استقبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، إعلان المعارض المصري البارز ممدوح حمزة عودته إلى عاصمة بلاده القاهرة، بعد غياب دام نحو 3 سنوات، بردود فعل متباينة، فمنهم من هنأه بالعودة، فيما انتقد آخرون هذه الخطوة، متسائلين عن تفاصيل العودة مع النظام المصري، وما خطوة السلطات المقبلة بشأن المعارضين.
وعبر صفحته على فيسبوك، قام حمزة، مساء الأحد 12 فبراير/شباط 2023، ببث مباشر، قال فيه إنه وصل مطار القاهرة، معرباً عن تفاؤله بحدوث "انفراجة" في مصر، لاسيما بعد أن استقبله مسؤول أمني بالمطار، وأبلغه أن مصر ترحب بأولادها وتفتح لهم ذراعيها ليعودوا إلى بلادهم لتستفيد منهم.
وعقب انتشار الخبر، كتب المحامي المصري خالد علي، عبر حسابه بموقع تويتر: "الحمد لله وصول الدكتور ممدوح حمزة للقاهرة بعد أيام معدودة من صدور قرار المحكمة بإلغاء قرار (منع السفر وترقب الوصول) وهو الآن فى طريقه لمنزله. ربنا يرد كل غايب لأهله".
فيما رحب الدكتور طارق الزمر، الرئيس السابق لحزب البناء والتنمية المصري، بعودة حمزة إلى القاهرة، وقال: "حمداً لله على سلامة الوصول لأرض الوطن دكتور ممدوح حمزة، فأنت قامة علمية ووطنية تستحق الاحتفاء داخل مصر وخارجها بل وفي مناطق عديدة من العالم، نفع الله تعالى بكم مصر وشعبها".
في السياق ذاته، قال حسن ناصف الأكاديمي بجامعة القاهرة: "أسعدني جداً عودة الدكتور ممدوح حمزة إلى أرض الوطن. نرجو أن تكتمل هذه الخطوة الهامة بعودة كل المخلصين من المنافي، والإفراج عن كل المعتقلين ظلماً والسماح لكل الممنوعين من السفر والإفراج عن كل المتحفظ على أموالهم. آن الأوان فعلاً لفتح صفحة جديدة في كتاب الوطن".
إلى ذلك كتب الإعلامي المصري أحمد عطوان عبر تويتر: "سؤال البعض عن لماذا عاد ممدوح حمزة إلى مصر في غير محله، فكل مواطن له الحق في التنقل والسفر والعودة إلى وطنه متى شاء دون قيود، وعلى اللواء الذي استقبله مرحباً: "مصر ترحب بأبنائها المخلصين" إرسال رسالة سامسونج لموسى والباز وبكري والديهي لتعديل الوصف من: الخونة الإرهابيين إلى: المخلصين".
في المقابل، كتبت مغردة تدعى أحلام: "ممدوح حمزة شريك في الانقلاب وليس معارض… هو فقط أخذ هذا المكان لمّا شريكه غدر به ولم يحصل على ما وعده به… حكايه كلنا عاارفينها".
فيما كتب مغرد آخر: "طيب ممدوح حمزة رجع مصر وفيه كلام انهم حايفرجوا عن هشام جنينة أو أفرجوا عنه فعلاً، طب لسه مش فاهمين إيه اللي بيحصل وإيه سبب التغييرات دي وإيه السقف المسموح بيه، أيوة أيوة قلت لي سقف.. يعني سقف يسمح بيه النظام، حاتفضلوا كده شوية دلاديل يترمي لكم عضمة تجروا عليها".
وغرد راجي عبد الله: "السماح للمهندس ممدوح حمزة بالرجوع والإفراج عن هشام جنينه بدون تدويره بقضايا تاني أعتقد تدخل ضمن سياسة الباب الدوار التي يتبعها النظام فيخرج البعض ويسمح لآخرين بالعودة ويقبض على غيرهم وهكذا ولكنها ليست نهج سيتم اتباعه وإلا كان أفرج عن النساء عالأقل وهن كثيرات محبوسات".
ومنذ مغادرته مصر قبل 3 سنوات و4 أشهر، لم يعد حمزة وهو قيادي بارز في صفوف المعارضة من الخارج؛ بسبب إدراج اسمه على قوائم الترقب والوصول إثر إدانته غيابياً بحكم قضائي.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2020، قضت محكمة أمن الدولة (معنية بقضايا الأمن القومي) بحبس حمزة 6 أشهر غيابياً (كونه خارج البلاد) وإدراجه على قوائم الإرهاب إثر إدانته بـ"التحريض على العنف ونشر أخبار كاذبة".
وفي سبتمبر/أيلول 2021 أعلنت هيئة دفاع حمزة في بيان، أنه "تم قبول تظلم قضائي من نائب الحاكم العسكري وتقرر إلغاء الحكم وإعادة المحاكمة من جديد".
والخميس، أصدرت جهات التحقيق القضائية قراراً برفع اسم حمزة من قوائم الممنوعين من السفر وترقب الوصول، وفق ما ذكره إعلام محلي آنذاك.
وينتظر حمزة جلسة جديدة من جلسات إعادة محاكمته في 30 يونيو/حزيران المقبل.
وبخلاف حمزة من المعارضين بالخارج، عاد المخرج السينمائي خالد يوسف في مارس/آذار 2021 بعد نحو عامين من مغادرته إلى باريس إثر تحقيقات قضائية ضده، قبل أن يستقر بمصر ويتفرغ لعمله السينمائي.