تواجه المستشفيات في شمال غرب سوريا ضغوطاً كبيرة جراء الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة، مطلع الأسبوع الماضي، لاسيما مع غياب الموارد والمعدات اللازمة لعلاج الإصابات الخطيرة التي يتعرض لها الناجون.
ونقل موقع Middle East Eye البريطاني، الأحد 12 فبراير/شباط 2013، عن الدكتور أحمد غندور، مدير مستشفى الرحمة في مدينة دركوش بمحافظة إدلب قوله: "أمضينا الأيام الخمسة الماضية في العمل لساعات طويلة دون نوم أو راحة لننقذ الجرحى".
غندور أضاف أن مستشفاه يستقبل أعداداً مهولة من القتلى والجرحى، لدرجة أن العدد المحدود من الأطباء والممرضين يضطرون إلى اتخاذ قرارات صعبة في تحديد المرضى الأولى بالعلاج بسبب نقص الموارد.
وتابع عندور: "إنه في حين كانت الأولوية لكسور الذراعين أو الساقين أو الجروح الملتهبة، فستتحول في الأيام المقبلة على الأرجح إلى الأمراض التي تنقلها المياه مثل الكوليرا، وارتفاع في حالات كوفيد-19 وحالات انخفاض حرارة الجسم أو قضمة الصقيع".
الأوضاع أسوأ من الحرب
في السياق ذاته، قال غندور إن الأوضاع التي أعقبت الزلزال هي أسوأ أوضاع رآها منذ بداية الحرب، وإن عدد القتلى سيستمر في الارتفاع ما لم تسرع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي في إيصال المساعدات، مشيراً إلى أن فشل المجتمع الدولي في مساعدتهم في عمليات الإجلاء والمساعدات يزيد حجم المأساة التي يعيشونها.
وفي وقت سابق، اعترف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بمدى سوء الأوضاع، وتعهد الأسبوع الماضي بإرسال "مزيد من المساعدات، ولكن من الضروري توفير المزيد والمزيد منها".
من جانبه، قال هيثم دياب، رئيس قسم التمريض في مستشفى الشفاء بمحافظة إدلب، إن فرصة النجاة تتضاءل أمام المصابين في هذه البرودة الشديدة ومحدودية المواد الغذائية والإمدادات الطبية.
وأضاف دياب: "حين كان نظام الأسد وحلفاؤه يقصفون المنطقة، كان المستشفى يستقبل بحد أقصى 15 إصابة، ونخصص عدداً لا بأس به من الأطباء والممرضين لكل مريض لتزويده بالعلاج اللازم"، مشيراً إلى أن العدد الهائل من الإصابات التي تأتي منذ وقوع الزلزال يضع ضغوطاً كبيرة على الطاقم الطبي.
الجمعة 10 فبراير/شباط، قالت حكومة نظام بشار الأسد إنها وافقت على إيصال مساعدات إنسانية إلى مناطق خارجة عن سيطرتها، بعد أن قالت وزارة الخزانة الأمريكية إنها أصدرت تصريحاً يسمح بتوفير المساعدات الإغاثية التي كانت محظورة بسبب العقوبات.
لكن خبراء يستبعدون أن توزع دمشق أية مساعدات تتلقاها توزيعاً عادلاً في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، لأن القوات الحكومية استهدفت غير مرة المدارس والمستشفيات والمخابز في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.
ورفض نظام بشار الأسد أيضاً السماح بسفر المساعدات مباشرة إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة. وأغلقت دمشق وموسكو أربع نقاط مساعدات عبر الحدود أنشأتها الأمم المتحدة عام 2014 تدريجياً، ولم تتركا سوى معبر باب الهوى الحدودي.
المستشفيات في حاجة ماسة إلى أدوية
من جهته، قال الدكتور شاكر الحميدو، مدير مستشفى باب الهوى، إن المستشفيات مثل مستشفاه في حاجة ماسة إلى الأدوية والمستلزمات الطبية، رغم استقبالها بعض المساعدات أخيراً.
وتابع: "فريق إدارتنا تواصل مع الجمعية الطبية السورية الأمريكية، وقدم طلباً عاجلاً للحصول على إمدادات طبية إضافية. وأخيراً استقبلنا بعضها وبدأنا في علاج بعض الجرحى".
كما أوضح أنه في الأسابيع المقبلة، مع تحول جهود الإنقاذ إلى مهمة انتشال الجثث، سيحتاج عدد لا يحصى من الناجين إلى أدوية ارتفاع ضغط الدم والسكري، والأدوية محدودة الإمدادات.