لاحق السبت، رحّبت قوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي) في بيان نشرته عبر حسابها في فيسبوك، بالبيان الصادر عن الناطق باسم الجيش السوداني. وأكدت "تمسكها بالعملية السياسية المؤسّسة والمستندة على الاتفاق الإطاري والمفضية لإنهاء الانقلاب واسترداد مسار التحوّل الديمقراطي بتشكيل حكومة مدنية تمثل قوى الثورة وتعمل على تحقيق غاياتها".
كما قالت قوى الحرية والتغيير إنها "حريصة على إكمال مناقشة قضايا المرحلة النهائية للعملية السياسية، والتزامها بالعمل المشترك مع كل قوى الثورة لتأسيس وإدارة الفترة الانتقالية".
في حين لفتت إلى أن ذلك سيجري "بما يضمن استقرار العملية السياسية وإنجاز مهامها وفي مقدمتها توحيد وإصلاح المنظومة العسكرية وخروجها من المعادلة السياسية".
مؤخراً، نقلت وسائل إعلام محلية، منها موقع "سودان تربيون" الإخباري الخاص وصحيفة "الراكوبة" الخاصة، أنباء عن خلافات بين رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ونائبه حميدتي بشأن الاتفاق الإطاري.
حيث ذكرت أن حميدتي يدعم التسليم السريع للسلطة إلى حكومة مدنية، فيما يرى البرهان ضرورة البحث عن مزيد من التوافق بشأن الاتفاق الإطاري مع القوى السياسية وضم القوى غير الموقعة على الاتفاق.