يستعد الرئيس الصيني شي جين بينغ لزيارة موسكو لعقد قمة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في غضون شهور، بحسب ما نقلته صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، اليوم الثلاثاء 21 فبراير/شباط 2023، عن مصادر مطلعة لم تسمها.
الصحيفة الأمريكية قالت إن اجتماع شي مع بوتين سيكون في إطار مسعى لعقد محادثات سلام متعددة الأطراف، وسيسمح للصين بتكرار دعواتها لعدم استخدام الأسلحة النووية.
وأشارت الصحيفة إلى أن بكين تريد لعب دور أكثر نشاطاً في إنهاء الصراع في أوكرانيا، موضحة أن الاجتماع بين الرئيس الصيني ونظيره الروسي "سيعطي دفعة لمحادثات السلام المتعددة الأطراف".
وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد يجتمع مع رئيس لجنة الشؤون الخارجية باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وانغ يي.
شراكة استراتيجية
في غضون ذلك، صرح سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، الثلاثاء، بأن المسار نحو تطوير شراكة استراتيجية مع الصين يمثل أولوية غير مشروطة في السياسة الخارجية لروسيا.
وقال باتروشيف في اجتماع مع رئيس لجنة الشؤون الخارجية في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، وانغ يي: "إن المسار نحو تطوير شراكة استراتيجية مع الصين هو أولوية غير مشروطة في السياسة الخارجية لروسيا".
كما أضاف: "الغرب الجماعي يعمل ضد روسيا والصين، وكذلك ضد الدول النامية، وفي هذا الصدد، فإن تعميق التنسيق الروسي الصيني له أهمية خاصة"، بحسب وكالة سبوتنيك الروسية.
تحذيرات واشنطن من دعم بكين لموسكو
وتنذر التحذيرات الأمريكية الأخيرة للصين بشأن تقديم المساعدة العسكرية لروسيا في حربها ضد أوكرانيا بحدوث "صراع عالمي"، وفق تحليل لصحيفة واشنطن بوست سلط الضوء على مدى تأزم العلاقات الأمريكية الصينية، واستراتيجية واشنطن لثنيها عن الانخراط في حرب أوكرانيا، بعدما التزمت الحياد العسكري منذ بدء الغزو.
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، صرح في مناسبات عدة، خلال الأيام الماضية، أن الصين تدرس مسألة تزويد روسيا بأسلحة.
إذ قال مسؤولون أمريكيون لشبكة "سي إن إن"، السبت، إن الولايات المتحدة رصدت مؤخراً توجهات "مزعجة" تشير إلى أن بكين تريد "التسلل إلى خط" تقديم المساعدة العسكرية الفتاكة إلى موسكو.
ولم يوضح المسؤولون بالتفصيل ما وجدته الولايات المتحدة من معلومات استخباراتية تشير إلى حدوث تحول أخير في موقف الصين، لكنهم قالوا إن المسؤولين قلقون بدرجة كافية؛ لدرجة أنهم تبادلوا هذه المعلومات الاستخباراتية مع الحلفاء والشركاء خلال مؤتمر ميونيخ للأمن.
وقال مسؤولون إن بلينكن أثار القضية عندما التقى نظيره الصيني، وانغ يي، السبت، على هامش المؤتمر.
وكان الوزير أكد أنه "تقاسم هذه المخاوف" مع وانغ، غير أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ وينبين، وصف، الإثنين، الاتهامات الأمريكية بأنها "معلومات زائفة".
ونفى أن تكون بكين تعتزم إمداد روسيا بأسلحة لدعمها في حربها ضد أوكرانيا، متهماً واشنطن بـ"صب الزيت على النار" بتوجيهها مثل هذه الاتهامات، مكرراً الدعوة لدعم مقترح صيني من أجل إنهاء الحرب.