تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأربعاء 22 فبراير/ شباط 2023، "بالدفاع عن كل شبر من حلف شمال الأطلسي"؛ لطمأنة الحلفاء بالجناح الشرقي لأوروبا، ووصف تعليق روسيا معاهدة تاريخية للحد من الأسلحة النووية بأنه "خطأ فادح".
جاءت تصريحات بايدن، خلال محادثات مع دول شرق أوروبا الأعضاء في حلف شمال الأطلسي بالعاصمة البولندية وارسو، بعد يومين من زيارة مفاجئة لكييف قبل الذكرى السنوية الأولى لغزو روسيا لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022.
وخلال فترة تشهد أسوأ تصاعد للتوتر بين روسيا والغرب منذ الحرب الباردة قبل ثلاثة عقود، ألقى بايدن خطاباً أمام الآلاف في وسط وارسو أمس الثلاثاء، وقال إنه يجب مواجهة "المستبدين" من أمثال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
قبل ذلك بساعات، ألقى بوتين خطاباً مطولاً مليئاً بالانتقادات للقوى الغربية التي ألقى عليها مسؤولية اندلاع الحرب في أوكرانيا.
وقال بايدن إن الغرب لم يتآمر مطلقاً لمهاجمة روسيا وإن الغزو كان اختيار بوتين.
كما علق بوتين مشاركة بلاده في معاهدة نيو ستارت التي أبرمت في 2010 للحد من عدد الرؤوس النووية الاستراتيجية التي يمكن لروسيا والولايات المتحدة نشرها، وحذَّر من أن موسكو بوسعها استئناف إجراء اختبارات نووية.
ورداً على سؤال عن قرار بوتين، قال بايدن، لدى توجهه للاجتماع مع الحلفاء في شرق أوروبا فيما يعرف بمجموعة بوخارست تسعة: "ارتكب (الرئيس الروسي) خطأً فادحاً".
أضاف بايدن: "التزام الولايات المتحدة تجاه حلف شمال الأطلسي… واضح تماماً. المادة الخامسة التزام مقدس تعهدت به الولايات المتحدة. سندافع عن كل شبر من حلف شمال الأطلسي".
وتنص المادة الخامسة على أن أي هجوم على أي عضو في الحلف يتم التعامل معه على أنه هجوم على الجميع يتطلب رداً مشتركاً.
اجتماع مجموعة بوخارست
وفي وقت سابق من الأربعاء، اجتمع بايدن مع موظفين من السفارة الأمريكية في وارسو قبل اجتماع زعماء مجموعة بوخارست، وهي دول الجناح الشرقي في حلف شمال الأطلسي مثل بولندا وبلغاريا وليتوانيا التي انضمت للتكتل الدفاعي الغربي بعد أن ظلت خاضعة لهيمنة الاتحاد السوفييتي إبان الحرب الباردة.
ومعظم هذه الدول من بين أقوى المؤيدين للمساعدات العسكرية لأوكرانيا، ودعا مسؤولون من دول في المجموعة إلى موارد إضافية مثل أنظمة الدفاع الجوي.
وفي بداية الاجتماع أعاد بايدن تأكيد التزام الولايات المتحدة بأمن هذه الدول.
وقال بايدن: "أنتم خط المواجهة في دفاعنا الجماعي باعتباركم الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي"، كما أضاف: "تعرفون أفضل من أي أحد آخر، ما هو على المحك في هذا الصراع. ليس فقط لأوكرانيا، لكن من أجل حرية الديمقراطيات في أنحاء أوروبا وفي أنحاء العالم".
يقول الكرملين إنه يعتبر حلف شمال الأطلسي، الذي قد يتوسع قريباً ليشمل السويد وفنلندا، تهديداً وجودياً لروسيا.
وفي بيان مشترك بعد الاجتماع، قالت مجموعة بوخارست تسعة إنها ملتزمة بزيادة الوجود العسكري لحلف الأطلسي على أراضيها لردع موسكو. وأضافت أن "روسيا هي التهديد الأهم والمباشر لأمن الحلفاء".
وفي واشنطن قال بيان للبيت الأبيض بشأن المحادثات، إن الولايات المتحدة ومجموعة بوخارست تسعة "أكدت الدعم الثابت لأوكرانيا وشددت على الالتزام المشترك بالوقوف مع الشعب الأوكراني".