تتواصل حملات التضامن العربية الرسمية والشعبية مع كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا، وأودى بحياة أكثر من 30 ألف شخص، حتى مساء السبت 11 فبراير/شباط 2023، وتسبب بإصابة عشرات الآلاف وتشريد ملايين الناس، مما فاقم الحاجة الماسّة لحشد مزيد من الدعم الإنساني والإغاثي على كافة المستويات.
16 دولة عربية فتحت جسوراً جوية مع تركيا، لتنطلق الرحلات تلو الرحلات ناقلة المساعدات الطبية والغذائية وغيرها، ولليوم السادس على وقوع الزلزال المدمر في تركيا، وصلت عشرات الطائرات من دول مثل السعودية وقطر والإمارات ومصر والجزائر وغيرها الكثير من الدول العربية.
لكن ما ميز روح التضامن العربية الحملات الشعبية التي سجلت أرقاماً قياسية في جمع التبرعات من المواطنين، رغم أزمة التضخم التي أثقلت كاهل العالم، ولا تكاد دولة عربية تخلو من حملات من هذا النوع، أبطالها مواطنون قرروا دعم أشقائهم في تركيا وسوريا والوقوف إلى جانبهم في هذه المحنة، بعد كارثة تعتبر من أكبر كوارث العالم في القرن الحادي والعشرين.
الشعوب العربية تتضامن مع تركيا
انطلقت حملات التبرعات الشعبية في الكثير من الدول العربية، ولاقت إقبالاً كبيراً لدعم ضحايا زلزال تركيا وسوريا، ففي السعودية استطاعت حملة "ساهم" وحدها جمع أكثر من 71 مليون دولار حتى مساء السبت 11 فبراير/شباط، بعد 4 أيام فقط من بدء الحملة، حيث شارك فيها آلاف السعوديين.
يأتي ذلك بينما وصلت، السبت، الطائرة السعودية السادسة إلى تركيا ضمن الجسر الجوي السعودي معها، لإغاثة المتضررين من الزلزال في تركيا وسوريا.
وفي قطر، انطلقت حملة "عون وسند" بعد وقوع الزلزال فوراً، بهدف تقديم الإغاثة العاجلة لمتضرري الزلزال في تركيا وسوريا، واستطاعت جمع أكثر من 46 مليون دولار، حتى مساء السبت 11 فبراير/شباط، حيث تتواصل الحملة ضمن بث حي على التلفزيون القطري الرسمي.
في الوقت ذاته، قالت السفارة التركية في الدوحة على تويتر، إنه "تم إرسال أول مجموعة من المساعدات وحجمها 5 أطنان عبر الخطوط الجوية التركية لإيصالها للمستحقين". وبعد الإقبال الشديد على تقديم المساعدات العينية قامت السفارة بتمديد قبول التبرعات حتى 15 فبراير/شباط 2023.
وبالتعاون مع الهلال الأحمر القطري، أعلنت السفارة التركية الثلاثاء، قبول مساعدات عينية ضمن احتياجات عاجلة مطلوب إرسالها إلى تركيا "في أسرع وقت" عبر طائرات الخطوط الجوية التركية.
وفي الكويت، انطلقت حملة "الكويت بجانبكم" لدعم المتضررين من الزلزال في تركيا وسوريا، السبت 11 فبراير/شباط، وخلال يوم واحد فقط كسرت التبرعات حاجز 42 مليون دولار، وذلك عبر بث حي في التلفزيون الكويتي الرسمي.
كما قام العديد من المواطنين والمقيمين في الكويت بتقديم مساعدات عينية وتسليمها إلى السفارة التركية في العاصمة الكويتية، من أجل مساعدة أشقائهم الأتراك.
وفي الإمارات، انطلقت حملة "جسور الخير"، السبت 11 فبراير/شباط، واستطاعت جذب أكثر من 1200 متطوع من أجل جمع وتنسيق الدعم العيني الذي سيذهب إلى تركيا وسوريا، في حين أعلنت دولة الإمارات تقديم 100 مليون دولار لدعم المتضررين من الزلزال في تركيا وسوريا، إضافة إلى تسيير 17 طائرة إغاثة ومساعدة إلى تركيا وحدها منذ وقوع الزلزال، بمشاركة عشرات من عناصر البحث والإنقاذ الإماراتيين في تركيا.
كذلك أعلنت الإمارات، السبت، وضمن عملية "جالانت نايت 2" التي أطلقتها لمساعدة ضحايا الزلزال في جنوب تركيا لافتتاح المرحلة الأولى من المستشفى الميداني في منطقة الطوارئ بغازي عنتاب جنوب تركيا.
المصادر الدبلوماسية الإماراتية قالت إنه "جارٍ أيضاً العمل على فتح باقي الأقسام في المرحلة الثانية، والتي تشمل قسم المختبر وقسم الأشعة والصيدلة وقسم الأسنان والعيادات الخارجية وأجنحة المرضى بسعة 50 سريراً". وأشارت إلى أن "عدد الأطباء بالمستشفى يبلغ 15 طبيباً من مختلف التخصصات و60 ممرضاً وفنياً".
وفي سلطنة عُمان، انطلقت حملة "ألم وأمل" الشعبية، واستطاعت جمع نحو 650 ألف دولار خلال 48 ساعة، حتى السبت 11 فبراير/شباط، إلى جانب طائرات الإغاثة التي سيَّرتها إلى تركيا، وفرق الإنقاذ التي أرسلتها كذلك.
وأطلق نشطاء حملة تبرعات عبر تطبيق "دار العطاء"، وقال الناشط محمد المخيني إنه تم جمع مليون دولار لدعم المتضررين في البلدين حتى يوم 8 فبراير/شباط.
وفي البحرين، توافد مواطنون ومقيمون إلى السفارة التركية في المنامة؛ تلبية لندائها في جمع تبرعات من أجل إيصالها إلى متضرري الزلزال، تزامناً مع الحملة الوطنية التي انطلقت في البحرين من أجل التبرع.
وفي فلسطين، انطلقت حملة تبرعات شعبية من مساجد الضفة الغربية، الجمعة 10 فبراير/شباط، برعاية من وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية، وتمكنت من جمع نحو مليون دولار لمتضرري الزلزال في تركيا وسوريا، بينما أدى آلاف الفلسطينيين في الضفة الغربية، الجمعة، صلاة الغائب على أرواح من قضوا جراء الزلزال في تركيا وسوريا، على غرار العديد من المساجد في مختلف الدول العربية.
وانطلقت حملات تبرعات في مدينة القدس المحتلة ومختلف المدن الفلسطينية. وفي مدينة أم الفحم شمال فلسطين، استطاع فلسطينيون جمع تبرعات بقيمة بنحو 60 ألف دولار.
وفي لبنان، نظم مواطنون حملة في أحد مساجد العاصمة بيروت تهدف لجمع التبرعات وإرسالها لمساعدة منكوبي الزلزال في تركيا وسوريا.
وفي موريتانيا، تبرع تلاميذ "وقف المعارف" التركي بنحو 16 ألف دولار للمنكوبين جراء الزلزال، بينما قال فرع الوقف في موريتانيا عبر فيسبوك، إن "حملة التبرع لاقت إقبالاً كبيراً من وكلاء التلاميذ الذين عبروا عن تضامنهم مع ضحايا الزلزال".
والجمعة 10 فبراير/شباط، فتحت السفارة التركية في نواكشوط، باب التبرع للمناطق المنكوبة جراء الزلزال، فيما قال القائم بالأعمال بالإنابة في السفارة التركية بنواكشوط حيدر دوكوزر، خلال مؤتمر صحفي، إن المبالغ التي سيتبرع بها الموريتانيون ستقدَّم لإدارة الكوارث والطوارئ "آفاد" من أجل المساهمة في إغاثة المتضررين.
وفي الأردن، أعلنت الكنائس الكاثوليكية، تخصيص تبرعات قداسات يومي الأحد القادمين، لمساعدة المتضررين من الزلزال في تركيا وسوريا.
وإلى جانب الحملات الشعبية، أعلنت حكومات عربية تقديم مساعدات مالية إلى المتضررين من الزلزال في تركيا وسوريا، مثل الجزائر التي رصدت 30 مليون دولار مخصصة لتركيا.
علماء يناشدون دعم المتضررين من الزلزال
لم تقتصر المساندة العربية لتركيا على التبرعات النقدية والعينية، بل شملت الصلوات والدعاء في المساجد؛ تعبيراً عن دعم العرب وتضامنهم مع أشقائهم في تركيا وسوريا، على حد سواء، حيث وجّه خطباء المساجد في عدة دول عربية، الجمعة 10 فبراير/شباط، إلى ضرورة المساعدات والتبرعات.
وفق تقرير لوكالة الأناضول، فقد أدى آلاف الأشخاص صلاة الغائب على أرواح ضحايا الزلزال في تركيا وسوريا، في مساجد الضفة العربية وقطاع غزة، بجانب المسجد الأقصى بمدينة القدس، و"جميع مساجد" الإمارات والبحرين، والأردن، وأغلب مناطق لبنان، لا سيما العاصمة بيروت، بجانب مدينة تعز اليمنية (جنوب غرب)، ومدينة عفرين شمالي سوريا، ومسجد بن نابي في العاصمة الليبية طرابلس.
من جانبهما، دعا بندر بن عبد العزيز بليلة، ويوسف أبو اسنينة خطيبا المسجدين الحرام والأقصى، الجمعة، المسلمين إلى دعم تركيا وسوريا، بمواجهة الزلزال، داعيَين بالرحمة للموتى والشفاء للمصابين.
وفي الإمارات، دعا "مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي" الجمعة، إلى المسارعة لإغاثة المتضررين من الزلزال في تركيا وسوريا.
وفي عُمان، غرد مفتي السلطنة الشيخ أحمد الخليلي قائلاً: "إنا لنواسي من أعماق قلوبنا الشعبين المسلمين الشقيقين؛ السوري والتركي على المصاب الجلل بالكارثة التي أتت على كثير من الأعزة بسبب تأثير الزلزال المدمر الذي أصاب البلدين العزيزين".
وفي اليمن، دعا الشيخ عبد الحكيم المليكي، خطيب الجمعة في ساحة "الحرية" وسط مدينة تعز، المصلين إلى الدعاء بالرحمة للقتلى، والشفاء للمصابين، كما دعا "كافة أبناء الشعب اليمني إلى بذل كل ما يستطيعون من مساعدة وعون لإخواننا في تركيا وسوريا".
واعتبر أن تقديم المساعدات المالية والعينية هو "أقل ما يمكن تقديمه للمنكوبين جراء الزلزال من أجل مواجهة الظروف الصعبة التي يعيشونها".
في سياق متصل، نظمت جامعة مقديشو (خاصة) في الصومال، السبت 11 فبراير/شباط، جلسات تأبين لضحايا الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، الإثنين. وذكر مراسل الأناضول، أن الجلسات عُقدت في 7 مقرات تابعة للجامعة بالعاصمة مقديشو، بمشاركة نحو 7 آلاف طالب، حيث تخللتها تلاوة القرآن الكريم والدعاء لأرواح الضحايا.
بدورهم، أصدر علماء وفقهاء ودعاة مسلمون فتاوى تجيز دفع زكاة المال وتعجيل إخراجها للمتضررين من زلزال سوريا وتركيا، وحثت الفتاوى، ومن أبرزها الصادرة عن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، على دفع الصدقات والتعجيل بدفع زكاة المال للمتضررين من الزلزال الذي خلف خسائر بشرية ومادية هائلة.
كما أصدر الشيخ عجيل النشمي، رئيس رابطة علماء الشريعة بدول الخليج العربي، الجمعة 10 فبراير/شباط، فتوى بشأن جواز الزكاة لمنكوبي الزلزال في تركيا وسوريا.
في السياق، أفتى أستاذ الشريعة الإسلامية المصري بجامعة ابن خلدون التركية، حاتم عبد العظيم، بجواز تعجيل صدقة الفطر من أجل إرسالها إلى المتضررين من الزلزال في تركيا وسوريا.
فنانون عرب يتضامنون مع تركيا
من جانب آخر، سجل العديد من الفنانين العرب تضامناً إنسانياً مع متضرري الزلزال في تركيا وسوريا، فمنهم من أوقف حفلاته الغنائية؛ احتراماً لآلام الناس، ومنهم من تبرع ودعا الناس للتبرع ومد يد العون.
وأعلن عدد من الفنانين العرب إلغاء حفلاتهم الغنائية ضمن موسم "عيد الحب" الذي يصادف 14 فبراير/شباط، حيث أجل المطرب اللبناني وائل كفوري حفله الذي كان من المقرر إقامته 18 فبراير/شباط في قبرص التركية إلى موعد آخر.
فيما أصدرت إدارة "جزيرة المها" في قطر، بياناً أعلنت فيه إلغاء حفل الفنان المصري عمرو دياب، الذي كان من المقرر إقامته 14 فبراير/شباط. وأضاف البيان أن جزيرة المها تتقدم لأهالي الضحايا بأحر التعازي، وتتمنى للجرحى الشفاء السريع.
كما أعلنت الجهة المنظمة لحفلة الفنانة مايا دياب في دبي، تأجيل الحفلة المقررة في 14 فبراير/شباط، تضامناً مع المتضررين وضحايا الزلزال. وكتبت دياب في "تويتر": "بتمنى السلامة لكل اللبنانيين والسوريين والأتراك ويا رب ما حدا يكون اتضرر".
بينما تبرع الفنان ماجد المهندس بأجره عن حفل الكويت للمتضررين في سوريا وتركيا ونشر عبر تويتر وقال: "أعلن عن التبرع بأجري في حفل فبراير الكويت، تاريخ 10/2/2023 للمتضررين من زلزال سوريا تركيا في الشقيقة سوريا والجارة تركيا، ربي يرحم اللي فقدناهم في هذا الحادث الأليم ويشفي كل الجرحى".
وشارك الفنان السعودي فايز المالكي مقطع فيديو يوثق لحظة وصوله لمطار أضنة التركية، وعلق على مقطع الفيديو قائلاً: "مركز الملك سلمان للإغاثة تركيا ومن مطار أضنة ووصول قافلة من المساعدات الإنسانية للإخوة المتضررين من الزلزال في تركيا وسوريا".
في الوقت ذاته، توجَّه العديد من نجوم الفن العربي بالتعازي لذوي ضحايا الزلزال في تركيا وسوريا، معربين عن حزنهم بسبب الكارثة التي ضربت المنطقة وخلفت آلاف القتلى والجرحى.
وغردت الفنانة اللبنانية إليسا، قائلة: "مشاهد الدمار والموت بتركيا وسوريا مؤلمة جداً. الله يرحم الضحايا ويحمي بلادنا من غضب الطبيعة والكوارث اللي زادت على معاناتن أزمة إضافية. يا رب تكون بعون كل متضرر".
فيما نشرت المطربة اللبنانية هيفا وهبي، تغريدة عبر تويتر، قالت فيها: "صلاتي وأفكاري لأهل # تركيا وسوريا وكل المتضررين من هذا الزلزال الرهيب".
وكتبت الممثلة اللبنانية نادين نجيم تعليقاً على التهئنات بعيد ميلادها، قائلة: "شكراً على المعايدة، بس ما قادرة أحتفل ولا قادرة فكر بعيدي اليوم. قلبي وراسي مع الناس بسوريا وتركيا ما عم فيي فكر بشي غير فين وعم صلي من قلبي الله يكون معهم ويساعدهم ويخلصهم وهالكارثة ما تنعاد بإذن الله. يا رب لطفك ورحمتك".
شبان عرب يسجلون قصصاً بطولية
من جانب آخر، انتشرت العديد من القصص الإنسانية عبر مواقع التواصل الاجتماعي لشباب عرب، سواء من الذين يقيمون في تركيا أو أولئك الذين قدموا إليها ضمن فرق الإنقاذ والمساعدات، ليسجلوا قصصاً بطولية تظهر بوضوح حجم التضامن الشعبي مع أشقائهم الأتراك.
فهنا، شبّان ضمن "مجموعة أمّة الكشفية" المصرية في تركيا، قرروا التوجه إلى المناطق المنكوبة من الزلزال في تركيا للمساهمة في إنقاذ مزيد من الأحياء تحت الأنقاض، وفي الوقت ذاته، نظموا حملة للتبرع بالدم شارك فيها الكثير من أبناء الجالية العربية في تركيا.
أيضاً، وحسبما يظهر مقطع فيديو، نظم شبان عرب من مختلف الجنسيات في تركيا حملة لنقل المساعدات إلى المتضررين من الزلزال في مدينة ملاطيا التركية.
@apo_muge حضور اخوننا العرب الى تركيا للمساعده 🤍 @عبود & موگه @Abdulrahman #fyp #viral #1_aboo #arabtiktok #iraqitiktok #iraq #arab #türkiye #malatya #kahramanmaraş #gaziantep #palestine #egypt ♬ الصوت الأصلي – عبود و موگه
بينما أعلن صاحب متجر سوري للأغذية في مدينة غازي عنتاب التي تضررت من الزلزال، تقديم الخبز والماء مجاناً تضامناً مع المتضررين من الزلزال.
وفي مبادرة إنسانية كذلك، قام مجموعة من الطهاة السوريين بالتوجه إلى المناطق التركية المنكوبة من الزلزال قادمين من إسطنبول تاركين العمل في مطاعمهم هناك؛ تلبية للنداء الإنساني، حيث يوفرون عبر ذلك تقديم الطعام لما بين 10 و15 ألف شخص.
وفي قصة إنسانية بطلها طفل سوري صغير، يتطوع للترجمة من العربية للتركية وبالعكس، ليكون وسيطاً بين فرق الإنقاذ العربية والأتراك العالقين تحت الأنقاض.
في الوقت ذاته، بادر الكثير من السوريين لتقديم المساعدات العينية إلى إخوتهم الأتراك المتضررين من الزلزال، وفي مقطع فيديو يعبر مواطن تركي عن شكره لأشقائه السوريين الذين قدموا له العون.
وفي كهرمان مرعش مركز الزلزالين المدمرين، يظهر رجل سوري لا يجيد التركية يطلب من مواطن تركي مساعدته في توزيع الخضار والفواكه على المحتاجين ومتضرري الزلزال.
وفي قصة آخر، ينطلق شاب سوري للانضمام إلى فرق البحث والإنقاذ، ويقول إنه يقيم في تركيا منذ 10 أعوام، وقدم من قيصري إلى المناطق المنكوبة للمساعدة في إنقاذ أرواح العالقين تحت الأنقاض.
وفي لحظات مؤثرة، يوثق مقطع فيديو شابين سوريين وهما ينقذان امرأة تركية من تحت الأنقاض في مدينة هطاي التركية، بينما يقول أحدهما: "سوري تركي واحد"، لترد المرأة بصوت حزين يشوبه طعم الفرح بإنقاذها: "الحمد لله رب العالمين".
وفي مشهد مؤلم، تتخلله دموع الفرح، يجهش رجل جزائري من "الحماية المدنية" بالبكاء؛ بعدما نجح في إنقاذ طفل من تحت الأنقاض في أدي يامان التركية.
وعقب دخوله تحت الأنقاض بدأ في التكلم مع الطفل محاولاً طمأنته قائلاً: "هيا وليدي، هيا عمري، هيا حبيبي، أعطني يدك"، وبعد إخراجه معافى من تحت الركام، قام عنصر الإنقاذ بحضن الطفل وتقبيله، وأجهش بالبكاء متأثراً بالموقف قبل أن يطلب منه زملاؤه تسليم الطفل إلى والده.