أعلنت لجنة أطباء السودان، سقوط قتيل في مظاهرات بالعاصمة الخرطوم، الثلاثاء 28 فبراير/شباط 2023، إثر إصابته برصاص في الصدر، في حين استخدمت الشرطة قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع لتفريق الاحتجاجات على الاتفاق الإطاري الموقع بين المدنيين والعسكريين.
وأفادت اللجنة الطبية في بيان: "ارتقت قبل قليل روح شهيد لم يتم التعرف على بياناته بعد، وذلك خلال مشاركته في مظاهرات في منطقة شرق النيل شرقي الخرطوم"، مضيفة أنه "إثر إصابته بعيار ناري في الصدر أطلقته قوات السلطة الانقلابية"، فيما لم يصدر عن السلطات أي تعليق فوري بهذا الخصوص.
وذكر بيان اللجنة أنه بهذا ارتفع العدد الإجمالي لقتلى المظاهرات منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021 إلى 125 قتيلاً.
والثلاثاء، أطلقت الشرطة السودانية، قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، لتفريق مظاهرات جديدة بالعاصمة الخرطوم؛ احتجاجاً على "الاتفاق الإطاري" الموقع بين المدنيين والعسكريين، وفق وكالة الأناضول وشهود عيان.
آلاف المتظاهرين
حيث خرج آلاف المتظاهرين في العاصمة الخرطوم، ومدينتي أم درمان (غرب) وبحري (شمال)، بدعوة من "تنسيقيات لجان المقاومة" (نشطاء)، رفضاً للاتفاق الإطاري الموقع بين المكون العسكري بالسلطة وقوى مدنية.
يُذكر أن "لجان المقاومة" تكونت في المدن والقرى عقب اندلاع احتجاجات 19 ديسمبر/كانون الأول 2018، وكان لها الدور الأكبر في إدارة المظاهرات في الأحياء والمدن، حتى عزلت قيادة الجيش الرئيس آنذاك عمر البشير في 11 أبريل/نيسان 2019.
وفي 8 يناير/كانون الثاني الماضي، انطلقت المرحلة النهائية للعملية السياسية بين الموقعين على "الاتفاق الإطاري" المبرم في 5 ديسمبر/كانون الأول الماضي بين العسكريين والمدنيين، للوصول إلى اتفاق يحل الأزمة في البلاد.
وتهدف العملية السياسية الجارية إلى حل أزمة ممتدة منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، حين فرض رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان إجراءات استثنائية، منها حل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين واعتقال وزراء وسياسيين وإعلان حالة الطوارئ وإقالة الولاة (المحافظين).
وقبل إجراءات البرهان الاستثنائية، بدأت بالسودان في 21 أغسطس/آب 2019 مرحلة انتقالية كان مقرراً أن تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، ويتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقَّعت مع الحكومة اتفاق سلام جوبا عام 2020.
مظاهرات مستمرة
من جانبه، قال ميسرة أحمد، وهو أحد المتظاهرين، إن "المظاهرات السلمية مستمرة إلى حين تشكيل الحكومة المدنية الديمقراطية، وتحقيق العدالة لكل السودانيين"، مضيفاً للأناضول: "ندين قمع المتظاهرين السلميين، وندعو إلى محاسبة السلطات الأمنية التي تتعامل بعنف مفرط مع المدنيين".
وحاول المتظاهرون الوصول إلى القصر الرئاسي، لكن القوات الأمنية أطلقت في مواجهتهم القنابل الصوتية، وخراطيم المياه وقنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة، حسب شهود عيان، فيما ردّ المتظاهرون بقذف القوات الأمنية بالحجارة، ما أدى إلى حالات كر وفر في الشوارع الرئيسية والفرعية وسط العاصمة الخرطوم.
وأغلق المتظاهرون الذين يحاولون الوصول إلى القصر الرئاسي، عدداً من الشوارع الرئيسية والفرعية وسط العاصمة بالحواجز الأسمنتية وجذوع الأشجار والإطارات المشتعلة. كما أغلقت السلطات الأمنية جسر "المك نمر" الرابط بين العاصمة الخرطوم، ومدينة بحري (شمال)، تفادياً لوصول المتظاهرين إلى محيط القصر الرئاسي.
وردد المتظاهرون الذين يحملون العلم السوداني هتافات "مناوئة" ضد العسكريين وقوى الحرية والتغيير (الائتلاف الحاكم السابق)، تطالب بالحكم المدني الكامل.