لا يزال الدعم العربي إلى تركيا مستمراً، الإثنين 13 فبراير/شباط 2023، بعد مرور 7 أيام على حدوث الزلزال المدمر جنوب البلاد وشمال غربي سوريا الذي أوقع ضحايا بحياة عشرات الآلاف في البلدين بكارثة هي الأشد منذ عقود عدة.
ويستمر الدعم العربي من 16 دولة عربية بحسب وكالة "الأناضول" التركية، عبر زيارات مسؤولين وإصدار بيانات الدعم وتبرعات رسمية وشعبية، وتواصل إرسال مساعدات إغاثية وفرق بحث وإنقاذ.
تبرعات شعبية في السعودية
في السعودية، ارتفع عدد المشاركين بحملة تبرعات شعبية أُطلقت لإغاثة سوريا وتركيا، إلى مليون و23 ألفاً و406 متبرعين، بحصيلة أولية تجاوزت 311 مليوناً و841 ألفاً و204 ريالات (نحو 83 مليون دولار).
جاء ذلك بحسب منصة "ساهم" السعودية الحكومية، المسؤولة عن "الحملة الشعبية لإغاثة متضرري الزلزال بسوريا وتركيا"، التي أطلقها مركز الملك سلمان للإغاثة (حكومي) في 8 فبراير/شباط 2023.
تأتي حصيلة المشاركات والتبرعات الأولية التي رصدتها الأناضول بعد نحو 5 أيام من انطلاق حملة الإغاثة، غداة توجيه الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بذلك.
كما غادرت مطار الملك خالد الدولي بالعاصمة الرياض، الأحد 12 فبراير/شباط 2023، الطائرة الإغاثية السعودية السابعة، وتحمل على متنها تجهيزات طبية متنوعة بقيمة تزيد عن 36 مليون ريال سعودي تشمل مساعدات طبية، وفق وكالة الأنباء السعودية.
المساعدات من قطر
عقب لقائه الرئيس التركي في إسطنبول، الأحد 12 فبراير/شباط 2023، أعلن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، عبر "تويتر"، دعم بلاده وتضامنها مع "الأشقّاء" جراء الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، مؤكداً مساهمة الدوحة في جهود الإغاثة.
وتعدّ زيارته الأولى لزعيم أجنبي إلى تركيا، منذ وقوع الزلزال.
وأعلنت الخطوط الجوية التركية في بيان أنها نقلت الأحد 46 طناً من المساعدات الإنسانية القطرية إلى ولاية أضنة لتوزيعها على ضحايا الزلزال جنوبي تركيا.
وأعلن صندوق قطر للتنمية الحكومي في بيان، الأحد 12 فبراير/شباط 2023، تقديمه دعماً لعمليات الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" المستمرة، من أجل إنقاذ وإغاثة ضحايا الزلزال في سوريا.
ويشمل الدعم "إصلاح سيارات الإسعاف العاملة على مدار الساعة والمخصصة لنقل الجرحى إلى المستشفيات، وتوفير الوقود لتشغيل المركبات الثقيلة، والمساهمة في عمليات البحث والإنقاذ وتوفير الاحتياجات اللوجستية المطلوبة حتى تستكمل فرق "الخوذ البيضاء" أعمالها في إنقاذ الضحايا، بحسب البيان ذاته.
زيارة بن زايد لتركيا
من جهته، أجرى وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد، الأحد 12 فبراير/شباط 2023، زيارة إلى المناطق المتضررة من الزلزال في جنوبي تركيا.
وبحسب وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية (وام)، فإن الوزير عبد الله بن زايد تفقّد المناطق المتضررة في ولاية كهرمان مرعش، ومقر الفريق الإماراتي للبحث والإنقاذ في الولاية.
وخلال الزيارة، التقى وزير خارجية الإمارات وزير الداخلية التركي سليمان صويلو في كهرمان مرعش، وفق المصدر ذاته.
ونقلت الوكالة الإماراتية عنه تأكيده وقوف بلاده إلى جانب الشعب التركي وتقديم الدعم والمساعدة المطلوبة لغوث المنكوبين جراء هذه الكارثة الإنسانية.
كما أعلنت حملة "جسور الخير" في الإمارات، جمع أكثر من 30 ألف طرد غذائي وكميات كبيرة من الملابس الشتوية والأغطية والاحتياجات الإنسانية، لصالح المتأثرين من الزلزال في سوريا وتركيا، وفق الوكالة.
طائرتا مساعدة من الأردن
أعلنت الخارجية الأردنية في بيان الأحد 12 فبراير/شباط 2023، تسيير طائرتين عسكريتين إلى مطار أضنة التركي، وعلى متنهما 480 خيمة عائلية من أصل 10 آلاف، لمساعدة المتضررين من الزلزال، بناء على توجيهات ملكية.
وخلال الأيام الماضية، أرسل الأردن عدداً من طائرات المساعدة إلى تركيا، ومستشفى عسكرياً ميدانياً مجهّزاً بالكامل إلى كهرمان مرعش.
دعم موريتاني وتضامن يمني وسوداني
كذلك غادرت طائرة مساعدات موريتانية مطار العاصمة نواكشوط متوجهة إلى تركيا للمساهمة في إغاثة المتضررين من الزلزال، بتوجيهات من الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، وفق وكالة الأنباء الموريتانية.
عقب اجتماع بالعاصمة السعودية الرياض، أعرب مجلس القيادة الرئاسي اليمني، في بيان، عن تضامنه الكبير مع تركيا وسوريا في مواجهة الزلزال.
وفي السودان، أعلن نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، محمد حمدان دقلو "حميدتي"، الأحد، تقديم بلاده كميات من مواد الإيواء دعماً لجهود الإغاثة والخدمات للمتضررين من الزلزال في تركيا، وسيتم نقلها بجسر جوي ينطلق من الخرطوم.
جاء ذلك خلال لقاء جمعه مع السفير التركي لدى السودان إسماعيل تشوبان أوغلو، بحسب بيان صدر عن مجلس السيادة.
ومنذ وقوع الزلزال، أعلنت 16 دولة عربية رسمياً إنشاء جسور جوية وتقديم مساعدات إغاثية وطبية عاجلة لدعم تركيا، هي: السعودية، قطر، الكويت، الإمارات، مصر، لبنان، الجزائر، الأردن، البحرين، ليبيا، تونس، فلسطين، العراق، موريتانيا، السودان، سلطنة عمان.
وتوالت الإعلانات العربية الرسمية بشأن تبرعات مساندة لتركيا وسوريا، أبرزها الجمعة 10 فبراير/شباط 2023، حين أعلن أمير قطر التبرع بـ 50 مليون ريال قطري (14 مليون دولار)، وقبلها الجزائر بـ 45 مليون دولار.
وفجر 6 فبراير/شباط الجاري ضرب زلزال جنوب تركيا وشمال سوريا بلغت قوته 7.7 درجة، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجة ومئات الهزات الارتدادية العنيفة، ما خلف خسائر كبيرة بالأرواح تجاوزت 34 ألف شخص ودماراً في البنية التحتية في البلدين.
في اليوم التالي أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر في الولايات العشر المتضررة وهي: أضنة، أدي يمان، ديار بكر، غازي عنتاب، هطاي، كهرمان مرعش، كيليس، ملاطية، عثمانية وشانلي أورفة.