قالت منظمة بلجيكية مهتمة بتدريب الحيوانات، الجمعة 10 فبراير/شباط 2023، إن الفئران لم تشارك بعد في إنقاذ عالقين تحت الأنقاض بتركيا، إثر الزلزال الذي ضرب البلاد الإثنين 6 فبراير/شباط 2023، وتسبب في قتل الآلاف وتشريد عشرات الآلاف، مشيرة إلى أن عملية تدريب الفئران لأداء هذه المهمة "لم تكتمل بعد".
المنظمة البلجيكية التي تدعى APOPO، وهي منظمة غير ربحية تهتم بتدريب الحيوانات، لإنقاذ الأرواح، تعمل على مشروع الآن وهو تجهيز الفئران بحقائب ظهر صغيرة متخصصة؛ لمساعدة طواقم الطوارئ في البحث عن ناجين في حالة انهيار المباني.
منظمة بلجيكية تتحدث عن تدريب الفئران
من جانبه يقول ساندر فيرديسن، مهندس كهربائي يعمل مع منظمة "Apopo": "يمكنهم التعمق في الأنقاض، واختراق الأماكن التي قد لا تتمكن الكلاب من الذهاب إليها". تعمل المنظمة مع الفئران لأكثر من عقد من الزمان للكشف عن الألغام الأرضية في إفريقيا، بالاعتماد على حاسة الشم غير العادية للفئران. قبل عدة سنوات، تواصلت GEA، وهي منظمة إنسانية تركية، مع المجموعة لاقتراح تدريب الفئران للعمل أيضاً في مهام البحث والإنقاذ، وذلك حسبما نشر موقع fastcompany في تقرير له الجمعة 10 فبراير/شباط 2023.
أثناء التدرب على الكوارث المستقبلية، ترتدي الفئران حقيبة ظهر بها كاميرا صغيرة يمكنها إرسال فيديو إلى هاتف المنقذ بالخارج. كما أن لديها ميكروفوناً ثنائي الاتجاه، مما يتيح لفريق الإنقاذ التحدث إلى الضحية. يقول فيرديسن، الذي بدأ في تصميم حقيبة الظهر كطالب بجامعة أيندهوفن للتكنولوجيا في هولندا: "لا يمكننا تعليم الفئران التحدث، لذلك نحن بحاجة إلى طريقة ما للتواصل مع أي ناجين تحت الأنقاض".
لكن رغم أهمية المشروع، واستمرارهم في العمل عليه منذ شهور، فإنه قال وفق تصريحات نقلها تقرير newsweek الأمريكية حول القضية نفسها، إنهم رغم التدريبات المكثفة وإنهم كانوا قد خططوا للذهاب إلى تركيا من أجل التدريب واختبار عمل الفئران، إذ إن تركيا دولة تواجه الزلازل بشكل كبير، فإنهم قرروا عدم الذهاب إلى تركيا، لأن الفئران ليست مستعدة بشكل كافٍ للعمل، في ظل الكارثة الحالية. وأضاف فيرديسن: "لا نريد أن نذهب إلى هناك؛ فنحن غير مستعدين وربما نتسبب في مزيد من المشكلات.. ولكن نأمل أن نكون هناك في المرحلة التالية".
في المقابل وحسبما نقلت دونا كين، عالمة الأبحاث السلوكية وقائدة المشروع، في تصريحات لشبكة CNN نقلها تقرير "نيوزويك": "عادةً ما تكون الجرذان فضولية للغاية وترغب في الاستكشاف، وهذا هو مفتاح البحث والإنقاذ"، وأضافت: "الفئران ليست جاهزة للنشر في المباني المنهارة حتى الآن، لكن يتم تدريبها حالياً في منطقة محاكاة الكوارث، خلال جلساتٍ مدتها 15 دقيقة خمسة أيام في الأسبوع، تمر بحركات إنقاذ حقيقية".