عبرت الصين، الثلاثاء 21 فبراير/شباط 2023، عن "قلقها للغاية" بسبب الحرب في أوكرانيا، معلنة أنها ستقدم اقتراحاً هذا الأسبوع للتوصل إلى "حل سياسي" ينهي الحرب المستمرة منذ نحو عام، فيما دعت دولاً معينة إلى التوقف عن "تأجيج النار".
ورفضت بكين اتهامها بأنها قد تتصرف ضد تايوان كما فعلت روسيا مع أوكرانيا، كما طالبت وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية المجتمع الدولي بوقف "إثارة الضجة" بما يتعلق بمخاوف إرسالها أسلحة إلى موسكو أو بشأن هجوم محتمل منها على تايوان.
وزير الخارجية الصيني، تشين غانغ، قال إن بكين ستعمل على "تعزيز حوار السلام". وأضاف خلال مؤتمر: "سنعمل مع المجتمع الدولي من أجل تعزيز الحوار والتشاور، ومواجهة مخاوف كل الأطراف، والسعي لتحقيق الأمن المشترك". كما أشار إلى أن الصين ستنشر اقتراحاً هذا الأسبوع يهدف إلى إيجاد "حل سياسي" للأزمة الأوكرانية.
مبادرة الصين للأمن العالمي
كما أصدرت الصين رؤيتها بشأن (مبادرة الأمن العالمي)، الاقتراح الأمني الرئيسي الذي يتبناه الرئيس شي جين بينغ، ويهدف إلى دعم مبدأ "الأمن غير القابل للتجزئة"، وهو مفهوم أيدته روسيا وأفادت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) بأن الرؤية، التي اقترحها شي لأول مرة، في أبريل/نيسان من العام الماضي، تحدد المفاهيم والمبادئ الأساسية للأمن والسلم الدوليين.
كان وانغ يي، كبير الدبلوماسيين الصينيين، دعا أمس الإثنين، إلى تسوية عبر التفاوض للحرب الأوكرانية خلال توقفه في المجر قبل زيارة موسكو في اليوم نفسه، قام الرئيس الأمريكي جو بايدن بزيارة مفاجئة إلى كييف تعبيراً عن التضامن ووعد بتقديم مساعدات عسكرية حجمها 500 مليون دولار لأوكرانيا، وبكشف النقاب عن عقوبات إضافية على النخب الروسية هذا الأسبوع.
ومن المتوقع أن يلقي شي "خطاب السلام" هذا الأسبوع في ذكرى غزو أوكرانيا، في 24 فبراير/شباط.
بكين تتهم دولاً بـ "صب الزيت على النار"
وقال في أعقاب مزاعم أمريكية بأن بكين ربما تفكر في إرسال أسلحة إلى موسكو: "نحث الدول المعنية على التوقف عن صب الوقود على النار بأسرع ما يمكن، والتوقف عن إلقاء اللوم على الصين".
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اتهم بكين بأنها تفكر بتزويد روسيا بأسلحة لمساعدتها في غزوها لجارتها أوكرانيا، وعلى إثر تصريح بلينكن، حذر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، من أن إقدام الصين على خطوة كهذه "سيشكل بالنسبة لنا خطاً أحمر" في العلاقة بين بروكسل وبكين.
وفيما يتعلق بجزيرة تايوان التي تقول الصين إنها جزء من أراضيها، طالب تشين الدول بـ"التوقف عن إثارة الضجة من خلال ما يجري تداوله من قبيل (أوكرانيا اليوم، وغداً تايوان)"
ولا تزال بكين حليفاً مهماً لموسكو، ومع اقتراب الذكرى السنوية للحرب لم تستنكر الهجوم الروسي على أوكرانيا الذي بدأ قبل نحو عام.
وقال وانغ يي كبير الدبلوماسيين الصينيين في مؤتمر ميونيخ للأمن، إن بكين تعارض الهجمات على محطات الطاقة النووية في أوكرانيا، وكذلك استخدام الأسلحة البيوكيميائية، ومستعدة للعمل مع "جميع الأطراف".