أثار نشر صحيفة "الأخبار" المصرية في صدر صفحتها الأولى بعدد الخميس 23 فبراير/شباط 2023، خبراً عن نجاح رئيس تحرير الصحيفة، والمرشح لمنصب نقيب الصحفيين، خالد ميري، في الحصول على وعد من السلطات بزيادة ما يُعرف بـ"بدل الصحفيين"، بعد إجراء انتخابات نقابة الصحفيين، الجدل والانتقادات بين جموع الجماعة الصحفية المصرية.
الحديث عن زيادة "بدل الصحفيين"، وهو مبلغ مالي تقدمه نقابة الصحفيين لأعضائها شهرياً تصل قيمته إلى 3000 جنيه مصري، أي ما يقارب 100 دولار أمريكي، يتجدد كل مرة تجرى فيها الانتخابات على منصب نقيب الصحفيين، وقد جرت العادة- كما هو معروف لدى الصحفيين- بأن المرشح على منصب النقيب يقدم وعداً بزيادة البدل؛ من أجل ضمان أكبر كتلة تصويتية من الجمعية العمومية، توفر له نسبة النجاح المطلوبة في المنافسة على المقعد.
نقابة الصحفيين أعلنت عن فتح باب الترشح، وبدأت اللجنة المشرفة على تقديم أوراق طلبات الترشح لانتخابات التجديد النصفي لمجلس نقابة الصحفيين، برئاسة ضياء رشوان، نقيب الصحفيين، في تلقي أوراق الأعضاء الراغبين في الترشح لمقعد نقيب الصحفيين، وعضوية مجلس النقابة على المقاعد الستة الشاغرة. وقرر المجلس دعوة الجمعية العمومية إلى الانعقاد الجمعة 3 مارس/آذار 2023 بمقر النقابة، إعمالاً للقانون؛ لنظر جدول أعمالها، والتصويت- في حال اكتمال نصابها القانوني- على مقعد النقيب ونصف مقاعد المجلس، وفي حال عدم اكتمال النصاب تُدعى للانعقاد الثاني، الجمعة 17 مارس/آذار 2023، وتُجرى الانتخابات كالمُتبع تحت إشراف قضائي، وفق ما نشرته وسائل إعلام مصرية.
انتقادات لخالد ميري بسبب زيادة البدل
صحفيون اتهموا خالد ميري، رئيس تحرير صحيفة الأخبار والمرشح على منصب النقيب، باستغلال منصبه في الصحيفة والترويج لوعوده، في انتهاك واضح وصارخ للعملية الانتخابية بنقابة الصحفيين.
في حين قال بعض الصحفيين إن رئيس تحرير الأخبار يوظف الصحيفة المملوكة للشعب في الترويج لنفسه بإعلان -غير مدفوع الأجر- في صدر الصفحة الأولى على حساب المرشحين المنافسين، وقالوا إن "ميري" الذي يقدّم نفسه مرشحاً على مقعد نقيب الصحفيين، قد تورط في خطأ مهني جسيم، ينتهك قواعد الخبر الصحفي، بنشر خبر مجهول المصدر.
من جانبه حاول موقع "عربي بوست"، التواصل مع المرشح على منصب النقيب خالد ميري، رئيس تحرير صحيفة "الأخبار" المصرية، للرد على انتقادات بعض أعضاء الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين بخصوص انتهاك العملية الانتخابية واستغلال منصبه، لكنه قال: "ألغيت كل اتصالاتي وجولاتي الانتخابية من أجل البقاء مع أسرتي اليوم"، ومع إلحاح "عربي بوست" على الحصول على تصريحات من "ميري"، اعتذر وتعلل بوجوده بين أسرته، مطالباً بالاتصال به في يوم آخر؛ للرد على تساؤلات الموقع.
في سياق متصل قال الكاتب الصحفي هشام يونس، عضو مجلس نقابة الصحفيين المصريين والمرشح في التجديد النصفي لعضوية مجلس النقابة "فوق السن"، الجمعة 24 فبراير/شباط 2023، في حديثه لـ"عربي بوست"، حول ما يمكن أن يطلق عليه "الخناقة" الموسمية مع بدء الانتخابات، وهو الأمر المتعلق بـ"قيمة البدل" التي يتسابق المرشح على منصب النقيب في وعد الصحفيين بتوفير زيادتها، من أجل ضمان أصوات الجماعة الصحفية خلفه والفوز بالمنصب، إنه لا يجب استغلال الوضع الاقتصادي للصحفيين وابتزازهم بورقة زيادة البدل.
يونس قال في تصريحات خاصة لـ"عربي بوست"، إنه رغم حديث البعض عن "ورقة البدل"، فإن هناك وقائع ثلاث استطاع فيها الفائز بمنصب النقيب، وهو لم يكن مدعوماً من السلطة، أن يحقق أعلى زيادة للبدل في تاريخ النقابة، مشيراً إلى أن جلال عارف استطاع الفوز بالانتخابات في عام 1998 على مرشح آخر مدعوم من الدولة وهو صلاح منتصر، واستطاع الحصول على دعم للنقابة قيمته عشرة ملايين جنيه.
أما في عام 2005، فقد فاز كذلك جلال عارف أمام إبراهيم حجازي بمنصب النقيب، وقد كان الأخير مدعوماً من الدولة. أما في عام 2015، فاستطاع يحيى قلاش، الفوز على ضياء رشوان، وقد كان قلاش غير مدعوم من الدولة ومع ذلك نجح في الحصول على دعم بقيمة 25 مليون جنيه للنقابة، مشدداً في الوقت نفسه على أن استغلال قيمة البدل كورقة انتخابية ابتذال وعدم احترام للجماعة الصحفية.