أشادت السفيرة التركية لدى الكويت طوبى نور سونمز، بكرم الشعب الكويتي ومحبته للشعب التركي، مشيرة إلى أن ذلك تجلى مرة أخرى من خلال وقوفهم بجانب تركيا خلال كارثة الزلزال، في حين توجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالشكر لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على إرسال 10 آلاف منزل متنقل.
وخلال تفقدها المناطق المنكوبة جنوبي تركيا، برفقة وزيرة الشؤون الاجتماعية الكويتية مي البغلي، الثلاثاء 14 فبراير/شباط 2023، قالت السفيرة التركية إن الشعب والحكومة الكويتيين أعربا عن وقوفهما بجانب تركيا منذ لحظة الزلزال، حيث قدما الدعم مادياً ومعنوياً من خلال الأدعية والتصريحات والرسائل، بحسب الأناضول.
أضافت: "شعرنا بذلك عن كثب في السفارة التركية في الكويت، وكمثال على ذلك تم إطلاق حملة بعنوان "الكويت بجانبكم"، حيث تم جمع 70 مليون دولار خلال 12 ساعة فقط"، مشيرة إلى أن السفارة تولت مهمة تنسيق إيصال المساعدات العينية.
وأوضحت سونمز أنه انطلقت قبل يومين طائرة شحن للخطوط التركية من الكويت إلى تركيا وعلى متنها 60 ألف طن من المساعدات من بينها 1000 خيمة، مؤكدة أنه كان للسيدة وزيرة الشؤون الاجتماعية الكويتية دور كبير في ذلك، حيث اصطحبت معها اليوم لدى قدومها إلى تركيا طائرة شحن عسكرية مليئة بالمساعدات.
السفيرة التركية أفادت أن الكويت أنشأت جسراً جوياً إلى تركيا منذ ثاني أيام الزلزال، حيث أرسل الإطفاء الكويتي فريق بحث وإنقاذ مكوناً من 46 خبيراً برفقة 6 عربات، وطائرتين عسكريتين، معربة عن بالغ امتنانها "لأصدقائنا الذين وقفوا بجانبنا في الأوقات العصيبة واللحظات الأليمة، الشعب الكويتي ودولة الكويت على حد سواء".
وفجر 6 فبراير/شباط الجاري، ضرب زلزال جنوبي تركيا وشمالي سوريا بلغت قوته 7.7 درجة، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجة ومئات الهزات الارتدادية العنيفة، ما خلف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين.
10 آلاف منزل متنقل من قطر
من جانبه، أشاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعزم قطر إرسال 10 آلاف حاوية كمنازل متنقلة لصالح المتضررين من الزلزال في تركيا، مشيراً إلى أنها "حديثة وتم إنشاؤها خلال كأس العالم في قطر 2022″، فيما توجه أردوغان بالشكر لأمير قطر على تلك الحملة.
يأتي ذلك، بينما قال مستشار وزير الخارجية القطري والمتحدث باسم الوزارة ماجد الأنصاري، الثلاثاء، إن بلاده "وضعت كل إمكانياتها تحت تصرف الأشقاء في تركيا لدعمهم في ظل كارثة الزلزال المدمر"، مشدداً على أن العالم أمام "كارثة إنسانية كبرى في تركيا وسوريا وهي بمثابة اختبار حقيقي للإنسانية جمعاء"، خلال لقاء مع الأناضول.
وأوضح الأنصاري أن "أولويات الدعم في الوقت الحالي تم تحديدها من قبل الجانب التركي، وهو دعم جهود البحث والإنقاذ وتقديم الإغاثة العاجلة للمتضررين".
وشدد على أن "الدور القطري سيستمر خلال المراحل المختلفة لهذه الأزمة طالما وجدت الحاجة.. العالم الآن أمام كارثة إنسانية كبرى في تركيا وسوريا وهي بمثابة اختبار حقيقي للإنسانية جمعاء".
تبرعات الخليج تحقق رقماً قياسياً
في سياق متصل، أشار تقرير لوكالة الأناضول، الثلاثاء، إلى أن دول الخليج العربية الست قدمت نحو 385 مليون دولار تبرعات ومساعدات مالية رسمية وشعبية على مدى أسبوع، في حصيلة أولية لمساندة تركيا وسوريا على تجاوز آثار الزلزال المدمر.
ففي السعودية وعبر منصة "ساهم" الحكومية، ارتفع عدد المشاركين في الحملة إلى مليون و609 آلاف متبرع في سابع أيامها، بحصيلة أولية تجاوزت 355 مليوناً و774 ألفاً (94.8 مليون دولار) وذلك حتى الساعة 11:50 (بالتوقيت المحلي) مساء الثلاثاء.
وفي قطر، أطلقت هيئة تنظيم الأعمال الخيرية والمؤسسة القطرية للإعلام بالتعاون مع المؤسسات الخيرية في البلاد (قطر الخيرية والهلال الأحمر) حملة "سند وعون" لمصلحة متضرري الزلزال في تركيا وسوريا. وفي يومها الأول (10 فبراير/شباط)، بلغ حجم التبرعات لحملة "سند وعنون" نحو 168 مليون ريال قطري (46 مليون دولار) بينها 50 مليوناً (14 مليون دولار) من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وفي الإمارات، فور الزلزال؛ أمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات بتقديم 100 مليون دولار لإغاثة المتضررين من الزلزال مناصفة بين تركيا وسوريا. كما وجه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات بتسيير مساعدات إنسانية عاجلة للشعب السوري بقيمة 50 مليون درهم (13.6 مليون دولار).
وفي الكويت، أعلن مجلس الوزراء الكويتي في 9 فبراير/شباط، التبرع بمبلغ 30 مليون دولار لدعم تركيا وسوريا (مناصفة) لتخفيف المعاناة الإنسانية عن المتضررين من الزلزال.
وفي 11 فبراير/شباط، أطلقت وزارات بينها وزارة الشؤون الاجتماعية، حملة تبرعات لمدة يوم واحد بعنوان "الكويت بجانبكم" لإغاثة متضرري زلزال تركيا وسوريا. وأسفرت الحملة في حصيلتها النهائية عن تحقيق أكثر من 20.7 مليون دينار (67.7 مليون دولار) بمشاركة "ما يزيد عن 129 ألف متبرع".
أما البحرين، فأعلنت في 9 فبراير/شباط "تدشين التبرع في الحملة الوطنية لدعم ضحايا الزلزال في تركيا وسوريا". وقبلها بيوم، وجه الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب، دعوة إلى التبرع ضمن الحملة، بينما لم تصدر أي بيانات بالحصيلة الأولية للحملة حتى ساعة نشر التقرير.
وفي سلطنة عمان، أعلنت الجمعية العمانية للأعمال الخيرية في 7 فبراير/شباط، فتح أبواب التبرع لإغاثة المتضررين من زلزال تركيا وسوريا، ونشرت الهيئة عبر حسابها بتويتر، التفاعل الواسع الرسمي بتسيير جسر مساعدات جوي لتركيا وسوريا، فضلاً عن تبرعات مالية لشركات، مؤكدة "نجاح حملة التبرع"، دون ذكر أرقام محددة أو موعد انتهائها.