تشكلت حفرة ضخمة على نحو مفاجئ في منطقة الرشادية بولاية قونية التركية، يبلغ عمقها 12 متراً، وقطرها 37 متراً، مثيرةً بذلك تساؤلات عما إذا كان ظهورها مرتبطاً بالزلزال والهزات الارتدادية الكثيرة التي ضربت عدة ولايات تركية منذ الأسبوع الأول لشهر فبراير/شباط الجاري، لكن مسؤولاً استبعد وجود علاقة.
وكالة الأناضول الرسمية التركية، نشرت الجمعة 24 فبراير/شباط 2023، مقطع فيديو للحفرة، والتي أثار ظهورها المفاجئ دهشة لدى السكان.
نقلت الوكالة التركية عن مدير مركز الحفر للأبحاث والتطبيقات في جامعة قونية، فتح الله أيرك، قوله إن "المواطنين تحدثوا عن حفرة جديدة تشكلت في كارابينار، تفحصنا المنطقة لفحص الحفرة، ولم نتمكن من العثور على رابط بينها وبين الزلزال، الذي حدث اليوم أو زلزال يوم 6 فبراير/شباط 2023".
كانت قونية قد شهدت، الجمعة 24 فبراير/شباط 2023، زلزالاً بقوة 4.3 درجة على مقياس ريختر، وقالت رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ التركية "آفاد"، في بيان، إن الزلزال وقع الساعة 17.01 (14.01 تغ).
أوضحت أن الزلزال وقع في منطقة أراغلي التابعة لقونية، على عمق 7 كيلومترات تحت سطح الأرض، وأعلنت ولاية قونية في تغريدة، أنها لم تتلق أنباء عن وقوع أضرار جراء الزلزال.
أشار أريك إلى أن الحفرة تشكلت من قبل وظهرت للعيان بعد حوالي 20 يوماً من الزلازل الكبيرة، لذا فإن هذه الحفرة لا علاقة لها بالزلازل الكبيرة السابقة أو الزلزال الحالي، بتعبير أدق ربما كانت هذه الحفرة جاهزة للانهيار وربما يكون لها تأثير، ربما حدث ذلك أيضاً أثناء الزلزال".
أضاف أريك أنه "ربما انهار سطح هذه الحفرة المشكلة سابقاً بفعل الزلزال مع الاهتزاز الذي حصل، نعم يمكن ربط حصول الحفر مع الزلزال في بعض الأماكن، لكننا لم نجد هنا أي دليل واضح على حصولها بسبب الزلزال"، وفقاً لما أوردته وكالة الأناضول.
هل حادثة الحفرة فريدة؟
بحسب صحيفة "ديلي صباح" التركية، يعاني سهل قونية الخصب الذي يعد "سلة الخبز" التركية، من تكاثر الثقوب التي تهدد الأنشطة الزراعية، وذكرت الصحيفة، في سبتمبر/أيلول 2022، أن الثقوب أصبحت الآن أقرب إلى المناطق السكنية.
أشارت الصحيفة إلى إحصاء أظهر أن عدد الثقوب تجاوز 2600، وأضافت أن الخبراء يعزون هذا الانتشار إلى الاستخدام المتزايد للمياه الجوفية التي تعزز التربة فوقها، موضحين أنه بعد استنفاد المياه تنهار التربة بسرعة، ما يترك للمزارعين ثقوباً عملاقة في حقولهم.
تُشاهد الثقوب بشكل خاص في مناطق "جيهانبيلي، ويوناك وكولو، وسرايونو، وقادين خاني، في قونية"، وبحسب "ديلي ميل" فإن هيئة إدارة الكوارث والطوارئ ومركز أبحاث الثقوب الأرضية التابع لجامعة قونية التقنية، يراقب عن كثب تطور الظاهرة بحثاً عن طرق لمنع تكونها.
نقلت الصحيفة في تقريرها عن أريك قوله، في سبتمبر/أيلول 2023، إنهم "اكتشفوا حوالي 700 حفرة أعمق من متر، وحوالي 1800 حفرة بعمق أقل من متر في مختلف المناطق في قونية".
أضاف أريك أن "الثقوب/البالوعة موجودة منذ الأزل، لكن الأنشطة البشرية باتت تؤثر في ارتفاع عددها"، موضحاً أن "السبب الرئيسي في الوقت الحالي هو الجفاف، بالإضافة إلى الاستخدام المتزايد وغير المنضبط للمياه الجوفية. لا يزال الناس يزرعون النباتات التي تحتاج إلى كمية كبيرة من المياه للري مثل الشمندر والذرة".
لفت أريك إلى أن "قونية ليست لديها إمدادات مياه خارجية من الأنهار مثل الأحواض الأخرى، وبالتالي فإن أي انخفاض في منسوب المياه الجوفية يزيد من عدد المجاري".
يُذكر أن زلزالاً عنيفاً ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا يوم 6 فبراير/شباط 2023، وبلغت شدته 7.4 درجة على مقياس ريختر، وتبعه زلزال آخر بقوة 7.7 درجة، وخلف آلاف الوفيات فضلاً عن عشرات آلاف من الجرحى.