تجاوزت حصيلة قتلى الزلزال المُدمر الذي ضرب تركيا وسوريا قبل نحو أسبوع، 28 ألفاً، وعشرات آلاف الجرحى، حتى صباح الأحد 12 فبراير/شباط 2023، وذلك في وقت تتراجع فيه الآمال في العثور على ناجين تحت أنقاض الزلزال الذي يُعد الأكثر تدميراً منذ قرن في المنطقة.
نائب الرئيس التركي، فؤاد أوقطاي، أفاد مساء السبت 11 فبراير/شباط 2023، بارتفاع حصيلة الوفيات في تركيا إلى 24 ألفاً و617، وجاء ذلك في تصريح أدلى به من مركز إدارة الكوارث والطوارئ التركية "آفاد" بالعاصمة أنقرة.
أوضح أوقطاي أن 32 ألفاً و71 عنصر بحثٍ وإنقاذ يعملون في المناطق المتضررة من الزلزال، وذلك في وقت تجاوز فيه عدد جرحى الزلزال 80 ألفاً.
أوقطاي أضاف في تصريحاته أن أعمال الدفن والتحقّق من هويات الوفيات مستمرة، وأن كافة مؤسسات الدولة تقوم بواجباتها على أكمل وجه، وأكد أن الحكومة سخَّرت كافة المعدات الجوية والبحرية والبرية لأعمال البحث والإنقاذ ونقل المصابين إلى المستشفيات ومراكز الإسكان في الولايات الأخرى.
كذلك لفت أوقطاي إلى أنه تم حتى الآن إجلاء 111 ألفاً و500 شخص من الولايات التي تضررت من الزلزال.
رغم ورود أنباء عن إنقاذ العديد من الأشخاص الآخرين من تحت الأنقاض، أمس السبت 11 فبراير/شباط 2023، ومنهم أردا جان أوفان، البالغة من العمر 13 عاماً، فإن الآمال بالعثور على ناجين تتضاءل مع مرور أسبوع على الزلزال، ووجود ضحايا تحت الأنقاض طوال هذه الفترة.
من جانبه، توقع منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة مارتن جريفيث، تزايداً كبيراً في أعداد قتلى الزلزال، وقال في مقابلة مع "سكاي نيوز": "أنا متأكد من أن (عدد القتلى) سيزيد إلى المثلين أو أكثر".
وصف جريفيث الزلزال بأنه "أسوأ حدث منذ 100 عام في هذه المنطقة"، مشيداً بتعامل تركيا مع الزلزال المُدمر.
يأتي هذا فيما سجّلت حصيلة ضحايا الزلزال في شمال غربي سوريا تزايداً أيضاً، إذ أعلن الدفاع المدني، المسؤول عن عمليات الإنقاذ في مناطق المعارضة، مساء السبت 11 فبراير/شباط 2023، عن ارتفاع عدد الوفيات إلى 2167، وأكثر من 2950 مصاباً.
أشار الدفاع المدني إلى أن فرقه تواصل عمليات البحث لانتشال جثث المتوفين، وسط ظروف صعبة جداً بالعمل تحت أنقاض المباني.
على الرغم من الكارثة التي حلّت بسكان شمال غربي سوريا، فإن المنطقة تعاني بشكل حاد من نقص المساعدات، ولم يدخل سوى القليل جداً منها.
يوجد في شمال غربي سوريا كثير من النازحين بالفعل من مناطق أخرى من البلاد، بعدما اضطروا إلى ترك منازلهم جراء استعادة قوات النظام للمناطق التي كانوا يعيشون فيها، وبعد الزلزال أصبحوا الآن بلا مأوى مرة أخرى.
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة التابعة لنظام الأسد، مساء السبت 11 فبراير/شباط 2023، عن ارتفاع عدد ضحايا الهزة الأرضية في المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام، إلى 1408 وفيات و2341 إصابة.
في حلب، وصف مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، الكارثة بأنها مفجعة. وقال للصحفيين: "جئنا لتوّنا ببعض الإمدادات ونتطلع إلى مواصلة الدعم".
يُذكر أنه في فجر الإثنين، 6 فبراير/شباط 2023، ضربت هزّة أرضية جنوبي تركيا وشمالي سوريا، بلغت قوتها 7.7 درجة، وأعقبتها هزة أخرى بعد ساعات بقوة 7.6 درجة ومئات الهزات الارتدادية العنيفة.