أشار مدير مكتب رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، السبت 25 فبراير/شباط 2023، إلى إمكانية تأجيل آخر في تصديق بودابست على انضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي، واللتين يواجه ملفهما شروطاً تركية وضعتها أنقرة وما زالت ترى أن ستوكهولم على الأقل غير ملتزمة بها.
وتقدمت السويد وفنلندا في 2022، بطلبين للانضمام إلى الحلف عقب الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا، لكن يتعيَّن أن يؤيد جميع أعضائه الثلاثين الطلبين، وواجهت السويد اعتراضات من تركيا لإيوائها من تعتبرهم أنقرة أعضاء في جماعات إرهابية.
ومع تعطل عملية التصديق في البرلمان المجري منذ يوليو/تموز 2022، عبر أوربان عن مخاوفه بشأن عضوية السويد وفنلندا في حلف شمال الأطلسي لأول مرة.
واتهم أوربان البلدين بنشر "محض أكاذيب" حول سلامة الديمقراطية وسيادة القانون في المجر، ضمن انتقادات أخرى.
وقال أوربان إن هناك حاجة لمزيد من المحادثات بين الكتل البرلمانية قبل أن يصوت النواب على طلبي العضوية.
وأظهر جدول أعمال تشريعي نُشر على الموقع الإلكتروني للبرلمان المجري قبل أيام أن التصويت النهائي على الطلبين يمكن أن يتم في الأسبوع المقبل. ولكن، قال مساعد أوربان، جيرجي جوياش، السبت، إنه لا تزال هناك حاجة لمزيد من الوقت.
وأضاف: "سيضع البرلمان الأمر على جدول الأعمال، الإثنين، ويبدأ مناقشة التشريع الأسبوع المقبل".
"استناداً إلى الإجراءات المجرية، يستغرق إقرار التشريعات نحو أربعة أسابيع، وبالتالي فإن البرلمان يمكن أن يصوِّت على الأمر في وقت ما في النصف الثاني من مارس/آذار 2023".
السويد نحو طريق مسدود
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، في 26 يناير/كانون الثاني 2023، إنه لا يوجد معنى لعقد اجتماع ثلاثي مع السويد وفنلندا لمناقشة مساعيهما للانضمام لحلف شمال الأطلسي.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الصربي إيفيكا داتشيتش، بالعاصمة أنقرة، وأكد أن الأجواء الحالية تعيق عقد اجتماع من هذا النوع بشكل "سليم" ولذا تم تأجيله، مشيراً إلى أن السويد "لم تتخذ أي خطوات جادة لتنفيذ المعاهدة (الالتزامات)".
في الوقت ذاته، اعتبر أوغلو أن السويد "تزرع الألغام" على طريق عضويتها في حلف الناتو، لافتاً إلى أن الأمر متروك لها "لإزالة هذه الألغام"، بينما جدد اتهام أنقرة للسويد بالتعاون مع تنظيم حزب العمال الكردستاني.
من جانب آخر، كشف جاويش أوغلو أنه ليس ثمة عرض لتقييم انضمام السويد وفنلندا للحلف بشكل منفصل، وذلك تعليقاً فيما يبدو على تصريح لنظيره الفنلندي بيكا هافيستو، مؤخراً، بأن على بلاده أن تدرس احتمال الانضمام إلى الحلف الأطلسي بدون السويد.
وجاءت تصريحات الوزير الفنلندي، في أول موقف من نوعه غداة استبعاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إعطاء الضوء الأخضر لترشيح السويد للانضمام إلى الناتو.