قالت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، الخميس 9 فبراير/شباط 2023، إن منطاد التجسس الصيني الذي أسقطته واشنطن السبت، كان يعمل بتقنية مراقبة إلكترونية متطورة قادرة على مراقبة الاتصالات الأمريكية، وفق ما نقلته شبكة CNN الأمريكية.
وفقاً لمسؤول كبير في وزارة الخارجية، فإن منطاد التجسس الصيني قادر على إجراء عمليات جمع الإشارات الاستخباراتية، وهو جزء من أسطول المناطيد الصينية الذي تم تطويره لإجراء عمليات مراقبة مع مصنع مرتبط بالجيش الصيني.
وأشار المسؤول إلى أن الولايات المتحدة تتطلع إلى فرض عقوبات، بسبب وجود المنطاد في المجال الجوي الأمريكي والذي وصفه المسؤولون الأمريكيون مراراً بأنه انتهاك لسيادة الولايات المتحدة والقانون الدولي.
كما أشار كذلك إلى أن الولايات المتحدة "تدرس أيضاً اتخاذ إجراءات ضد كيانات في جمهورية الصين الشعبية مرتبطة بجيش التحرير الشعبي الذي دعم توغل المنطاد في المجال الجوي للولايات المتحدة".
وقال المسؤول: "نعلم أن جمهورية الصين الشعبية استخدمت هذه الأجسام للمراقبة"، وأردف بالقول: "كشفت الصور عالية الدقة من U-2 أن المنطاد كان قادراً على إجراء عمليات جمع معلومات استخباراتية"، وأظهرت الإشارات أن المعلومات التي يتم جمعها بالوسائل الإلكترونية، هي أشياء مثل الاتصالات والرادارات.
وختم المسؤول بالقول: "من الواضح أن معدات منطاد التجسس الصيني كانت مخصصة للمراقبة الاستخباراتية وتتعارض مع المعدات الموجودة على متن مناطيد الطقس، كان يحتوي على هوائيات متعددة تشمل نظاماً من المحتمل أن يكون قادراً على جمع وتحديد المواقع الجغرافية للاتصالات، وقد تم تجهيزه بألواح شمسية كبيرة بما يكفي لإنتاج الطاقة اللازمة لتشغيل العديد من أجهزة استشعار جمع المعلومات الاستخباراتية النشطة"، حسب قوله.
خلاف حول منطاد التجسس الصيني
في غضون ذلك، احتدمت الخلافات الداخلية بين السياسيين الأمريكيين بشأن الأوجه المختلفة للتعامل مع حادثة المنطاد عموماً، مع التركيز على مسألة الوقت الذي علمت فيه السلطات الأمريكية بإطلاق الصين مناطيد تجسس في سماء الولايات المتحدة.
وبعد أن انتقد سياسيون من الحزب الجمهوري الإدارةَ الأمريكية، لأنها لم تُسقط منطاد التجسس الصيني على الفور، قال مسؤولون بوزارة الدفاع إنها ليست المرة الأولى، فقد أرسلت الصين 3 مناطيد فوق الأراضي الأمريكية في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، إلا أن ترامب ووزير دفاعه السابق، مارك إسبر، نفيا علمهما بهذا الأمر، وقال مسؤول في إدارة بايدن لشبكة CNN الأمريكية إن هذه الحوادث لم تُكتشف إلا بعد تولي بايدن منصبه.
وقال الجنرال غلين فانهيرك، رئيس قيادة الدفاع الجوي في أمريكا الشمالية، للصحفيين الإثنين 6 فبراير/شباط، إن الجيش الأمريكي كان يعاني خللاً في تبادل المعلومات بين مختلف الأجهزة بشأن مناطيد التجسس عالية الارتفاع، ما أعجزه عن رصد التوغلات إلى ذلك الوقت. وأشار إلى أن الاستخبارات الأمريكية استخدمت "مزيداً من الوسائل لجمع المعلومات" من أجل الكشف عن المناطيد "قبل اختراقها" للأراضي الأمريكية، لكنه لم يقدم تفاصيل أخرى.
وقال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي: "لقد أسعفنا الوقت لفحص النماذج التاريخية المماثلة"، وتبيَّن لنا أن الولايات المتحدة شهدت "حالات متعددة" لاختراق مناطيد صينيةٍ المجال الجوي الأمريكي تحت إدارة ترامب. وفي سياق التعليق على إسقاط المنطاد، قال ماو نينغ، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، يوم الثلاثاء 7 فبراير/شباط، إن بكين "ستدافع بقوة عن حقوقها ومصالحها المشروعة"، و"المنطاد ملك للصين، وليس للولايات المتحدة".