أظهرت لقطات فيديو رجال شرطة صينيين يتشحون بالسواد، ويتدربون على مناورةٍ لتطويق شخصٍ واحد يرفع ورقةً بيضاء، التي أصبحت رمزاً للاحتجاجات المناهضة للإغلاق، والتي ضربت عدة مدن صينية كبرى أواخر العام الماضي، وكذلك المظاهرات ضد القوانين الأمنية المفروضة على هونغ كونغ عام 2020، حسب ما نشرته صحيفة The Guardian الأمريكية.
وحمل الورق الأبيض أصبح رمزيةً تُلمح إلى الرقابة المتفشية في البلاد، لأن المحتجين في الصين لا يمكنهم كتابة العبارات على لافتات الاحتجاج، مخافة التعرض للاعتقال.
ويبدو أن المناورة جرت في ميدان عام؛ حيث توقف أفراد من العامة لمشاهدة الضباط وهم يندفعون إلى الأمام في أزواج، من أجل تطويق نموذج المتظاهر بلافتات زرقاء كبيرة، ليختفي عن الأنظار تماماً. ثم يتفرّق حملة اللافتات بعدها ليظهر المتظاهر ثانيةً، بينما يمسك به شرطي من كل جانب، دون أي ورقٍ أبيض في المشهد.
فيما لم تتحقق صحيفة The Guardian البريطانية من صحة الفيديو، أو تتوثّق من موقع تصويره، بشكلٍ مستقل. لكن الشعار الموجود على اللافتات يطابق شعار الشرطة في بر الصين الرئيسي، بينما ارتدى أحد الضباط المراقبين قميصاً أزرق اللون يطابق زي الشرطة التقليدي.
ونشر مقطع الفيديو على تويتر حسابٌ يدعى "Mr Li is not your teacher" ويديره رجل ملقب باسم "لي"، وهو فنانٌ صيني مقيم في إيطاليا. واشتهر حساب لي على تويتر أثناء احتجاجات العام الماضي، بعد أن بدأ في مشاركة مقاطع فيديو وصور المظاهرات، التي تعرضت للحجب على الشبكات الاجتماعية الصينية، أو التي خشي الناس نشرها بأنفسهم، مخافة التداعيات المحتملة من جانب السلطات.
وأثارت السياسة الصارمة لمكافحة وباء كوفيد-19 استياء متزايداً في الصين وجرت مظاهرات متفرقة تخللت بعضها أعمال عنف في عدد من المدن، بما في ذلك في أكبر مصنع لهواتف آيفون في العالم يقع في وسط مدينة تشنغتشو، وتملكه شركة "فوكسكون" التايوانية العملاقة.
ورغم أن اللقاحات العديدة المتاحة وخلافاً للدول الأخرى في العالم، ما زالت الصين تفرض إجراءات عزل فور ظهور إصابات بما فيها حجر على الذين تثبت إصابتهم بالمرض في مراكز، واختبارات "بي سي آر" شبه يومية للدخول إلى الأماكن العامة.