فجّرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الخميس 16 فبراير/شباط 2023، منزل الشهيد محمد الجعبري، منفذ عملية "كريات أربع"، في مدينة الخليل، في حين حذَّر رونين بار، رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية الداخلية (الشاباك)، وزيرَ الأمن القومي إيتمار بن غفير، بأن سياسته في مدينة القدس المحتلة يمكن أن تفجر الأوضاع الأمنية.
وبحسب وسائل إعلام فلسطينية، فإن قوات الاحتلال اقتحمت مدينة الخليل، في وقت متأخر من ليل الأربعاء/الخميس، وأجبرت أصحاب المنازل المحيطة بمنزل الشهيد على الخروج منها.
وفرضت قوات الاحتلال حصاراً مُحكماً على منطقة بين عينون بالمدينة، وشرعت وحدات الهندسة في جيش الاحتلال بوضع المتفجرات داخل منزل الشهيد الجعبري، قبل أن تقوم بعد ساعات بتفجيره.
وبالتزامن مع تفجير المنزل، أطلق مستوطنو "كريات أربع" المفرقعات النارية احتفاءً وابتهاجاً بتفجير المنزل.
ووافقت محكمة الاحتلال، في 5 فبراير/شباط الحالي، على هدم منزل الشهيد الجعبري، في المنطقة الجنوبية من مدينة الخليل، بعد رفضها اعتراضاً من العائلة بخصوص هدم المنزل.
ونفّذ الشهيد الجعبري عمليةَ إطلاق نارٍ، في 29 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في مستوطنة "كريات أربع" بالخليل، وأسفرت عن مقتل مستوطن وإصابة 5 آخرين.
تحذيرات لـ"إيتمار بن غفير"
في السياق ذاته، وجَّه رئيس الشاباك الإسرائيلي، رونين بار، تحذيراً شديد اللهجة إلى وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، بأن تصرفاته ستقود إلى مواجهة عسكرية في منطقة القدس.
وذكرت القناة الـ"13″ الإسرائيلية، أن بار اتصل هاتفياً، الأربعاء 15 فبراير/شباط، مع بن غفير، بموافقة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، حيث أوضح بار لبن غفير أن تصرفاته وتصريحاته النارية ستتسبب بمواجهة عسكرية في المنطقة، داعياً إياه لتهدئة الأوضاع في القدس، وخاصةً عمليات الشرطة هناك وهدم المنازل، قائلاً: "تصرفاتك تُسمم الأجواء، ومن شأنها التسبب باشتعال واسع للأوضاع الأمنية".
في المقابل، ردَّ بن غفير على تحذيرات بار قائلاً: "لقد جرَّبنا أساليبكم، ولكنها لم تجلب لنا الأمن".
وواصل بار تحذيراته قائلاً لبن غفير: "تصرفاتك تخلق شعوراً بالعداء تجاه الفلسطينيين ككل، وهذا يُسمّم الأجواء في القدس، ومن شأنه التسبب باشتعال واسع للأوضاع الأمنية في هذا التوقيت الحساس".
ولفتت القناة الإسرائيلية أن الاتصال كان خارجاً عن المألوف، حيث لم تجرِ العادة بأن يتصل مسؤول الشاباك بوزير الأمن الداخلي بسياقات كهذه، بينما نُقل عن جهات أمنية قولها إن التصعيد الأمني بات بديهياً، وإن جهود تهدئة الأوضاع قبيل رمضان لم تنجح حتى الآن، وإنه لا يوجد أمر واقع واضح في الأقصى، وتتعامل الجهات الأمنية بأن اشتعال الأوضاع قادم لا محالة.
حملات بن غفير على الفلسطينيين
يشن بن غفير أيضاً حملة على الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية، وردّ المعتقلون الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية، الأربعاء، بتنفيذ "عصيان"؛ احتجاجاً على اتخاذ إجراءات تهدف إلى التضييق عليهم.
وفي بيان مشترك، صادر عن نادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي)، وهيئة شؤون الأسرى التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، جاء أن "الأسرى ينفّذون اليوم الأربعاء (أمس)، خطوات عصيان جماعية ضد إدارة السجون، رداً على إعلانها البدء في تطبيق الإجراءات التي أوصى بها وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير".
وستكون خطوات العصيان "مفتوحة حتى التاريخ المحدد لخطوة الإضراب عن الطعام، المقرر في الأول من رمضان المقبل"، وفق المصدر نفسه.