اتهم مسؤول في العاصمة البلجيكية بروكسل موظفين إداريين في الاتحاد الأوروبي بتعاطي المخدرات غير المشروعة وتفضيل الكوكايين، مما أثار نزاعاً مع موظفي الاتحاد الأوروبي، حسبما أفادت صحيفة The Times البريطانية.
في اجتماع لإحدى النقابات العمالية، قال باسكال سميت، المسؤول عن السياسة الحضرية: "كثير من الأشخاص الذين يعملون في المؤسسات الأوروبية يتعاطون المخدرات".
ومزح قائلاً إن "منطقة اليورو" القريبة من محطة مترو شومان، كانت مرتعاً للاتجار في الكوكايين. وأضاف: "في شومان، يتاجرون في المخدرات… ولكن على الأرجح في النوع الأشد بياضاً قليلاً"، في إشارة إلى الكوكايين.
منطقة مثيرة للجدل
واندلع الجدل بعد معارضة النقابات التي تمثل موظفي المفوضية الأوروبية، لخطط نقل الموظفين إلى المنطقة الإدارية المجاورة لمحطة بروكسل الشمالية. وتجدر الإشارة إلى أن خطة النقل المقترحة جزء من خطة المدينة للتجديد الحضري.
كان مسؤولو الاتحاد الأوروبي غير سعداء بهذا المقترح، لأن "المنطقة الشمالية" متهالكة، ومعروفة بتعاطي المخدرات والاتجار فيها. وتضم منطقة "الأضواء الحمراء"، وهو مصطلح يشير إلى المناطق التي تنتشر فيها الدعارة، لكن سميت سخر من مخاوفهم، واتهم المسؤولين أنفسهم بتعاطي المخدرات.
من جانبه، يبدي مكتب المفوضية الأوروبية للبنية التحتية والخدمات اللوجستية في بروكسل قبولاً للخطة، التي تعد جزءاً رئيسياً من مشروعات إيجارية بالمنطقة.
منطقة مشبوهة
فيما اعترف قادة الشرطة والنائب العام للمدينة بأن المنطقة لديها "مجموعة متنوعة من المشكلات"، بدءاً من المهاجرين، ومروراً بـ"الأشخاص الذين يعانون من الإدمان والمشكلات الصحية النفسية، والمباني العشوائية… والتوافر الكبير للمواد المؤثرة على العقل".
ففي الخريف الماضي، عيّن مصرف "فورتس بي إن بي باريبا" البلجيكي الذي يقع مقره في المنطقة، حراس أمن لمرافقة موظفيه في المساء، بسبب "تنامي الشعور بعدم الأمان".
وأشارت النقابات العمالية إلى التقارير الصحفية التي تتعلق بـ"تهديد مجموعات تجار المخدرات" الذين ينشطون في الشوارع، حيث "يكون العنف الجسدي واللفظي منتشراً، وحيث تحدث الاشتباكات العنيفة كل ليلة، وتكون الإهانات والتخويف شيئاً شائعاً".
"إهانات غير مقبولة"
بعد تصريحات سميت، وقَّعت نقابة موظفي المفوضية الأوروبية على خطاب تشكو فيه من "الإهانات غير المقبولة على الإطلاق"، وطالبت النمساوي يوهانس هان، مفوض الإدارة بالاتحاد الأوروبي، بالإصرار على الحصول على اعتذار.
وقال رئيس نقابة التجديد والديمقراطية، كريستيانو سيباستياني، خلال حديثه مع موقع "بوليتيكو": "لا أستطيع استيعاب ما كان يفكر فيه عندما أدلى بهذه التعليقات، أو السبب وراء سماح موظفي [مكتب البنية التحتية] له بالنيل من كرامة وسمعة موظفي المؤسسة. يجب على سميت أن يتراجع عن حديثه غير المقبول على الإطلاق".
ورغم أن موظفي المفوضية الأوروبية المدنيين يتمتعون بسمعة حسنة في بروكسل، فإن بعض موظفي الاتحاد الأوروبي- لاسيما بالبرلمان الأوروبي- لديهم سمعة سيئة، بجانب ربط البرلمان الأوروبي سابقاً بتعاطي المخدرات.
ففي عام 2005، مسحت محطة تلفزيونية ألمانية حمامات في البرلمان الأوروبي، وعثرت على مستويات عالية من الكوكايين. وفي عام 2013، استقال أحد نواب رئيس البرلمان الأوروبي بعد تعرضه لحادث سيارة بينما كان تحت تأثير مخدر الكوكايين، مما تسبب في مقتل أحد الركاب.
وادعى سميت أن تعليقاته كانت على سبيل المزاح، مضيفاً: "لقد قلت فقط إن هناك مناطق أخرى في المدينة، حيث يتاجَر فيها بالمخدرات".