بين فرض عقوبات جديدة على روسيا وتقديم مساعدات عسكرية ومادية لأوكرانيا، كانت هذه محصلة الدعم الغربي المقدم من ألمانيا وبريطانيا وواشنطن إلى كييف في الذكرى الأولى للحرب، التي اندلعت في 24 فبراير/شباط 2022، والتي حذر فيها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من سعي موسكو للسيطرة على جيرانها.
وفي خطابه بتلك الذكرى، قال زيلينسكي إن روسيا لا بد أن تخسر الحرب في أوكرانيا لتتوقف عن السعي إلى غزو الأراضي التي كانت تسيطر عليها من قبل.
الخطاب الذي استمر لمدة 15 دقيقة والذي وجّه إلى الشعب الأوكراني قال زيلينسكي فيه: "نحن أقوياء ومستعدون لأي شيء.. سنهزم الجميع.. هكذا بدأ الأمر في 24 فبراير 2022.. أطول أيامنا وأصعب الأيام في تاريخنا الحديث.. لقد استيقظنا مبكراً ولم ننم منذ ذلك اليوم".
تحذير زيلينسكي أكدته تصريحات الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف اليوم الجمعة 24 فبراير/شباط 2023 بأن الوسيلة الوحيدة أمام موسكو لضمان السلام الدائم مع أوكرانيا هي دفع حدود الدول المعادية إلى الوراء قدر الإمكان حتى وإن كان ذلك يعني حدود بولندا العضو في حلف شمال الأطلسي.
جاءت تعليقات ميدفيديف، الذي يشغل الآن منصب نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، في رسالة عبر حسابه على تطبيق تليغرام بعد عام بالضبط من إرسال روسيا عشرات الآلاف من الجنود إلى أوكرانيا في إطار ما تسميها "عملية عسكرية خاصة" لحماية الناطقين بالروسية وضمان أمنها.
واشنطن تقدم مليارَي دولار إضافية
وفي عشية مرور عام على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، أعلن البيت الأبيض الخميس 24 فبراير/شباط 2023 أنّ واشنطن ستقدّم لكييف حزمة جديدة من المساعدات العسكرية بقيمة مليارَي دولار.
إذ قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك ساليفان لشبكة "سي إن إن" الإخبارية إنّ "الولايات المتحدة تعلن اليوم عن مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا بقيمة ملياري دولار".
المسؤول الأوكراني الكبير الذي رافق الرئيس جو بايدن في زيارته المفاجئة إلى كييف هذا الأسبوع لفت إلى أنّ الإدارة الأمريكية تبحث باستمرار عن سبل "تزويد أوكرانيا الأدوات التي تحتاجها للانتصار" على روسيا.
وأضاف أنّ بايدن وعد نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عندما التقاه في كييف بـ"مزيد من المدفعية والمزيد من الذخيرة والمزيد من راجمات هايمارس".
وراجمات هايمارس التي تصنّعها شركة لوكهيد مارتن الأمريكية العملاقة هي قاذفات صواريخ مثبتة على مركبات مدرعة خفيفة تمتاز بدقّتها العالية وبسهولة تشغيلها. ومنذ حصلت القوات الأوكرانية على أول دفعة من هذه الراجمات قبل بضعة أشهر حتى أثبت هذا السلاح فاعلية كبيرة في استهداف المواقع الخلفية للقوات الروسية.
ومنذ بدء الهجوم الروسي، تصدرت الولايات المتحدة الدول الداعمة لأوكرانيا، عبر مساعدات عسكرية بنحو 30 مليار دولار، وفرض مئات العقوبات على موسكو وبذل جهود دبلوماسية لحصارها دولياً.
ووفق بيانات منفصلة، شمل الدعم الأمريكي المقدم إلى أوكرانيا أسلحة وذخائر وتدريبات على استخدام عدد من الأسلحة، كما تصدرت واشنطن الدول الغربية التي فرضت عقوبات على روسيا وحاصرتها في الأمم المتحدة.
الدعم الألماني لأوكرانيا
ومع استمرار الدعم الغربي، قال المستشار الألماني أولاف شولتز إن بلاده ستدعم أوكرانيا "بكل قوة ومهما استغرق الأمر"، وذلك في رسالة مصورة بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لغزو روسيا الشامل لأوكرانيا.
وقال شولتز: "ما يثير إعجابنا جميعاً هو تصميم وشجاعة الأوكرانيين وكيف يدافعون عن حريتهم"، مضيفاً أن المساعدات الألمانية لأوكرانيا، سواء الدعم المالي والإنساني أو في التسليح، بلغت أكثر من 14 مليار يورو (14.83 مليار دولار) حتى الآن.
وقال المستشار الألماني إن حكومته ستبذل قصارى جهدها "لضمان عدم التصعيد بين روسيا وحلف شمال الأطلسي".
عقوبات بريطانية إضافية على روسيا
وحول العقوبات الجديدة على روسيا، أعلن وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، الجمعة، عن حزمة جديدة من العقوبات والتدابير ضد روسيا، بما يشمل حظر تصدير كل عنصر تستخدمه في ساحة المعركة.
إذ قالت وزارة الخارجية البريطانية إن العقوبات والإجراءات التجارية المنسقة دولياً ستستهدف قطع غيار الطائرات وأجهزة اللاسلكي والمكونات الإلكترونية.
وستستهدف المزيد من المديرين التنفيذيين الروس بمن فيهم من شركة روس آتوم للطاقة النووية وغيرهم ممن يعملون في قطاع الدفاع وبنوك روسية.
وزارة الخارجية أضافت: "أفادت المخابرات العسكرية بأن نقص المكونات في روسيا نتيجة للعقوبات من المحتمل بالفعل أن يؤثر على قدرتها على إنتاج معدات للتصدير، مثل المركبات المدرعة وطائرات الهليكوبتر الهجومية وأنظمة الدفاع الجوي".
مجموعة الدول السبع
ويجتمع زعماء مجموعة الدول السبع الغنية اليوم الجمعة عبر الإنترنت مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ومن المتوقع أن يناقشوا المزيد من العقوبات على روسيا، وهو ما أكده رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، مشيراً إلى أن بلاده تعتزم طرح حزمة عقوبات جديدة على روسيا، في اجتماع مجموعة السبع.
بدوره، ألقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خطاب تأييد ودعم للشعب الأوكراني، في الذكرى الأولى للحرب، حيث قال إن فرنسا "تقف إلى صفكم (الأوكرانيين)، وليحيا التضامن والسلام والانتصار".
وأطلقت روسيا قبل عام هجوماً على أوكرانيا تبعته ردود فعل دولية غاضبة، وتشترط موسكو تخلي كييف عن أي خطط للانضمام إلى أي كيانات عسكرية والتزام الحياد، ما تعتبره الأخيرة "تدخلاً في سيادتها".