قالت صحيفة The Jerusalem Post الإسرائيلية في تقرير نشرته الخميس 9 مارس/آذار 2023، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يأمل أن تنجح مساعيه للتأثير في الحكومة الإيطالية واستمالة مسؤوليها إلى الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل خلال زيارته لروما التي تستمر 3 أيام.
حيث قال نتنياهو في مقابلة مع صحيفة la Repubblica الإيطالية، نُشرت يوم الخميس 9 مارس/آذار: "أرى أن الوقت قد حان لكي تعترف روما بالقدس عاصمة تاريخية للشعب اليهودي وأسلافه منذ 3 آلاف عام، كما فعلت الولايات المتحدة في بادرة عظيمة من الصداقة".
إيطاليا ترفض الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل
تُعارض إيطاليا، مثل غيرها من دول الاتحاد الأوروبي، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل دون استئناف لمحادثات الاتفاق النهائي على حل الدولتين وتسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. ويدعم الاتحاد الأوروبي حلَّ الدولتين على أساس خطوط ما قبل عام 1967، وإعلان القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية.
مع ذلك، يمنِّي نتنياهو نفسه بأن تخالف جيورجيا ميلوني، رئيسة الوزراء الإيطالية المعروفة بدعمها القوي لإسرائيل، سياسةَ الاتحاد الأوروبي وأن تتخذ هذه الخطوة لدعم تل أبيب.
من جانبه قال موقع RaiNews الإيطالي إن موقف الحكومة الإيطالية يتماشى حتى الآن مع موقف الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي. ولم يؤيد مطلب نتنياهو في الحكومة إلا ماتيو سالفيني، نائب رئيس الوزراء وزعيم حزب رابطة الشمال اليميني المتطرف، فقد كتب على تويتر: "أقول بكل حزم: نعم للقدس عاصمة لإسرائيل، باسم السلام والتاريخ والحقيقة".
أشار الموقع الإيطالي إلى أن ميلوني أبدت قدراً من الحذر حيال هذه الدعوات في مقابلة أجرتها قبل توليها رئاسة الوزراء، مع وكالة Reuters في أغسطس/آب من العام الماضي، إذ قالت إنها لا تنوي السير على خطى الولايات المتحدة، في خطوة نقل السفارة إلى القدس، وقالت: "إنها مسألة دبلوماسية ويجب النظر فيها بالتعاون مع وزارة الخارجية".
تعزيز العلاقات بين إسرائيل وإيطاليا
في السياق نفسه، عنونت صحيفة la Repubblica الإيطالية تقريراً لها بشأن زيارة نتنياهو بالقول إن "نتنياهو في روما والحكومة منقسمة بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل".
من جهة أخرى، يسعى نتنياهو إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية مع إيطاليا وزيادة فرص إمدادها بالغاز الطبيعي. فقد قال للصحيفة الإيطالية: "أحب أن أرى مزيداً من التعاون الاقتصادي [بين إسرائيل وإيطاليا]… أرى أن توثيق العلاقات مع الشركات الإيطالية سيعود بالنفع على الجانبين"، و"هناك مسألة الغاز الطبيعي: فنحن لدينا كميات كبيرة منه، وأود أن أناقش سبل نقله إلى إيطاليا لدعم نموها الاقتصادي".
يأتي ذلك في وقت تستحث فيه إيطاليا الخطى لتبديل وارداتها من الطاقة الروسية والاستعاضة عنها بمصادر أخرى في أعقاب غزو موسكو لأوكرانيا قبل عام. وقد وقعت إسرائيل ومصر في يونيو/حزيران 2022، اتفاقاً مع الاتحاد الأوروبي لزيادة صادرات الغاز الطبيعي إلى أوروبا.
أما في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، فوقعت إسرائيل أيضاً اتفاقية مبدئية مع شركة "توتال إنرجيز" الفرنسية وشركة "إيني" الإيطالية، للبدء في التنقيب عن الغاز الطبيعي في إطار صفقة الحدود البحرية التي وقعتها إسرائيل مع لبنان.