نقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء عن رئيس السلطة القضائية غلام حسين محسني أجئي قوله، الإثنين 6 مارس/آذار 2023، أن النساء اللاتي ينتهكن قواعد الزي الإسلامي في إيران سيعاقبن، وذلك بعد تراجع حدة الاحتجاجات التي شهدتها البلاد؛ بسبب وفاة شابة احتجزت لمخالفتها قواعد اللباس في إيران.
إذ إنه بعد وفاة الشابة الكردية مهسا أميني وهي رهن الاحتجاز لدى شرطة الأخلاق لانتهاكها قواعد الزي الصارمة يوم 16 سبتمبر/أيلول 2022، عمت الاحتجاجات إيران وشكلت واحداً من أصعب التحديات أمام طهران منذ الثورة الإسلامية عام 1979، وفق ما ذكرته وكالة رويترز.
بينما كانت قضية ملبس المرأة الإيرانية من أكثر المواضيع التي تشغل الرأي العام في إيران، خاصة مع تعيين السلطات قوات أمنية واسعة لضبط هذا الأمر في البلاد، الأمر الذي تسبب بين حين وآخر في تجدد الحراك الاحتجاجي ضد قوانين الزي الإسلامي في إيران.
صار الحجاب الإلزامي إجبارياً على النساء في إيران منذ اندلاع الثورة الإسلامية عام 1979، وشرطة الآداب العامة هي الجهة الرسمية المكلفة بفرض ذلك وغيره من القيود التي تهتم بالأخلاقيات العامة وفقاً لما تقتضيه رؤية الدولة.
فيما تعرضت هذه الجهة لانتقادات متزايدة في السنوات الأخيرة خاصة بسبب معاملتها للشابات، واعتقال الكثير من الناشطات، وفرض قيود واسعة على المجتمع.
بحسب إذاعة DW الألمانية، تعارض ملايين النساء الإيرانيات هذه القواعد وممارسات شرطة الأخلاق، الأمر الذي جعل الاحتجاجات المحلية والتظاهرات أكثر تكراراً واتساعاً في السنوات الأخيرة.
قوانين الزي الإسلامي في إيران
بشكل عام، ترتدي العديد من النساء الزي الإسلامي في إيران بشكل فضفاض ويسقطنه على أكتافهن، ما يعرّضهن لخطر الاعتقال. بينما تحاول الحكومة بقيادة المتشددين الدينيين في البرلمان فرض القوانين الإسلامية بشكل أكثر صرامة.
بصورة واسعة حالياً يتم تداول العديد من مقاطع الفيديو عبر الإنترنت، تظهر فيها النساء وهن يتعرضن للضرب والإساءة من قِبَل السلطات أثناء الاعتقال. وغالباً ما تُظهر مقاطع الفيديو ضربات عنيفة على الرأس؛ حيث يتم جر النساء من شعورهن إلى سيارات الشرطة.
تُكلَّف شرطة الآداب -المعروفة رسمياً باسم "دوريات الإرشاد"- بضمان التزام النساء بارتداء الزي الإسلامي في إيران.
حيث يتمتع الضباط بالقدرة على إيقاف النساء وتقييم ما إذا كن يظهرن الكثير من الشعر؛ وما إن كانت سراويلهن ومعاطفهن قصيرة جداً أو مناسبة؛ أو أنهن يضعن الكثير من المكياج. وتشمل عقوبات مخالفة القواعد الغرامة أو السجن أو الجلد.
خلال الشهور والسنوات الأخيرة واجهت شرطة الآداب انتقادات متزايدة بسبب استخدامها المفرط للقوة. في نهاية يوليو/تموز عام 2022، منعت شرطة الآداب الإيرانية النساء من ارتداء المعاطف التي لا تغطي الركبتين، والسراويل الضيقة والجينز الممزق، وكذلك الملابس ذات "الألوان الزاهية".