تشارك شركات الأسلحة الروسية بنشاط في معرض أسلحة مُقام في الإمارات رغم العقوبات الدولية المفروضة عليها، وذلك لبيع أسلحة قال حليف بارز لفلاديمير بوتين إنها اختُبرت في غزو الكرملين لأوكرانيا.
وكالة Bloomberg الأمريكية أفادت بأن الشركات الروسية عرضت 200 سلاح روسي من بينها دبابات وأنظمة دفاع جوي وذخيرة يوم الإثنين 20 فبراير/شباط 2023 في معرض آيدكس IDEX في أبوظبي، أكبر معرض للأسلحة والأمن في المنطقة.
فيما قال سيرجي تشيميزوف، رئيس مؤسسة روستيخ، قبل افتتاح المعرض، وفقاً للخدمة الصحفية للشركة: "معظم المنتجات المعروضة اختُبرت فعلاً في ظروف قتالية حقيقية. وهذه واحدة من مزايا الأسلحة الروسية التي تتفوق بها على منافساتها".
وقد فرضت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على شركات إنتاج الأسلحة الروسية رداً على حرب أوكرانيا التي ستكمل عام هذا الأسبوع دون أي مؤشر على نهاية لإراقة الدماء فيما تسعى الإمارات، المركز الرئيسي للتجارة والتصدير في الشرق الأوسط، إلى بناء صناعة أسلحة، مثل القوى الإقليمية الأخرى مثل السعودية، وقد تبنت موقفاً متحفظاً من الغزو وتحافظ على علاقات سياسية وتجارية وثيقة مع روسيا.
وحذر بعض المسؤولين الأمريكيين من مخاطر استغلال الروس للدولة الشرق أوسطية للتهرب من العقوبات، فيما أكد المسؤولون في الإمارات أن الدولة مستقلة وتتبع القانون الدولي ولكنها غير ملزمة بمراعاة العقوبات التي تفرضها السلطات القضائية الفردية؛ مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. وتقول الإمارات أيضاً إنها تتعامل مع دورها في حماية سلامة النظام المالي العالمي بجدية بالغة.
كما حضر نائب رئيس الوزراء الروسي دينيس مانتوروف، الذي فرضت عليه عقوبات دولية، المعرض وأشاد بزيادة حجم التجارة بين روسيا والإمارات بنسبة 68% إلى 9 مليارات دولار عام 2022، وفقاً لوكالة Tass الإخبارية الحكومية. وعيّن بوتين مانتوروف مسؤولاً عن الإنتاج العسكري في يوليو/تموز لتعزيز الإمدادات للقوات الروسية مع تعثر الغزو.
على أنه، خلافاً للسنوات السابقة، لم يدرج المنظمون الشركات الروسية في القاعة الرئيسية لمعرض آيدكس، وإنما خصصوا لها جناحاً منفصلاً عن الشركات الأخرى إلى جانب الشركة الحكومية الروسية Rosoboronexport.
روسيا تتوجه شرقاً بعد العقوبات الأمريكية
يُذكر أن العقوبات الغربية الواسعة استهدفت عدداً من البنوك الروسية، وأثرت العقوبات على قيمة الروبل التي انخفضت، كما أثارت مخاوف الروس من عواقب اقتصادية أشد قسوة عليهم وبعد فرض العقوبات الأمريكية على روسيا، بدأ أثرياء موسكو في التوجه شرقاً، هرباً من العقوبات التي فرضتها دول غربية، خاصة إلى الإمارات.
موقع Middle East Eye البريطاني، قال في وقت سابق، إن العقوبات غير المسبوقة التي فرضتها أمريكا وحلفاؤها على روسيا، أدت إلى عزل موسكو فعلياً عن الاقتصاد العالمي، واندفع عامة الشعب الروسي إلى سحب مدخراتهم من البنوك، وتحويل أموالهم من الروبل إلى عملة أجنبية.
بالموازاة مع ذلك، ولكي تحمي روسيا احتياطياتها، سنَّت ضوابط على رأس المال، ومنعت المواطنين من مغادرة البلاد وهم يحملون أكثر من 10 آلاف دولار من العملات الأجنبية.
هذا الوضع الاقتصادي المتدهور والشائعات المنتشرة حول احتمال فرض موسكو للأحكام العرفية، دفع العديد من الروس بالفعل إلى الفرار إلى الدول المجاورة مثل: فنلندا وجورجيا وأرمينيا.
كذلك توجه أثرياء روس إلى الإمارات، فكثيراً ما تُصور دبي نفسها بأنها الملاذ الآمن في أوقات الاضطرابات، و90% من سكانها مواطنون أجانب، وقد اجتذبت في الماضي العائلات الثرية وأصحاب الأعمال الفارين من الحروب في سوريا والعراق ولبنان.
بحسب الموقع البريطاني، فإن المتحدثين بالروسية يمثلون جزءاً صغيراً، ولكن مميزاً في الإمارات، ويبلغ عددهم حوالي 100 ألف، منهم 40 ألف روسي و15 ألف أوكراني.
فيما حذر مسؤول أمريكي خلال جولة له في دول الشرق الأوسط الشرق الأوسط وشركاتها من فقدان الوصول إلى الأسواق الأمريكية، إذا تعاملت مع كيانات خاضعة للقيود الأمريكية، في إشارة منه إلى روسيا؛ إذ تتخذ واشنطن إجراءات صارمة في مواجهة المحاولات الروسية للتهرب من العقوبات المفروضة عليها بسبب حربها في أوكرانيا.