تظاهر آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة، فجر الجمعة 24 فبراير/شباط 2023، تلبية لدعوة أطلقتها جماعة "عرين الأسود" للتعبير عن الغضب ومطالبة الفصائل المسلحة بالرد على قتل الجيش الإسرائيلي 11 فلسطينياً، الأربعاء، بعد اقتحام مدينة نابلس.
وخرج المتظاهرون في الميادين الرئيسية بعدد من مدن وقرى الضفة وقطاع غزة، وأبرزها رام الله وسلواد والنبي صالح وعبوين (وسط) ونابلس وجنين وطولكرم وقلقيلية (شمال) ومخيم جباليا في شمالي القطاع ومدينة غزة.
وجابت المسيرات شوارع هذه المدن والقرى بعد منتصف الليل، وسط هتافات تندد بالاعتداءات الإسرائيلية وتدعو الفصائل الفلسطينية للرد عليها.
وفي قرية النبي صالح، خرجت مسيرة من عشرات الشبان باتجاه برج عسكري إسرائيلي قرب البلدة، فيما استهدفتها قوات الجيش الإسرائيلي بقنابل الغاز، ما أدى لوقوع إصابات بالاختناق في صفوف المتظاهرين.
كما تظاهر عشرات من الفلسطينيين في قرية المغير قرب رام الله باتجاه شوارع خاصة بالمستوطنين ورشقوا خلالها مركبات إسرائيلية بالحجارة، حسب شهود عيان.
وخرجت التظاهرات استجابة لدعوة جماعة "عرين الأسود" للفلسطينيين للخروج إلى الشوارع والميادين الرئيسية في مدن ومخيمات الضفة وقطاع غزة، للتعبير عن الغضب والمطالبة بالرد على "جريمة الاحتلال" في مدينة نابلس.
المجموعات قالت في بيان، إن "أبناء المقاومة يتجهزون في هذه الساعات لمعركة الرد السريع"، دون تفاصيل أكثر.
اقتحام نابليس
والأربعاء، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية "استشهاد 11 فلسطينياً" وإصابة أكثر من 100 آخرين إثر اقتحام الجيش الإسرائيلي مدينة نابلس.
ونقلت الأناضول عن شهود عيان، قولهم آنذاك، إن قوة من الجيش الإسرائيلي اقتحمت نابلس شمالي الضفة من عدة مداخل.
الشهود أشاروا إلى أن القوات الإسرائيلية حاصرت منزلاً وسط البلدة القديمة من نابلس، وسُمع تبادل لإطلاق النار مع مسلحين ودويّ انفجارات.
ومنذ عدة أشهر يلاحق الجيش الإسرائيلي جماعة "عرين الأسود" المسلحة التي تتخذ من البلدة القديمة بنابلس مركزاً لها.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته قتلت "3 مطلوبين لتورطهم بعمليات إطلاق نار والتخطيط لعمليات أخرى".
وأثارت العملية ردوداً فلسطينية غاضبة وإطلاق قذائف صاروخية من قطاع غزة، وانتقادات إقليمية ودولية، في ظل تصاعد التوتر في الضفة الغربية منذ أشهر.
وساد إضراب عام الضفة الغربية، الخميس، حداداً على أرواح شهداء نابلس، وتخللت ذلك مواجهات في مناطق متفرقة مع الجيش الإسرائيلي.
وبحسب إحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية، ارتفع إجمالي عدد الشهداء الفلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي إلى 63 في الضفة الغربية وشرق القدس منذ بداية العام الجاري.
وذكرت الوزارة أن بداية العام الجاري هي "الأكثر دموية" في الضفة الغربية منذ عام 2000، إذ لم يُسجّل هذا العدد من الشهداء خلال الشهرين الأولين في الأعوام الـ22 الماضية.