أعلن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، الأربعاء 22 فبراير/شباط 2023، ارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال إلى 43 ألفاً و556 قتيلاً، كما أوضح أن معدل تقييم الأضرار في الولاية يتراوح بين 75-80%، مشيراً إلى تضرّر 750 ألف قسم مستقل، بما في ذلك المناطق التجارية.
صويلو أضاف في مقابلة على قناة TRT الإخبارية التركية، من مركز تنسيق الكوارث بولاية هطاي جنوبي البلاد أن 7930 هزة ارتدادية وقعت بعد الزلزال الأول في السادس من فبراير/شباط، مضيفاً أن أكثر من 600 ألف شقة و150 ألفاً من المباني التجارية تعرضت لأضرار طفيفة على الأقل.
زلزال تركيا المدمر
ويشير تزايد أعداد تلك الهزات الأرضية إلى إمكانية حدوث زلازل أخرى بقوة أكبر، قد تصل إلى 6.5 أو 7 درجات، بحسب البروفيسور شُكرو أرصوي، أستاذ الهندسة الجيولوجية في جامعة يلديز، خاصةً أن تركيا تعتبر من البلدان الواقعة على حزام الزلازل، الذي يحاصرها شمالاً وجنوباً، ويُعرف في تركيا باسم "HATI FAY".
بحسب الأبحاث الجيولوجية فإن تركيا تقع على قمة واحدة من أكثر مناطق النشاط الزلزالي، وتشكل فيها كتلة من القشرة الأرضية التي تقع في إطار جيوفيزيائي بين الصفيحة التكتونية لشبه الجزيرة العربية، التي تتجه نحو الشمال بمعدل نحو بوصة واحدة في السنة، وبين الصفيحة الأوراسية، التي تمثل نسبياً جسماً غير قابل للحركة، لكنه يضغط كلياً على الكتلة التركية.
من جانبه، كشف الدكتور حسن سوزبيلير، أستاذ الهندسة الجيولوجية في جامعة "9 أيلول" لـ"عربي بوست"، أن تزايُد الكوارث الطبيعية حول العالم يتناسب بشكل مباشر مع التغير الحاصل في السرعة بين تلك الصفائح التي تشكل القشرة العليا للكرة الأرضية، وتعد أحد الأسباب الرئيسية في زيادة عدد الزلازل.
وأضاف سوزبيلير أنه عندما تضاف الكوارث التي يصنعها الإنسان إلى الكوارث الطبيعية كالزلازل والبراكين، فإنها تزيد من احتمال حدوث وضع غير طبيعي للعالم أجمع.
وبحسب أستاذ الهندسة الجيولوجية، فإن الزلزال الذي ضرب منطقة أرضروم شمال شرقي تركيا، وقع على صدع لديه القدرة على إحداث زلزال بقوة 7.1 درجة، وفي حال تكراره فقد يتسبب في عاصفة زلزالية تطال تركيا كلها والمنطقة.
خسائر زلزال تركيا
ووفقاً لمجموعات أعمال وخبراء اقتصاديين فإن الزلزال قد يكلف تركيا ما يصل إلى 100 مليار دولار لإعادة بناء المساكن والبنية التحتية المتضررة، ويقلص النمو الاقتصادي هذا العام بواقع نقطة مئوية أو اثنتين.
ويقول علماء الزلازل إن الزلزال الذي وقع فجر يوم الإثنين، 6 فبراير/شباط 2023، والهزات التي تبعته، مثلت أسوأ مجموعة من الزلازل تضرب تركيا في العصر الحديث، وهو أقوى زلزال مسجل يضرب تركيا منذ عام 1939، كما وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الزلزال بأنه "أكبر كارثة منذ زلزال إرزينجان عام 1939، الذي أودى بحياة نحو 33 ألف شخص".
هبطت مباشرة الليرة التركية منذ صباح يوم الإثنين إلى مستوى قياسي جديد، مسجلة 18.85 أمام الدولار، قبل أن تقلص خسائرها خلال نهار اليوم ذاته، فيما انخفض مؤشر الأسهم الرئيسي في البلاد بنسبة 4.6%، مع تهاوي البنوك بأكثر من 5%، قبل تقليص بعض الخسائر.
في الوقت نفسه، انخفض مؤشر بورصة إسطنبول بأكثر من 16% في 3 أيام، ليسجل أكبر خسارة منذ ديسمبر/كانون الأول عام 2021، حيث حذر خبراء اقتصاديون من عدم تعليق التداول فوراً، وإلا ستكون النتيجة هبوط السوق لفترة طويلة، وستكون الخسائر فادحة.
بعد تلك التحذيرات، أعلنت بورصة إسطنبول ظهر يوم الأربعاء، 8 فبراير/شباط، أنها أوقفت مؤقتاً التعاملات في أسهم العديد من الشركات في منطقة الزلزال، رغم أنه من المتوقع استئناف التداول في وقت لاحق اليوم.
وفي 6 فبراير/شباط الجاري، ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا زلزال بقوة 7.7 درجة، وأعقبه آخر بقوة 7.6 درجة وآلاف الهزات الارتدادية العنيفة، ما أودى بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص، وخلَّف دماراً مادياً ضخماً في البلدين.