رئيس بلدية حوارة لـ”عربي بوست”: هجمات المستوطنين هدفها تهجير سكانها الفلسطينيين ونطالب بحماية دولية

عربي بوست
تم النشر: 2023/02/28 الساعة 09:29 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/02/28 الساعة 12:28 بتوقيت غرينتش
تعرضت بلدة حوارة لهجمات المستوطنين التي طالت عشرات المنازل والسيارات - رويترز

"الهجوم الأكبر من نوعه"، بهذه الكلمات وصف أهالي بلدة حوارة الفلسطينية، التي تقع على بعد 9 كم جنوبي مدينة نابلس هجوم المستوطنين الإسرائيليين، الذي تمثّل بألسنة لهب أشعلوها بشكل مفاجئ وصادم، وأتت على منازل الفلسطينيين وسياراتهم ومحالهم التجارية.

أكد رئيس بلدية حوارة، معين الضميدي، في تصريحات خاصة لـ"عربي بوست" ما تعرضت له البلدة ليل الأحد 26 فبراير/شباط 2023، بأنه "يعد أكبر هجوم شهدته المنطقة من المستوطنين على بلدة فلسطينية بهذا الشكل منذ سنوات"، لكنه أشار إلى أن البلدة تشهد اعتداءات يومية أيضاً، ولا تزال.

عن حصيلة الهجوم، قال إن المستوطنين قاموا بإحراق عدة منازل بشكل كامل وبعضها بشكل جزئي، إلى جانب عدد كبير من المحال التجارية، وحرق 35 سيارة، بالإضافة إلى عدد من "المشاطب"، وهي محال بيع قطع السيارات المستعملة، وإصابات جسدية لفلسطينيين، وتكسير زجاج كثير من المنازل.

تتعرض بلدة حوارة لهجات باستمرار من المستوطنين الإسرائيليين - رويترز
تتعرض بلدة حوارة لهجات باستمرار من المستوطنين الإسرائيليين – رويترز

وأوضح أن الهجوم تم بمشاركة مئات المستوطنين الإسرائيليين الذين قاموا بالإحراق والاعتداء على ممتلكات الفلسطينيين، وتهديد حياتهم بحماية جيش الاحتلال وشرطته.

حول دافع الهجوم، قال إن الهدف منه "ترويع الفلسطينيين ودفعهم إلى النزوح خارج بلدة حوارة، التي تتعرض لهجمات مستمرة منهم، إلا أن الهجوم الأخير لفت الأنظار إلى ما تعانيه هذه البلدة؛ بسبب هجمات المستوطنين المتكررة".

لفت كذلك إلى أن "بلدة حوارة تقع على الشارع الرئيسي الذي يربط شمال الضفة بجنوبها، وأن كل من يريد التنقل بينهما عليه المرور بهذه البلدة؛ لذلك فإن المستوطنين يريدون تهجير الأهالي الفلسطينيين من المكان".

إذ تقع بلدة حوارة التي يسكنها نحو 7 آلاف نسمة، على الشارع العام الذي يربط بين محافظتي نابلس ورام الله، ويسلكه الإسرائيليون للوصول إلى مستوطناتهم.

وخسرت البلدة نحو 80% من أراضيها، لصالح المستوطنات الإسرائيلية والشوارع التي تخدمها.

"حماية دولية" في حوارة

على إثر الهجوم، طالب الضميدي، في تصريحاته لـ"عربي بوست"، بـ"حماية دولية" للبلدة من هجمات المستوطنين، التي أكد أنها تتم بحماية جيش الاحتلال على مرأى ومسمع منه دون تدخل، رغم كونه سلطة الاحتلال القائمة فمن واجبه منع هذه الاعتداءات.

الأمر ذاته طالب به المبعوث الأممي للشرق الأوسط، تور وينسلاند، الإثنين 27 فبراير/شباط 2023، محملاً قوات الأمن الإسرائيلية مسؤولية منع تلك الهجمات، ومعبراً عن قلقه الشديد إزاء تدهور الوضع الأمني بالضفة الغربية، وأعمال العنف التي ارتكبها المستوطنون في بلدة حوارة.

وقال وينسلاند، في بيان نشره على حسابه في "تويتر": "قلقون للغاية بشأن تدهور الوضع الأمني في الضفة الغربية، لا سيما العنف الذي شهدناه في الساعات الأربع والعشرين الماضية في حوارة".

لكن الضميدي، الذي رأى أن هذه المطالبات بحاجة إلى خطوات عملية، لفت إلى أن هناك معاملة عنصرية تمييزية ضد الفلسطينيين من شرطة الاحتلال، موضحاً أن "الفلسطيني في حال حمله المولوتوف تتم تصفيته ميدانياً وبشكل مباشر، أما ما يفعله المستوطنون من إحراق للمنازل واعتداء على المدنيين الفلسطينيين وتخريب وشغب، فكله يجري تحت حماية من شرطة الاحتلال، حتى دون اعتقالهم أو ردعهم".

عن تواصل المسؤولين الفلسطينيين بأهالي حوارة بعد هجوم المستوطنين غير المسبوق، قال الضميدي إن "بعض المسؤولين تواصلوا بالفعل معنا، ولكن نريد أن نرى الوعود التي قدموها لنا على أرض الواقع، لا سيما المتعلقة بتعويض الأهالي المتضررين".

وأكد أنه "سنرى إن كان سيتم تحقيق شيء لصالح أهالي حوارة، فهذا ما نأمله، ويريده السكان المتضررون من هجمات المستوطنين، بالإضافة إلى ضمان عدم تكرار مثل هكذا هجوم".

ترويع سكان حوارة

من جانبه، روى محمد خموس لـ"عربي بوست" ما جرى ليلة الهجوم، بأنها كانت "ليلة عصيبة، عشنا فيها 3 ساعات من الرعب الحقيقي"، خصوصاً أن "الهجوم جرى بشكل واسع ومفاجئ من المستوطنين الذين اقتحموا منزلنا، ولكننا تمكنا من الهرب مصطحبين معنا النساء والأطفال الذي كانوا مذعورين بسبب شراسة الهجوم وكثرة عدد المستوطنين".

وقال: "رأينا كيف اقتحموا المنازل وحرقوا عدداً منها"، مضيفاً: "المستوطنون روّعوا السكان الذين كانوا يراقبون انتهاكاتهم وشغبهم وهم يعرفون أنه لا رادع لهم، لا سيما أن جيش الاحتلال كان متواجداً في المكان ويقوم بحماية المستوطنين، بل قام بمنع وصول سيارات الإسعاف". 

وأشار إلى أن السكان يناقشون الآن تفعيل لجان شعبية لحماية البلدة بسبب يأسهم من توفير حماية لهم من هجمات المستوطنين المتكررة.

هذه الهجمات تدفع نحو مزيد من مقاومة الاحتلال، ولن تردع الفلسطينيين عن مطالبتهم بحقوقهم المشروعة، لا سيما في الحفاظ على أرضهم.

مركبات الفلسطينيين في حوارة التي تعرضت للحرق والتخريب من مئات المستوطنين - رويترز
مركبات الفلسطينيين في حوارة التي تعرضت للحرق والتخريب من مئات المستوطنين – رويترز

يُشار إلى أن بلدة حوارة شهدت وعدد من القرى الفلسطينية في محيط مدينة نابلس، الأحد 26 فبراير/شباط 2023، هجمات غير مسبوقة من مستوطنين إسرائيليين، أسفرت عن استشهاد فلسطيني وإصابة العشرات. 

وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت استشهاد الشاب سامح أقطش (37 عاماً) وإصابة عشرات في اعتداءات المستوطنين في حوارة.

ولم تعلن سلطات الاحتلال الإسرائيلي اعتقال المستوطنين المسؤولين عن الهجمات في البلدات الفلسطينية، أو ملاحقتهم.

إخطارات بالهدم

تعاني البلدة كذلك من قيام الاحتلال بشكل مستمر بإخطار بعض المنازل والمنشآت فيها بالهدم بحجة عدم الترخيص؛ حيث تقع 62% من أراضيها ضمن المناطق المصنفة "ج"، وفقاً لاتفاقية أوسلو الموقعة بين الاحتلال والسلطة الفلسطينية؛ إذ يمنع الاحتلال بموجبها البناء على هذه الأراضي الفلسطينية ويقوم بهدم المنشآت التي تبنى عليها.

سبق أن شهدت البلدة أعمال مقاومة ضد الاحتلال وذلك بعد مقتل إسرائيليين اثنين في إطلاق نار على سيارة كانا يستقلانها قرب حوارة.

يذكر أنه منذ بداية العام الجاري، استُشهد 66 فلسطينياً برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، بينهم 11 خلال اقتحام لجيش الاحتلال مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية، الأربعاء 22 فبراير/شباط 2023.

تحميل المزيد