تبادلت القوات الأذربيجانية والأرمن إطلاق النار، الأحد 5 مارس/آذار 2023، في منطقة ناغورني قره باغ، المتنازع عليها، ما أدى لمقتل خمسة أشخاص على الأقل من الجانبين، وفقاً لتقارير من أذربيجان وأرمينيا.
وقالت وزارة الدفاع الأذربيجانية إن جنديين قتلا في تبادل لإطلاق النار، بعد أن أوقفت القوات الأذربيجانية قافلة اشتبهت في أنها تنقل أسلحة من البلدة الرئيسية في المنطقة إلى مناطق نائية، مضيفة أن القافلة استخدمت طريقاً غير مصرح به.
تجدُّد الاشتباكات بين أرمينيا وأذربيجان
في سياق متصل، قالت وزارة الخارجية في أرمينيا، إن ثلاثة مسؤولين من وزارة الداخلية في قره باغ قُتلوا. وذكرت أن القافلة كانت تحمل وثائق ومسدس خدمة، واصفة مزاعم أذربيجان المتعلقة بنقل أسلحة بأنها "سخيفة"، مشيرة إلى عدم تقديم أيّ دليل على نقل الأسلحة، وبحسب رواية السلطات الأرمينية في قره باغ، فإنّ مجموعة من "المخرّبين" من الجيش الأذربيجاني أطلقوا النار في الصباح، على سيارة شرطة تابعة للإدارة الانفصالية.
أضافت السلطات- في بيان- أن "3 من رجال الشرطة قتلوا"، في حين أصيب شخص آخر برصاصة في الصدر، ونُقل إلى المستشفى، وبدورها تنفي وزارة الدفاع الأذربيجانية الرواية الأرمينية.
يذكر أن ناغورني قره باغ معترف بها دولياً منذ فترة طويلة، كجزء من أراضي أذربيجان، رغم أن غالبية سكانها من الأرمن.
في سياق متصل، فقد سبق أن التقى الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، مع رئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان، عدةَ مرات في إطار الجهود المبذولة لحل النزاع، لكن العنف المتكرر أضر بجهود السلام.
غلق طريق حيوي بين قره باغ وأرمينيا
يغلق أذربيجانيون، يقولون إنهم ناشطون بيئيون، منذ منتصف ديسمبر/كانون الأول 2022، الطريق الحيوي الذي يربط أرمينيا بقره باغ، والمعروف بـ"ممر لاتشين"، مؤكدين أنهم يقومون بتحركهم احتجاجاً على مناجم غير قانونية.
في حين خاضت أرمينيا وأذربيجان حرباً للسيطرة على قره باغ، عند تفكك الاتحاد السوفييتي مطلع التسعينيات، أسفرت عن 30 ألف قتيل، وانتهت بانتصار أرمينيا.
كما اندلع نزاع آخر في خريف العام 2020 استمر 44 يوماً، وأدى إلى مقتل 6500 شخص، وسمح لباكو باستعادة مساحات واسعة من الأراضي. وانتشر جنود روس لحفظ السلام، بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة موسكو، أنهى هذه الحرب، لكن التوتر لا يزال شديداً في وقت لم يحدث فيه أيّ تقدّم في المفاوضات بشأن توقيع معاهدة سلام.
مقترح تسوية
أما بشأن المفاوضات بين البلدين، فقد سبق أن نقلت وكالة تاس للأنباء عن رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان قوله، إن بلاده أرسلت إلى أذربيجان مسودة اقتراح لتسوية سلمية بشأن النزاع المتعلق بمنطقة ناغورني قره باغ.
في حين نشبت المواجهة الأخيرة بين الدولتين الواقعتين في جنوب القوقاز بسبب حصار استمر شهرين، بقيادة مواطنين من أذربيجان يزعمون أنهم نشطاء في مجال حماية البيئة، لممر لاتشين، وهو الطريق البري الوحيد الذي يربط أرمينيا بمنطقة ناغورني قره باغ.
كما نقلت الوكالة عن باشينيان قوله في اجتماع للحكومة بثه التلفزيون "أكملت أرمينيا المرحلة التالية من العمل على معاهدة السلام وترسيخ العلاقات مع أذربيجان أمس، وأُرسلت مقترحاتنا إلى الجانب الأذري".
لكن لم تقدم الوكالة معلومات حول مقترح السلام، ولم تثمر المحاولات السابقة التوصل إلى تسوية، في الشهور التالية لشن أذربيجان هجمات عابرة للحدود واسعة النطاق داخل أرمينيا، في سبتمبر/أيلول.
فيما وصفت يريفان أفعال أذربيجان بأنها اعتداء غير مبرر، بينما قالت أذربيجان إن جنودها ردوا بعدما حاولت وحدات تخريب أرمينية تلغيم مواقعها. وقُتل أكثر من 200 جندي أرميني و80 جندياً من أذربيجان.
يذكر أن روسيا وسيط قوي رئيسي في المنطقة، وتنشر الآلاف من قوات حفظ السلام في أنحاء ناغورني قره باغ. وتصاعد التوتر بين موسكو ويريفان في ظل مناشدة باشينيان ومسؤولين أرمينيين آخرين، روسيا بفعل المزيد لضمان الدخول المتبادل بين أرمينيا وناغورني قره باغ دون قيود، من خلال ممر لاتشين.